ندّدت الأحزاب السياسية بالمجلس الشعبي الوطني الأحد بإنتهاك حرمة الراية الوطنية والقنصلية العامة للجزائر بالدار البيضاء "المغرب" التي تزامنت مع الإحتفال بالذكرى ال 59 لإندلاع ثورة نوفمبر المجيدة. أكد النائب نور الدين السد عن جبهة التحرير الوطني في تصريح ل"واج" أن انتهاك حرمة الراية الوطنية و القنصلية العامة للجزائر بالدار البيضاء "تجاوز خطير" على أحد رموز الدولة الجزائرية. ودعا السلطات المغربية الى "تحمل مسؤوليتها" بحماية القنصلية العامة للجزائر ببلادها وأعرب هذا النائب عن أمله في أن لا يكون الشخص الذي أقدم على حرق الراية الوطنية "قد تم تحريضه"،مضيفا على أن هذا الإنتهاك تعبير عن "تهور سياسي" لا يخدم مصالح البلدين لا سيما وأن الجزائريين والمغاربة "أشقاء" واصفا موقف الدبلوماسية الجزائرية بالمتميز ب"الحكمة والتبصر". أما عن قضية الصحراء الغربية فأكد النائب عن الافلان أن موقف الجزائر "واضح وثابث" باعتبارها تلتزم دوما بمبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها، ومن جانبه تأسف رئيس المجموعة البرلمانية لتكتل الجزائر الخضراء يوسف خبابة عن"الأحداث المتسارعة" التي مست العلاقات بين الدولتين الجارتين اللذين يجمعهما تاريخ مشترك معتبرا موقف السلطات المغربية كان "متسرعا ولا يليق بدولة جارة" لا سيما وأن "مبرراتها واهية "-كما قال، وقال خبابة أن موقف الجزائر من القضية الصحراوية " واضح و ثابث" لا سيما وأنه مرتبط بحق الشعوب في تقرير مصيرها. ومن جهة أخرى وصف "التجمهر" أمام قنصلية الجزائر بالدار البيضاء ب"غير المقبول" ويعبر عن"خرق للأعراف والقوانين الدولية" خاصة وأن المسألة تتعلق بدولتين شقيقتين تربطهما "علاقات قوية"، كما وصف إقدام شخص على انتهاك حرمة الراية الوطنية ب"الفعل الخطير " لأنه يمس ب"الذاكرة و كرامة الشعب الجزائري" داعيا في ذات السياق السلطات المغربية الى "الإعتذار وتصحيح الوضع". وبدوره ندد النائب لخضر بن خلاف عن جبهة العدالة والتنمية بانتهاك قدسية الراية الوطنية واصفا هذا التصرف ب"الطائش"الذي"خلف جرحا عميقا في قلوب الجزائريين". و قال أن السلطات المغربية تقوم منذ مدة ب"استفزاز الجزائر وشعبها" على مستوى الحكومات والمسؤولين و حاليا توجهت الى عموم الشعب الجزائري ، وطالب بن خلاف المغرب بابعاد القضية الصحراوية من علاقاته مع الجزائر لأن هذا الملف تحكمه الأممالمتحدة التي دعاها هي الأخرى إلى "الإسراع في تقرير مصير الشعب الصحراوي" الذي يعتبر الشعب الوحيد في افريقيا الذي ما زال يعاني من وطأة الاستعمار. وأكد السكريتار الأول لجبهة القوى الاشتراكية أحمد بطاطاش من قسنطينة بأن تشكيلته السياسية تدعو إلى "وحدة مغاربية حقيقية قائمة على مبدئي الاحترام المتبادل والتعاون"،منددا بالاعتداء على القنصلية الجزائرية بالدار البيضاء داعيا السلطات الجزائرية الى "لعب دورها في الحفاظ على العلاقات الجيدة بين البلدين". من جانبه ندد الأمين العام بالنيابة للتجمع الوطني الديمقراطي عبد القادر بن صالح بالاعتداء الذي تعرضت له قنصلية الجزائر بالدار البيضاء وتمزيق العلم الوطني في ذكرى أول نوفمبر 1954 والتي يدرك المغاربة -كما قال- "قيمتها عند كل الجزائريين"، وقال بن صالح أنه "يتألم لما تقوم به دولة جارة و شقيقة نكن لشعبها كل المودة و المحبة" معربا عن أمله في أن "يضع المغرب حدا لحملاته التصعيدية ضد الجزائر".