رغم ابتعاده عن ميكروفون التعليق في السنوات الأخيرة على مستوى القناة الأولى للإذاعة الوطنية، إلا أن اسمه ما يزال راسخا في الذاكرة الجماعية للجزائريين، التي تتذكر جيدا صوت شيخ المعلقين بدون منازع محمد صلاّح، الذي ارتبط اسمه بأهم الأحداث الكروية التي عرفتها الجزائر لسنوات عديدة، ولعل أبرزها تغطيته المميزة للمباراة التاريخية للمنتخب الوطني أمام ألمانيا في مونديال إسبانيا 82.. في هذا اللقاء يعود بنا "عمي محمد" إلى مونديال 82 بإسبانيا ومونديال 86 بمكسيكو وأهم اللحظات التي عاشها خلال هذين الحدثين. يرى صلاح بأن المشاركة الأولى للجزائر في نهائيات كأس العالم بإسبانيا تبقى الأهم على الإطلاق بالنسبة لكرة القدم الجزائرية، وهذا لعدة اعتبارات، أهمها أنها جاءت عشرين سنة فقط بعد استقلال البلاد، ولذلك مدلولات كثيرة رياضية وسياسية، ما جعل السلطات العليا آنذاك تمنح لتلك المشاركة أهمية بالغة وتوفر كل الإمكانيات اللازمة للمنتخب الوطني. وفي ذات الشأن، يقول: "أتذكر جيدا مأدبة الغداء التي نظمتها الحكومة على مستوى ميدان الغولف بالشراڤة للمنتخب الوطني قبل تنقله إلى إسبانيا، والتي عرفت حضور ما لا يقل عن سبعة وزراء يتقدمهم الأمين العام السابق لحزب جبهة التحرير الوطني الراحل شريف مساعدية، الذي ألقى كلمة بالمناسبة شجّع فيها اللاعبين وطلب منهم بذل كل مجهوداتهم من أجل تشريف الجزائر والألوان الوطنية". في نفس الكلمة، يضيف محمد صلاح، بأن مساعدية أشار إلى التصريحات الإسفتزازية للاعبين الألمانيين آنذاك في حق المنتخب الوطني، ما جعله يطلب من اللاعبين السير على نهج الثوار والكفاح فوق الميدان من أجل الانتصار، داعيا إياهم الاعتماد على خطة حرب العصابات للتغلب على المنتخب الألماني القوي. . الفوز على ألمانيا أحدث استقلالا ثانيا في الجزائر وعلى غرار الصور الجميلة التي يصنعها حاليا الجمهور الجزائري مع كل نتيجة إيجابية يسجلها المنتخب الوطني، يؤكد محمد صلاح بأن الفوز التاريخي الذي حققه المنتخب الوطني سنة 82 أمام منتخب ألمانيا يعتبر إستقلالا ثانيا بالنسبة للجزائر، حيث يقول: "أتذكر جيدا أنني بعد نهاية المباراة أمام ألمانيا، اتصلت بمدير الإذاعة الوطنية لمعرفة رد فعل الجمهور الجزائري، فقال لي أن الجميع خرج إلى الشارع والجزائر تعيش استقلالا آخر"، مضيفا بأن فرحة الجزائريين لم تكتمل بعد التعثر المخيّب للآمال في المباراة الثانية أمام النمسا، على غرار ما حدث خلال المشاركة الثانية للمنتخب الوطني في مونديال مكسيكو سنة 86، عندما سقط في مباراته الثالثة أمام إسبانيا. وعن مباراة النمسا في مونديال 82، قال صلاح بأن المدرب محي الدين خالف يتحمل مسؤولية الهزيمة فيها، لأنه لعب بتشكيلة مغايرة لتلك التي فازت على ألمانيا، وسألته بعد اللقاء عن ذلك، لكنه تهرب من الإجابة. . في مكسيكو، إسبانيا كانت تريد الاتفاق مع الجزائر على التعادل وسعدان رفض في نفس السياق، يروي صلاح القصة التي انتشرت بين الصحفيين الجزائريين بعد نهاية المونديال وخروج المنتخب الوطني من الدور الأول، والتي تؤكد بأن منتخب إسبانيا كان يريد أن يتفق مع الجزائريين لترتيب المباراة بنتيجة التعادل ولكن المدرب رابح سعدان أنذاك رفض الأمر. . متفائل بقدرة المنتخب الوطني على التأهل إلى مونديال البرازيل من جهة أخرى، وبخصوص المباراة القادمة للمنتخب الوطني أمام بوركينا فاسو، أبدى محمد صلاح تفاؤله بقدرة العناصر الوطنية على افتكاك تأشيرة التأهل إلى مونديال البرازيل، مؤكدا بأن المنتخب الوطني الحالي يملك حظوظا وافرة لتجاوز عقبة بوركينا فاسو وضمان رابع مشاركة في نهائيات كأس العالم، معتبرا بأن التشكيلة الوطنية تضم لاعبين محترفين ينشطون في أحسن النوادي الأوروبية، إلى ذلك، أكد صلاح على ضرورة احترام المنافس وعدم استصغاره.