يقوم حاليا خبراء عسكريون كنديون، في نيروبي، بتدريب مجموعة من الضباط الجزائريين، لم يحدد عددهم، في سياق إعدادهم للإشراف على عمليات حفظ السلام والأمن في إقليم دارفور بالسودان، علما أن الجزائر تتبنى موقفا بعدم المشاركة العسكرية في بؤر النزاع عبر العالم. أفاد بيان نشرته اللجنة العليا الكندية التابعة لوزارة الدفاع الكندية، بأن الضباط الجزائريين ينتمون إلى دفعة ضباط من 11 دولة، ويتعلق الأمر إلى جانب الجزائر، بالبورندي وأوغندا ووكينيا والسنيغال ومصر ومالي وناميبيا وطانزانيا وزامبيا والبينين. وقد إنطلقت الحصة التكوينية الأولى في 9 أكتوبر الماضي، في إنتظار أن تليها حصة ثانية يوم 29 من الشهر الجاري، وتأتي هذه الحصص العسكرية التدريبية عقب تفاقم أعمال العنف وتدهور الوضع الأمني بإقليم دارفور غرب السودان. وتجدر الإشارة، إلى أن الإتحاد الإفريقي هو الذي قام بإختيار الدول التي عينت ضباطها لحضور الجلسات العسكرية التدريبية. وحسب العقيد في الجيش الكندي، مايك كاهان، المكلف بإعداد هذا التكوين لدى وزارة الدفاع الكندية، فإن هذه التدريبات الخاصة موجهة تحديدا لتلقين الضباط المعنيين، الشروط الأساسية للمساهمة في عملية حفظ السلام، لا سيما في الوسط القتالي. الحصص التدريبية الخاصة بإستتباب الوضع الأمني بإقليم دارفور، موجهة حصريا إلى النقباء والرواد، قصد تلقينهم فنون وتقنيات قيادة العمليات العسكرية بدارفور، وبالإمكان تكليفهم مستقبلا بمهام عسكرية مشابهة في بؤر التوتر عبر العالم. التربص العسكري حسب نفس المسؤول في الجيش الكندي، يأتي أيضا بهدف منح مجموعة الضباط تقنيات تكتيكية وخطط عسكرية ستكون بمثابة وسائل الرد على العنف المتنامي في دارفور، وذلك في إطار قوات حفظ السلام التابعة للإتحاد الإفريقي. هذا، وقد شرعت وزارة الدفاع الكندية، في إعداد برنامج عسكري موجه خصيصا إلى عدة دول، من بينها الجزائر، الغرض منه ترقية السياسة العسكرية والديبلوماسية الكندية، للمساهمة في فض النزاعات وضمان الأمن عن طريق التكوين. وكانت قوة بعثة الإتحاد الإفريقي في السودان، تعرضت نهاية سبتمبر الماضي، إلى إعتداء بمنطقة حسكنيتة بجنوب دارفور، مخلفا عدة قتلى وجرحى ومفقودين، وهي العملية التي إستنكرتها الجزائر رسميا، حيث أكدت على لسان الناطق الرسمي لوزارة الخارجية، "أن هذا الإعتداء الذي وقع خاصة في شهر رمضان المعظم وفي وقت بدأت تبرز فيه آفاق حوار موسع وفرص تسوية بالإجماع لازمة دارفور، لهو بمثابة ضربة إستهدفت قوة مهمتها الأساسية تتمثل في ترقية السلم وجهودا مافتئت تبذلها إفريقيا بكل قوة ومثابرة قصد ترقية الإستقرار في القارة ورسم معالم السلم والأمن التي تبتغيه لها". وجددت الجزائر دعمها الكامل للجهود التي يبذلها الإتحاد الإفريقي لفرض السلم والإستقرار في دارفور السودانية، والمساهمة في تسوية الأزمة التي تعرفها المنطقة بشكل نهائي. وقبل أيام، قال جان ماري غيهينو، مساعد الامين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام: "أشعر بقلق شديد"، من تصاعد العنف بإقليم دارفور، قبل أسابيع من المحادثات بين الخرطوم والمجموعات المتمردة في دارفور التي ستجرى في طرابلس بليبيا، مشيرا إلى أن هذه الأحداث تؤكد "أهمية توافر قوات سريعة الحركة مع القدرة على السيطرة على أي وضع". وبلغة الأرقام، يفترض أن تتألف قوة الأممالمتحدة-الإتحاد الإفريقي، من 19 ألف جندي و6 آلاف شرطي وحوالى 5500 مدني، وبهذا الصدد، قال غيهينو، أن الأممالمتحدة والإتحاد الإفريقي، وافقا على فرق من 16 بلدا، معظمها من إفريقيا. ج/ لعلامي