من غرائب جرائم القتل، التي انتهكت حُرمة النصف الأول من شهر رمضان 2013 أن الثلاث جرائم الأولى التي شهدها، وقعت في عواصمالجزائر الثلاث، بداية من عاصمة الغرب وهران، التي شهدت أول جريمة قتل، في الثاني من رمضان، عندما أقدم مستفيد من العفو الرئاسي مؤخرا يبلغ من العمر 22 سنة على توجيه طعنات، لأحد جيرانه بمنطقة المرسى الكبير على مستوى الوجه والبطن أودت بحياته. وبعد يومين، انتقل القتل إلى عاصمة الشرق الجزائري، قسنطينة التي أقدم فيها شيخ في ال62 من العمر على قتل جاره بتسع طعنات خنجر، وكان يهمّ بذبحه، لولا تدخل إبنة الجاني الذي هرب إلى مسجد سلمان الفارسي، ولم يسلّم نفسه للشرطة إلا بعد محاورة طويلة، الضحية يبلغ من العمر ستين سنة ترك ستة أبناء، وسبب الجريمة هو صراع من أجل امتلاك حديقة صغيرة. وانتقل الدم، في الخامس من رمضان إلى الجزائر العاصمة، بحي المنظر الجميل بالقبة، إذ تبادل كهلان في الأربعينات السباب، فتدخل إبن أحدهما، وعمره 22 سنة من أجل حماية والده فقتل الضحية بطعنة واحدة، وتم توقيف الجاني، لتنتقل الجرائم في الأيام العشرة الأخيرة إلى مختلف المدن، من مدينة سعيدة التي أقدمت فيها شابة على قتل ولدها الحديث الولادة، إلى مدينة سدراتة بولاية سوق أهراس، التي اكتشفت بها جثة طفل في الخامسة عشر من العمر محروقا وغارقا في بركة مائية. أما أبشع الجرائم، فحدثت في العاشر من رمضان، وكانت غليزان مسرحا لها، إذ أقدم خلالها عون أمن في السابعة والثلاثين من العمر على إطلاق النار على مفتش شرطة من مدينة تنس بالشلف، وعلى منظفة في السابعة والخمسين من العمر داخل نادي الشرطة، وأحدثت الجريمة حالة طوارئ في كامل المدينة، خاصة أن الجاني أطلق النار في الهواء، وهو هارب، ولم يتم توقيفه إلا بعد الاستعانة بفرقة شرطة خاصة، وعلى بعد قرابة ألف كيلومتر في نفس اليوم، أقدم شاب في الرابعة والعشرين من العمر على ذبح شيخ في السبعين في بلدية قاوس بجيجل. كما هلك شاب في الخامسة والثلاثين في مستشفى قسنطينة، متأثرا برمي بالحجارة من إبن عمه وابنه، على خلفية شجار بين أطفال انتقل إلى كبار أبناء العمومة في منطقة أولاد قاسم، وارتفع منحنى جرائم القتل في الأيام الأخيرة من النصف الأول من رمضان، إذ لقيت عجوز في الثانية والسبعين حتفها في مدينة سوڤر بولاية تيارت، متأثرة بنزيف دماغي، نتيجة ضربات مطرقة من ابنتها المختلة عقليا البالغة من العمر 33 سنة. وبحجّة الدفاع أيضا عن الوالد، أقدم شاب في السابعة والعشرين من العمر، على قتل آخر في الثالثة والعشرين، بطعنة خنجر على مستوى القلب من نفس الحي في لانغار بمدينة سطيف، لتكتمل مأساة النصف الأول من رمضان في بلدية العوانة بولاية جيجل التي شيّعت جثمان الشاب خير الدين الذي تلقى طعنات قبل الإفطار يوم 14 رمضان من صديقه، وانتقلت أحداث مجزرة غليزان في اليوم الأخير من النصف الأول من شهر الصيام، إلى مدينة البويرة، في حي أولاد بوشية، إذ عاشت المدينة أبشع جريمة في تاريخها كان مُوقّعها شاب في سن الخامسة والثلاثين متزوج، لجأ إلى بندقية صيد، قبل آذان المغرب في الرابعة عشر من شهر رمضان، وأطلق الرصاص على عائلة بأكملها، فقتل شقيقين أعمارهما بين الخامسة والعشرين والثلاثين، وأصاب أمهما بجروح بليغة، إضافة إلى إصابة أربعة أشخاص آخرين من نفس العائلة.