من أغرب ما شاع في عصرنا الحالي أن الأشياء الرخيصة أو المجانية هي فقط التي تكون في سبيل الله، بينما الغالي والنفيس والمدفوع لأجله لا يكون إلا في غير ذلك من السُبُل وكأننا نسينا بأن الله طيب لا يقبل إلا طيبا، وبأن أجود الأمور وأطيبها هي التي تكون في سبيل الله. ولستُ أقصد بهذا أننا لا نتقرّب إلى ربِنا بأجود وأفضل أموالنا وأوقاتنا وجهودنا فهذه حكاية أخرى، ولا أقصد كذلك الاستهانة بفضل العطاء والصدقة والتطوع والعمل بلا مقابل ولكنني أتحدث عن زهدنا في ما نجعله في سبيل الله وازدرائنا له عن وعي وعن غير وعي ولو كان قناطير مقنطرة من الذهب والفضة، زهد اشترك فيه أعلانا مستوى وثقافة مع أدنانا إلى درجة أنني سمعتُ داعية معروفا في إحدى حلقاته التدريبية ينصح الكُتّاب الشباب بأن يجعلوا مؤلفاتهم من الكتب في سبيل الله، لأنها لا تجلب لهم عائدا ماديا كبيرا وكانت ابتسامته وإشارة يديه وهو يقول " في سبيل الله" توحي بأنه يستخدم هذه الكلمة الثقيلة مثلما استخدمها قيّم المسجد الذي سمعته ذات يوم وأنا طفل صغير يقول وهو يبيع روزنامات لأجل تمويل أعمال تصليح في المسجد: "يا جماعة ضعوا لنا نقودا في الصندوق فهذه الرزنامات ليست في سبيل الله"، طبعًا كان يقصد أنها ليست مجانية ولكن استخدامه لعبارة عظيمة من طراز في سبيل الله في هذا الموضع يجعل السامع يشعر وكأن الرزنامات في حالة بيعها وعودتها بأموال على المسجد لا تكون في سبيل الله، على الرغم من أنها كذلك فما بيعت إلا لغرض تمويل تصليحات في بيت من بيوت الله، فكذلك جعلنا كلام الداعية نشعر وكأن من يحصل على عوائد مالية جيّدة من كتب نافعة ينشرها بين الناس لا يكون عمله في سبيل الله بينما هو في الحقيقة وبلا أدنى شكّ عمل في سبيل الله، طالما كانت نيّة عامله أن يكون لله وكان حلالا لا يخالف الدين وإن حصل منه على الملايين، فالأجرة المادية لا تنفي الأجر الرباني وإلا لقُلنا أن الإمام الذي يقبض راتبًا على وظيفته من وزارة الشؤون الدينية ليس في سبيل الله، والمعلم الذي يعلم الأطفال سورة الفاتحة وحروف العربية ويقبض مالا من وزارة التربية ليس في سبيل الله، والإعلامي الذي ينصح للخير ويعمم النفع ويقبض أجرا على عمله الصحفي ليس في سبيل الله ولو كانت نيّتُه لذلك، وهذا مُحال طبعا، لأن العبرة في الأعمال إنما تكون بالنيات فمن كانت نيته لله فعمله لله ومن كانت نيّته لغير الله فعمله لما نوى، على أن لا نجعل عبارة في سبيل الله مرادفا لعبارة مجاني أو باطل كما يقولون، ومن النكت أن الجزائري يقول :"هاد السلعة راني نوزّع فيها باطل في سبيل الله"، والباطل لا يكون في سبيل الله كما هو معلوم، وجديا، فإنّ العمل في سبيل الله لا يكون مجانيا بالضرورة وكذلك العمل المجاني لا يكون في سبيل الله بالضرورة، فقد تكون في سبيل الله وظيفتك التي تقبض عليها راتبًا وتُحسن أداءها وتُتقنُها وتنوي بها ما يُرضي الله ولا يكون في سبيل الله عمل تطوُّعي تريد به رياء الناس والعياذ بالله، فرسول الله صلى الله عليه وسلم قال بأن الرجل إذا كان يسعى في عمل مأجور على نفسه يعفها أو على أولاده يضمن قوتهم فهو في سبيل الله وإن كان يخرج رياء الناس ولو لجهاد فهو في سبيل الشيطان، فالعبرة ليست بالمجانية وما يجعل العمل في سبيل الله ليس المجانية وإنّما النية الصالحة. عبد المؤمن . . هل سيتحقق حلمي بانقضاء شهر رمضان؟ السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ولكم مني تحية أخوية وسلام حار وتقبل الله منا ومنكم أما بعد: أنا ملاك من البليدة أبلغ من العمر 26 سنة أنهيت دراستي الجامعية منذ سنتين ولسوء الحظ، لم أتمكن من الحصول على الوظيفة، لقد سعيت كثيرا ولم أجن إلا التعب والوعود الكاذبة، لأن أغلب الذين ترددت عليهم لا يخشون الله، لقد تعرضت لمساومات دنيئة فرفضت العودة إلى تلك الأماكن المشبوهة، وصنت نفسي وأنا على يقين تام بأن الله سيجعل لي مخرجا من هذا الضيق. بعدما تسلل اليأس إلى قلبي، دلتني صديقة لي، أكرمها بالله بالعمل بعد التخرج مباشرة، على مؤسسة خاصة بعدما علمت أنهم بحاجة لتخصصي، فأسرعت أين استقبلني المدير على الرحب والسعة وبعدها أخضعني لتربص قصير دام أسبوع، وكانت النتيجة انه أعجب بانجازي وطلب مني العودة بعد انقضاء شهر رمضان، لكي أباشر العمل. سعدت كثيرا لكن اليأس سرعان ما تسلل إلى قلبي، بعدما تزاحمت الأسئلة في رأسي، فلماذا أجل هذا المسؤول موعد التحاقي بالعمل حتى انقضاء شهر رمضان، لقد بدأ الشك يراودني وخلصت في النهاية إلى نتيجة واحدة لا شريك لها، لقد فعل ذلك لحاجة في نفسه فحرمة رمضان ستمنعه من التجاوز الأخلاقي وأنا على يقين انه سيغتنم الفرصة أثناء عودتي ليعرض علي تلك السفالة فهو لن يقل انحطاطا عن سابقيه، هذا ما يدور في خلدي وقد أكون مخطئة، لذا أريد منكم إخواني القراء توجيهي فهل اغتنم هذه الفرصة، عسى أن يكون صاحب العمل شريفا، أم أترفع عنها لأن الشرف والأخلاق في هذا الزمن أصبحت من وحي الأخلاق. . . فرج ههمك اللهم أني اسألك يا رفيع الدرجات يا منزل البركات يا فاطر الأرضيين والسماوات أسألك يا الله يا من ضجت إليك الأصوات بأصناف اللغات يسألونك الحاجات، حاجتي إليك فاكرمني علي في دار البلاء إذا نسيني أهل الدنيا والأهل والغرباء واعف عني ولا تؤاخذني بذنوبي برحمتك يا ارحم الراحمين. اللهم إني أسألك بمحمد نبيك وبكل وحي أوحيته أو قضاء قضيته أو سائل أعطيته أو غني أغنيته أو ضال هديته، أسألك بأسمك الطهر الطاهر الأحد الصمد القادر المقتدر أن ترزقني بحفظ القرآن والعلم النافع وتخلطه بدمي ولحمي وسمعي وبصرى وجوارحي وبدني ما أبقيتني بحولك وقوتك يا رب العالمين. . . استغلوا هذه الأوقات الطيبة وترفعوا عن السيئات نحن في شهر كثيرٌ خيره، عظيم بره، جزيلة بركته، تعددت مدائحه في كتاب الله تعالى وفي أحاديث رسوله الكريم عليه أفضل الصلوات والتسليم، والشهر شهر القرآن والخير وشهر عودة الناس إلى ربهم في مظهر إيماني فريد، لا نظير له ولا مثيل. وقد