دعا القيادي السباق وعضو اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني عباس ميخاليف، إلى ما يشبه "ثورة" ضد ما اسماها "الفتن المركبة التي تهز أركان الأفلان". وأشار عباس ميخاليف إلى انحرافات خطيرة مست توجه حزب جبهة التحرير الوطني وخطه النضالي والسياسي بقوله في رسالة موجهة لأعضاء اللجنة المركزية " لقد دقت ساعة العودة إلى النضال الحقيقي لتبرئة جبهة التحرير الوطني مما أصابها من فتن مركبة هزت أركانها ودكت حصونها وبعثرت صفوفها. لتسحق القيم وتداس المبادئ وتدفن الرسالة الموسومة بالطهارة والصفاء، ويغرز سيف الانتقام في جسدها". واعتبر ميخاليف ما آل إليه "الحزب العتيد" محاولة لكسر شوكته وإسكات صوته بقوله في رسالته التي حصلت "الشروق أون لاين" على نسخة منها "إنها ساعة الحقيقة التي تستوقفنا بها عقارب الزمن، نستحضر فيها السراديب التي زجت فيها جبهة التحرير الوطني من طرف الذين في قلوبهم مرض، حتى لا تكون العين الساهرة التي ظلت تحرس الديار الجزائرية أرضا وشعبا ومؤسسات، وجعل مناضليها صم، بكم، عمي، لا يعقلون ولا يفقهون شيئا". النائب البرلماني والقيادي السابق في حزب جبهة التحرير الوطني أشار في خطابه بعنوان" رسالة مغلقة إلى رفاق النضال أعضاء اللجنة المركزية" إلى استغلال أطراف وضعية الحزب الهشة ونخر بنيته "بجيش عرمرم من الدخلاء والغرباء والسفهاء" للعبث بالمال العام وإشاعة الفساد". وتحدث عن طرد للمناضلين الحقيقيين للحزب وإخراجهم من ديارهم بغير حق، وتغليف الوضع العام "برداء التملق والتزلف"، حتى انتعشت "سوق المزايدات وازدهرت بورصة الفساد، وحلست دابة الحكم باسم حزب جبهة التحرير الوطني لإضفاء الشرعية على كل الانتهاكات والتجاوزات التي طالت مواثيق البلاد وحقوق العباد". وخاطب ميخاليف أعضاء اللجنة المركزية أياما قبل انعقاد دورتها الاستثنائية التي دعا إليها أمين عام الحزب عمار سعداني إلى تحمل مسؤوليتها وهي على عتبة التاريخ في قول كلمة الفصل لتبرئة ذمة المناضلين "الذين ظلوا يكابدون أفواج الغزو المدرعة بالمال المتسخ، فاشتروا لأنفسهم مواقع الريادة في مؤسسات السيادة". وحمل عباس ميخاليف الرئيس الشرفي "للأفلان" عبد العزيز بوتفليقة جانبا من المسؤولية في ما آل إليه "الحزب" بقوله" سواء كنا رئاسة شرفية أم فعلية، فاللجنة المركزية هي البوتقة التي تنصهر فيها كل الالتزامات النضالية التي تمسكت بها لوائح المؤتمر وتعكس إرادة التشبث بالمثل العليا والقيم والمبادئ السامية التي ظلت منارة تهتدي بها سفينة المناضلين نحو بر الأمان ". فما هي –يضيف-حدود التزامات الرئاسة الشرفية أمام اللجنة المركزية فيما أصاب الجبهة من ضربات موجعة أدخلته في غيبوبة، وحولته من حزب رائد إلى هيكل بائد، تستعمل شرعيته لتحريم الحلال وإباحة الحرام ، وتستغل قدسيته في تزكية الفساد وظلم العباد.