أحدث العرض الذي قدمه وزير البريد وتكنولوجيا الاتصال بوجمعة هيشور، في جلسات استماع رئيس الجمهورية لحصيلة قطاعه في شهر رمضان المنصرم، ضجة على مستوى الشركة الأم لمايكروسوفت بالولاياتالمتحدةالأمريكية، والتي وضعت مؤسسة "مايكروسوفت الجزائر" في مأزق الرد على الأرقام التي كشف عنها الوزير والذي تحدث عن بيع 700 ألف جهاز إعلام آلي في إطار برنامج "أسرتك". وقالت مصادر حسنة الاطلاع بمدينة ريدموند الأمريكية في ولاية واشنطن، التي تتواجد فيها مايكروسوفت الأم، إن ممثل هذه المؤسسة في الجزائر وقع في حرج تقديم الأدلة على أن الأرقام التي قدمها وزير البريد وتكنولوجيا الاتصال خاطئة ولا تمت بأية صلة إلى الواقع، على اعتبار أن مبيعاته المرتبطة ببرامج "ويندوز" لتجهيز الحواسيب المسوقة في الجزائر في إطار البرنامج الرئاسي لتوفير كمبيوتر لكل عائلة لم تتجاوز في حقيقة الأمر30 ألف برنامج"، وأكدت مصادر من مايكروسوفت الجزائر أن بيع 700 ألف جهاز إعلام آلي منذ بداية برنامج أسرتك" الذي انطلق في منتصف العام الماضي، يعد من المستحيلات، فهذا المعدل من المبيعات لا يمكن تحقيقه، إلا في فترة ثلاث سنوات وليس في سنة واحدة. وقد تردد في الولاياتالمتحدةالأمريكية تبعا لما كشف عنه الوزير أمام رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في سلسلة جلسات استماعه للطاقم الحكومي في شهر رمضان الكريم، أن "مايكروسوفت الجزائر" قد أمدت الشركة الأم بالولاياتالمتحدةالأمريكية بأرقام خاطئة، الأمر الذي لا تقبله الشركة العالمية متعددة الجنسيات التي تعتمد على تسيير شفاف وتقوم تبعا له بفتح التحقيقات قد تؤدي إلى إلغاء عقد التمثيل في الجزائر. وأوردت مصادر "الشروق اليومي" من المؤسسة الممثلة لمايكروسوفت في الجزائر أن القائمين على المؤسسة ذاتها قد أكدوا أن الأرقام التي أعلنها بوجمعة هيشور كان الغرض منها استعراضيا لاستخدام سياسي. واستنادا للأرقام التي قدموها للأمريكيين، فإن السوق الجزائرية لها قدرة استيعاب 250 ألف جهاز إعلام آلي سنويا وهو ما يخالف أرقام الوزير الوصي على القطاع" واستنادا أيضا، إلى الأرقام التي كشفت عنها مصادرنا، فإن كميات ضخمة من أجهزة الإعلام الآلي المسوقة تم تجهيزها ببرمجيات "الويندوز" المقلدة، وبالتالي، فإن الزبائن من الجزائريين الذين اشتروا تلك الأجهزة لن يتحصلوا على كل الخدمات التي تقدمها مايكروسوفت، بالرغم من كون المؤسسات التي تركب وتمون الزبائن بأجهزة الكمبيوتر تستفيد من سعر البيع بالتقسيط وفق البرنامج الذي يدرج تكلفة تجهيز الحاسوب ببرنامج الويندوز الأصلي. شأن اعتبره مسؤول من مايكروسوفت الجزائر يدخل في إطار تحايل على الجزائريين من طرف بعض الممونين المستفيدين من دعم برنامج "أسرتك لمؤسساتهم". يذكر أن وزير البريد وتكنولوجيا الاتصال قد أكد في عرضه لحصيلة قطاعه أمام الرئيس بوتفليقة في نهاية شهر سبتمبر المنصرم، أن برنامج "أسرتك" مكّن من بيع 700 ألف جهاز كمبيوتر بالتعاون مع البنوك ومركبي تلك الأجهزة والممونين بشبكات الانترنيت والبرمجيات. وقد تحاشى الوزير الرد عن سؤال شفوي نهاية الأسبوع الماضي، متعلق بالأرقام التي قدمها لبوتفليقة في رمضان الكريم، وهو على ما يبدو قد أدرك الضرر الذي ألحقه بمؤسسة "مايكروسوفت الجزائر.