يحب العمل في رمضان ويرفض الإجازات، يعشق ترتيل كتاب الله في سائر الشهور ويحرص على ختمه خلال الشهر الفضيل، بتواضع ولباقة يكشف مصطفى بن بادة، وزير التجارة في هذا الحوار ل"الشروق" عن يومياته الرمضانية، وسر تحكمه في نشاطه ومتاعب عمله اليومي، بتناول حليب الماعز عند الإفطار والسحور.
بداية، كيف يقضي الوزير بن بادة أيامه الرمضانية؟ أقضي رمضان كباقي الجزائريين، ومعظم وقتي أمضيه في الوزارة بحكم منصبي وكثافة العمل، فأتنقل بين الاجتماعات الحكومية المختلفة، أو أكون في خرجات ولائية، وكثيرا ما أنسى نفسي بمكتبي إلى غاية السادسة مساءً في رمضان، يساعدني التوقيت الرمضاني في العمل لأنه يكون متواصلا بدون انقطاع بحضور جميع الإطارات، وأنا من المواظبين على السحور، لأن في السحور بركة ولا أحس بالعطش ولا بالجوع والسر في ذلك تناولي "المسفوف بالجلبانة وحليب الماعز".
ماهو الطبق المفضل عند معالي الوزير؟ أعشق الحريرة وهي معروفة بمنطقة غرداية بحكم انتمائي إلى متليلي بالتحديد "الشعانبة" ب"الحساء" المكون من الدقيق وعشبة "القرطوفة" ذات المذاق الحار، يليها طبق الدولما وتكون بالخضر أو الفلفل الحلو المحشو باللحم المفروم، وأكسر صيامي بحليب الماعز والتمر.
وهل يدخل بن بادة إلى المطبخ؟ (يبتسم)، أجل حين تبقى نصف ساعة على أذان المغرب، أدخل المطبخ وأحياناً أعلق على الزوجة وأسأل عن لائحة الطعام المحضّر، فضلا عن التنظير والملاحظات لبناتي.
وهل تحبون التسوق وأيّ الأسواق تحبذ التجول فيها لإقتناء مسلتزمات أسرتكم؟ طبعا أتسوق نهاية كل أسبوع بالتحديد يوم الجمعة صباحا، وأفضل سوق عين البنيان لأن فيه وفرة للمنتوج وتنوعاً، وأسعاره معقولة جدا، كما أقصد سوق سطاوالي كونه قريباً من مقر السكن.
وعن صلاة التراويح هل تفضلون أداءها مع وزير الشؤون الدينية الذي يؤم بالوزراء والإطارات أم تحبذون أداءها بالمسجد؟ أنا أواظب على صلاة التراويح بنسبة 90 بالمائة مع وزير الشؤون الدينية الذي يستقبلنا بمنزله مخصصا مكانا لأداء الشعائر الدينية رفقة الوزراء وإطارات الدولة، وأتوجه له بالشكر لفتحه هذا الفضاء، ومن حين لآخر أصلي رفقة ابني البكر عبد السلام بمسجد "أبي بكر الصديق" بسطاوالي.
هل سبق وأن أمضى الوزير شهر رمضان خارج ربوع الوطن؟ لا أتذكر أني صمت بعيدا عن الجزائر.
بحكم منصبكم تنقلتم إلى عدة جهات، أي المناطق بقيت راسخة وتمنيتم معاودة زيارتها؟ بلادنا تزخر بالعادات المتنوعة، بصراحة أحن كثيرا إلى منطقتي ومسقط رأسي "متليلي" بغرداية، وعاداتها المميزة حين كنا نفطر على التمر والحساء ونترك باقي الوجبات إلى ما بعد أداء صلاة التراويح، أفتقد هذه العادات التي لم أوفق لأغرسها في عائلتي الصغيرة.
أي الطقوس تؤثر فيكم خلال رمضان: القهوة أم التدخين؟ القهوة طبعا والحمد لله الذي وفقني، وأنهض للسحور لأرتشف فنجان القهوة، ولستُ من المدخنين.
هل تحرصون على ختم كتاب الله في رمضان؟ أعشق ترتيل القرآن خلال شهور السنة، وأسعى لختمه في رمضان مرة أو اثنتين لأنه من السُّنة، وأغتنم ذالك بعودتي إلى المنزل أو أكون في مهمة على متن السيارة.
هل تصومون أيام شوال؟ طبعا نجتهد والأسرة ومتفقون على صيامه وهو سنَّة عظيمة تحييها العديد من العائلات الجزائرية.
أي القنوات التلفزيونية تحضون بمشاهدتها، وماهي البرامج التي تتابعونها في رمضان؟ أشاهد القنوات الوطنية والأخبار وقناة "الجزيرة" وأتتبع الأخبار الدولية التي تهتم بالوطن العربي والإسلامي، وأواظب على برنامج "خواطر" الذي يبث على قناتي "أم بي سي" و"الرسالة"، فضلا عن قناة "الشروق" وبثها للكاميرا المخفية والسكاتشات والقناة "الجزائرية" والمسلسل الديني "خيبر" وكذا "كنال ألجيري".