خرافات تقول إنها تكشف السحر وتداوي الأمراض المزمنة المتجول عبر بعض الأسواق الوطنية خاصة الشعبية منها يلاحظ عودة بعض التجار لبيع السلاحف بعدما اختفى هذا النوع من التجارة نهائيا في فترة ماضية. ويلقى هذا النوع من السلع الحيوانية رواجا وسط المهتمين بهذا المجال، خصوصا النسوة والمسنين الذين يعتقدون في هذه الأخيرة اعتقادات بين الحقيقة و الأساطير. ليست الأسواق وحدها التي تبنّت التجارة بالسلاحف، بل حتى بعض البيوت والأسر تتخصص في جمع وبيع هذا الحيوان اندثرت واختفى من الأسواق في فترة سابقة، لأسباب بقيت مجهولة ليعود للظهور من جديد وبقوة مستغلا شغف بعض الأسر التي تستلطف هذه المخلوقات لحدّ القداسة في بعض المناطق، لتباع بأثمان غير معقولة تصل أحيانا إلى 1000 دج. قد يبدو للبعض أن هذه الحيوانات لا تصلح حتى للتربية، غير أن بعض المناطق بالوطن على غرار قسنطينة و تلمسان وبعض المدن بوسط البلاد تنظر إلى هذا المخلوق نظرة مختلفة. فحسب تجار هذه الأخيرة فإن استعمالاتها متعددة، فالبعض يبتاعونها حبا فيها ورغبة في تربيتها والبعض الآخر اعتقادا أنها تملك القدرة على اكتشاف السحر بالبيوت وإخراجه، وهو إيمان راسخ لدى بعض العائلات بقدرة هذه الحيوانات على ذلك. في حين تبتاعها بعض العائلات لاستغلال قوقعاتها لأغراض طبية لاقتناعهم أنها تداوي العديد من الأمراض المزمنة، في حين تقدّسها بعض العائلات وتعتبرها فال خير داخل البيت وحاميته من الشرور، وضياعها أو إيذائها ينذر بالشؤم على من ابتاعها. كل هذه المعتقدات اجتمعت لدى العديد من الأسر الجزائرية إزاء هذا الحيوان، لتجعل منه سلعة لها ركن مميز في الأسواق وفي المقابل يجد بائعوها فرصة لكسب المال، ليبقى الجانب الأسطوري هو الأغلب في القضية. والأغرب في الأمر أن هذا الاعتقاد يتواصل جيلا بعد جيل ولم يقتصر في كبار السن فحسب، وهو ما يبين البعد الاجتماعي لهذه الظاهرة التي عمّرت في وسط المجتمع وأصبحت جزءا من معتقداته التي لا يقبل التخلي عنها رغم اختلاف نظراتهم اتجاه قيمة هذا الحيوان، ليبقى هذا الأخير محتفظا بركنه المقدس في الأسواق ونفوس محبيه. شفيق.إ