ينتظر أن يلتقي رؤساء أفارقة ونظراؤهم من دول أعضاء في مجلس الأمن الدولي الأربعاء القادم لبحث سبل تعزيز التعاون المتعدد الأوجه بين الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي وخاصة في مجال تسوية النزاعات·وقالت مصادر جنوب إفريقية في الأممالمتحدة، أن الرئيس تابو امبيكي سيترأس قمة يشارك فيها نظراءه الكونغولي جوزيف كابيلا، الإيفواري لوران غباغبو والصومالي عبد اللّه يوسف أحمد والتنزاني جاكايا كيكويت· وسيحضر هذه القمة الوزير الأول البريطاني غوردن براون والإيطالي رمانو برودي بينما ستمثل فرنسا في هذه القمة كاتبة الدولة المكلفة بحقوق الإنسان راما ياد· وقال دوميساني كومالو السفير الجنوب إفريقي في الأممالمتحدة أن الولاياتالمتحدة لم تؤكد مشاركتها بعد ولا درجة هذه المشاركة في حالة تأكيدها· وقال الدبلوماسي الجنوب إفريقي أن ممثلين عن الدول الخمس عشرة الأعضاء في مجلس الأمن ونظراءهم في مجلس السلم والأمن الإفريقي سيشاركون في هذه القمة التي ينتظر أن تصادق على لائحة مشتركة· وقال ذات المصدر أن هذه اللائحة تهدف إلى تدعيم العلاقات بين الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي وكذا المصادقة على قرار الأمين العام الأممي بان كي مون القاضي بتشكيل لجنة رفيعة المستوى لدراسة الآليات الكفيلة بإنجاح مهمات حفظ السلم التي يقوم بها الاتحاد الإفريقي· وينتظر حسب طبيعة المشاركة أن تكون الأزمات المستفحلة في كوت ديفوار وجمهورية الكونغو الديمقراطية والصومال في صلب المحادثات دون نسيان أزمة إقليم دارفور في غرب السودان والتي استعصى حلها بعد أربع سنوات منذ اندلاعها· وتأتي هذه الإلتفاتة الأممية غير المسبوقة في تناول قضايا بؤر التوتر في القارة الإفريقية في سياق تحركات دولية لتسوية النزاعات الإفريقية الداخلية وبين دول الجوار التي ما انفكت تندلع هنا وهناك وجعلت كل القارة تحصر جل اهتماماتها حول كيفيات تسويتها· وضمن هذه المساعي يعتزم مجلس الأمن الدولي تشكيل وفد عنه للقيام بجولة إلى خمس دول إفريقية من بينها السودان والصومال· وقالت مصادرأممية على صلة بهذه المسألة، أن السفير الجنوب إفريقي في الأممالمتحدة ونظيره البريطاني جون سوارز سيقوادن هذا الوفد "الاستكشافي" خلال المدة الممتدة ما بين31 من الشهر القادم والعاشر من شهر جوان، وستشمل هذه المهمة دول الصومال والسودان بما فيها إقليم دارفور وتشاد وكوت ديفوار وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وهي دول تعرف جميعها أزمات سياسية وعسكرية داخلية ما لبثت أن تحولت إلى أزمات إقليمية وأصبحت تهدد بانزلاقات عسكرية ومواجهات مباشرة· وأصر السفير الجنوب إفريقي الذي تضمن بلاده الرئاسة الدورية لمجلس الأمن الدولي على أن تشمل المهمة دولة الصومال رغم التحذيرات الأممية التي رفضت هذه الزيارة بسبب التفكك الحاصل فيها منذ نهاية ثمانينيات القرن الماضي والحرب الأهلية التي تفتك بشعب هذا البلد الأفقر من بين دول العالم· وفشلت الأممالمتحدة في تسوية هذا النزاع في بداياته الأولى تماما كما فشلت الولاياتالمتحدة التي تدخلت عسكريا ولكن وحدات المارينز غادرت هذا البلد وهي تجر أذيال الهزيمة في سابقة من تاريخ قوات النخبة الأمريكية قبل أن يتحول الصومال إلى ساحة لأعنف المعارك بين زعماء الحرب الذين اقتسموا هذا الإقليم إلى مناطق نفوذ وأعلنوا قيام دولهم المستقلة عن الدولة الأم· وقال السفير الجنوب الإفريقي "أنه يحز في نفسي أن يبقى الوفد في أحد فنادق نيروبي (العاصمة الكينية) لمناقشة الوضع في الصومال ولذلك فإني أصر على إتمام هذه الزيارة ومعرفة حقيقة ما يجري عن كثب والاستماع إلى كل فرقاء هذه الأزمة"· للإشارة أن مجلس الأمن الدولي سبق له وأن بحث إمكانية القيام بعودة تدريجية للأمم المتحدة إلى الصومال قد تنتهي بنشر قوة أممية لحفظ السلام هناك ويبدو أن الأمين العام الأممي الجديد بان كي مون يريد أن يعطي للهيئة الأممية فعالية أكثر لتسوية النزاعات المسلحة والأزمات السياسية التي تعصف بكل المناطق الإفريقية·