أثارت تصريحات محمد البرادعى، نائب رئيس الجمهورية للشؤون الخارجية السابق، استياء القوى السياسية بشأن وجود جهات سيادية وإعلامية مستقلة تقود حملة فاشية ضد إعلاء قيمة الحياة الإنسانية والتوافق الوطني، محذرًا من خطورة العنف، وأن العنف لا يولد إلا العنف. يقول عفت السادات، رئيس حزب "السادات الديمقراطي" إنه اندهش من أقوال الدكتور محمد البرادعي، مؤكدًا أن سفره للخارج وابتعاده عن المشهد السياسي في مصر، جعله لا يقرأ الوضع بشكل سليم، مما دفعه لإطلاق الاتهامات والمعلومات المرسلة بدون سند. وأكد السادات أنه لا خلاف على ضرورة التوافق الوطني وإعلاء قيمة الحياة الإنسانية، لكن في إطار المصلحة العليا للوطن، واصفًا ما قاله البرادعي ب"الخيالات المريضة". من جانبه، أبدى ممدوح حمزة استنكاره لتصريحات البرادعى، مؤكدًا أنها تكشف عن الجهد الذي يبذله لإعادة الإخوان للاندماج في الحياة السياسية، من جديد، وهذا دور يقوم به في التوقيت الحالي على أكمل وجه. أما مصطفى بكري، فقال أن تصريحات البرادعي تعتبر تشكيكا في الدولة المصرية، وبالتالي تكون حملة تحريضية ضد مؤسسات الدولة وفق مؤامرة يقودها هو من الخارج لصالح الأمريكان. ووجه بكري رسالة للبرادعي "لماذا لم تحمل دعاة العنف والإرهاب مسؤولية فشل أي محاولة للتوافق الوطني وتأتي لتحمل الدولة ومؤسساتها والإعلام هذه المسؤولية"، مشيرًا إلى أن الجميع عليه أن يعلم ضرورة الإلتفات لمثل هذه التصريحات التي تؤثر بالسلب على الدولة المصرية وتحولها الديمقراطي. وقال الناشط السياسي، حازم عبد العظيم، إن تصريحات البرادعى ما هي إلا مغازلة للغرب، مشيرًا إلى أن كلامه يتفق مع ما قاله الرئيس التونسي. وردًا على هذه التصريحات أكد أحمد إمام، المتحدث الرسمي لحزب مصر القوية، أن ما أعلنه الدكتور محمد البرادعي، يعد تأكيدًا على ما أعلنه رئيس الحزب عبد المنعم أبو الفتوح، مؤكدًا أنه أعلن من قبل عن وجود عدد من الجهات تتكالب على ثورة 30 يونيو في ظل إعلام مستغل، مشيرًا إلى أن ما أعلنه "البرادعي" ومن قبله "أبو الفتوح" من أن "العنف لا يولد إلا العنف" أصبح واضحًا للعيان الآن عقب فض اعتصامي رابعة والنهضة. في السياق ذاته، وصف أحمد ماهر، مؤسس حركة 6 أبريل، الدكتور محمد البرادعي، نائب رئيس الجمهورية السابق للعلاقات الدولية، ب"رمز 25 يناير وموجة 30 يونيو"، مستنكرًا الهجوم عليه ممن وصفهم "الفاشيين الجدد". وكتب ماهر، في حسابه على تويتر: "الفاشيون الجدد بيخونوا ويهاجموا أي حد حتى لو مختلف جزئيًا معهم، الفاشيون الجدد يهاجمون البرادعي رمز 25 يناير وموجة 30 يونيو"، قائلا: "ذهبت فاشية وجاءت فاشية أخرى، ذهب التكفيريون وجاء التخوينيون، وكأن الثورة لم تقم". و ميدانيا اندلعت اشتباكات في جامعات مصرية عدة بين أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي ومعارضيه، كان أعنفها في جامعتي عين شمس في القاهرة والزقازيق في محافظة الشرقية، مسقط رأس مرسي، ما أسقط عشرات الجرحى، فيما أظهرت جماعة "الإخوان المسلمين" إصراراً على المضي قدماً في التظاهرات ضد الحكم المؤقت رغم ضعف الحشود التي تخرج لتأييدها. وكانت جامعات القاهرة وعين شمس وحلوان والزقازيق شهدت أمس اشتباكات هي الأعنف منذ بدء الدراسة الأسبوع الماضي، إذ تظاهر مئات من الطلاب المؤيدين لمرسي في تلك الجامعات، ورددوا هتافات مناهضة للجيش والشرطة، فيما رفع معارضون له صوراً لوزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي ما سبب مواجهات بين الطرفين تطورت إلى اشتباكات عنيفة خصوصاً في جامعتي عين شمس والزقازيق.