خص هذا الشهر العظيم بمزية ليست لغيره من الشهور وهي أيام عشرة مباركة هن العشر الأواخر التي يمن الله تعالى بها على عباده بالعتق من النار، وها نحن الآن في هذه الأيام المباركات فحق لنا أن نستغلها أحسن استغلال، وهذا عن طريق مايلي: * إحياء الليل كله أو أكثره بالصلاة والذكر، وإحياء الليل فرصة كبيرة لمن كان مشغولاً في شؤون حياته _وأكثر الناس كذلك- * ولا ينسى أن في العشر الأواخر ليلة هي أعظم ليالي العام على الإطلاق وهي ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، بمعنى أن لو عبد المرء ربه 84 سنة مواصلا فإصابة ليلة القدر خير من عبادة تلك السنوات الطوال، فما أعظم هذا الفضل الإلهي الذي من حرمه حُرم خيرا كثيرا. * الإكثار من قراءة القرآن وتدبره وتفهمه، والإكثار من ذكر الله تبارك وتعالى، فهذه الأيام محل ذلك ولا شك. * العجب أنه مع هذا الفضل العظيم والأجر الكريم يعمد الناس إلى قضاء إجازتهم التي توافق العشر الأواخر ليقضونها في النوم والتنزه والترويح في وقت ليس للترويح، بل هو خالص للعبادة والنسك كم يفوتهم بسبب سوء تصرفهم وضعف رأيهم في صنيعهم فيُحرمون من خير كثير، فالعاقل من وجه قدراته وأوقاته للاستفادة القصوى من أيام السعد هذه. * لا ينبغي أن ننسى الدعاء لكل مؤمن بدعاء خالص صادر من قلب مقبل على الله تعالى، وصدقة نكون نحن أول من يغنم أجرها، ولا ننسى كذلك الفقراء والمساكين خاصة وأن العيد مقبل عليهم. نسأل الله تعالى التوفيق في هذه العشر، وحسن استغلال الأوقات، والتجاوز عن السيئات، وإقالة العثرات، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصل اللهم وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين. شريف . . تفسير الأحلام أرتدي فستان قصير رأتني صديقتي في المنام أرتدي فستان حفلة جميل جداً، وبدوت فيه رشيقة وجميلة جدا، والفستان كان قصيرا بعض الشيء. التفسير: ستوفقين بإذن الله بزوج لكن ربما يكون أصغر منك سنا، أو مرتبه الشهري ليس بالمأمول، والله تعالى أعلم. في ضيق من أمري السلام عليكم. منذ سنوات كنت أمر بضيق في عملي فرأيت أن جيشا من الصحابة يقفون خلفي، ويدهم على قبضة سيوفهم، ثم قالوا لي: انظري هناك فرأيت النبي عليه الصلاة والسلام، ثم رأيت امرأة اسمها ابتسام. التفسير: ما شاء الله رؤى صالحة موفقة مبشرة بكل خير، وأجمل ما فيها رؤية المصطفى صلى الله عليه وسلم، أوصيكِ بشكره وذكره وحسن عبادته، سينفرج لك أمر وستبشرين بخير في أمور دينكِ ودنياكِ نتيجة فضل الله أولا، ومن ثم اقتدائك بسنته صلى الله عليه وسلم، والتمسك بنهج الصحابة المهديين من بعده رضوان الله عليهم، كما تدل على رفقة صالحة تدلك على الخير بإذن الله، وستجنين رزقا واسعاً وتوفيقاً. والله تعالى أعلم. لدي كيس حلوى رأت قريبة لي في المنام أنه لدي كيسا من الحلويات وأنا أوزع منه على أهلي. التفسير: سيكون لكِ رأي سديد أو مشورة طيبة تسدينها عليهم بإذن الله تعالى. والله تعالى أعلم.