أصيب 25 شخصا، منهم 05 رجال شرطة، في أحداث عنف شهدتها بلدية القرارة نهاية الأسبوع الماضي، بين سكان أحياء الشيخ بابهون وأولاد سيدي امحمد، وتحديدا في ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء. ويعود سبب اندلاع شرارة هذه الأحداث، حسب شهود عيان، إلى معاكسة شاب لفتاة وسط المدينة قبيل ساعة من منتصف الليل، وهي الفترة التي تشهد فيها المحلات إقبالا متزايدا لاقتناء مستلزمات عيد الفطر، سرعان ما انتقلت المواجهة التي وقعت بين شخصين إلى مجموعتين من الفضوليين، ليحاول بعدها بلحظات بعض الشباب السطو على إحدى المحال التجارية الواقعة في واجهة الطريق الولائي رقم 33، وهو ما دفع بالمقابل مجموعة من الشباب للمسارعة بعفوية إلى تأمين بقية المحال، قادمين من نهائي في كرة القدم لدورة رياضية بين الأحياء تم تنظيمها بمناسبة الشهر الفضيل، تلبية لنداء الاستغاثة بعد اقتحام محل للخضر والفواكه، سمح بتجمهر المئات في ظرف قياسي جدا، وفتح باب المواجهات العنيفة، التي استعملت فيها الحجارة منذ اللحظات الأولى، والزجاجات الحارقة في وقت لاحق، في غياب شبه كلي لعناصر الأمن، الذين لم يظهروا في المشهد إلا بعد مرور نصف ساعة على الأقل، إذ لا يتجاوز عددهم 12 فردا حسب شهود، فيما دخل المنتخبون والحكماء من الطرفين في محاولات لاحتواء الوضع ووقف المناوشات قبل أن تنفلت، إلا أن مساعيهم فشلت لما علموا أن رئيس الدائرة المستخلف كان غائبا عن تراب الولاية . وتحول مطلب الجميع إلى الاستنجاد بقوات التدخل السريع، حيث انتقل 34 عنصرا من وحدة الجمهورية للأمن بعاصمة الولاية غرداية، لمسافة تزيد عن 120 كلم، ليصلوا في حدود أذان فجر الأربعاء، حيث أطلقوا القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتجمعين، إلا أن الأوضاع لم تعرف الإنفراج حتى بحضور السلطات الأمنية والمحلية التي التحقت بساحة المواجهة بعد جلسة طارئة مع الأعيان والمنتخبين في وقت صلاة الفجر، إذ قوبلت مساعيهم بالرفض، نفس الأمر الذي انتهت إليه المحاولة الثانية التي حاولها بعض المشايخ والعقلاء من الطرفين بعد طلوع الشمس على المتخاصمين الصائمين الذين باتوا في المواجهات. كما أدى التخريب الذي مس محطة بنزين تابعة لأحد الخواص في الجهة الغربية للمدينة، وتخريب إحدى حافلات نقل المسافرين، إلى إفساد مساعي رأب الصدع على الخيرين من الطرفين، إلا أن إصرارهم إلى غاية 09 صباحا، وبعد تعالي نداءات من الطرفين بفض الاشتباكات، تم توقيف المواجهة شيئا فشيئا. ثم التحق 70 فردا إضافيا من قوات مكافحة الشغب، ليوزعوا على واجهة المحال التجارية لتأمينها، وفتح الطريق أمام حركة المرور في ظرف قياسي جدا. فيما انطلقت سلسلة جلسات ومشاورات من أجل استتباب الهدوء والاستماع إلى الأطراف، التي طالبت بوجوب تحكيم لغة العقل وعدم التهور، وحل المشاكل العالقة التي يتخبط فيها مواطنوا القرارة، وتعرفها السلطات جيدا، مع ضرورة إشراك أئمة المساجد في عملية ضبط النفس وتهدئة الأوضاع في أيام عيد الفطر، والمطالبة بالاستعجال في فتح تحقيق أمني معمق للكشف عن ملابسات الأحداث، ومعاقبة كل المتورطين فيها. وهو ما سمح لإعادة الاستقرار والهدوء إلى الأحياء في أيام عيد الفطر.