انطلق رسميا العد التنازلي للجيل الثالث للهاتف النقال بالجزائر، بعد أن تسلم أمس متعاملو الهاتف النقال الثلاثة "موبيليس نجمة أوريدو وجيزي"، الرخص النهائية لاستغلال الشبكة، بعد أن تم التوقيع على المراسيم التنفيذية ونشرها في الجريدة الرسمية رقم 60. تأكد أمس أن ولوج الجزائريين لتقنية الجيل الثالث للهاتف النقال سيكون برقم مغاير وشريحة جديدة، حيث أكدت وزيرة البريد وتكنولوجيا الإعلام والاتصال، زهرة دردوري، خلال حفل تسليم الرخص، أن قضية الأرقام يعترضها مشكل قانوني يتعلق بالتعرف على هويات المشتركين وآخر جبائي يخص رقم الأعمال والضرائب التي تحتسب لكل شبكة على حدة. وأوضحت الوزيرة بأن استعمال رقمين سيتم تطبيقه لفترات 3 أشهر أو 6 أشهر أو عام على الأكثر، على أن يتم حل المشكل والعودة إلى نظام الرقم الواحد عندما يتم جلب الحلول التقنية والتجهيزات الخاصة بذلك. ودعت الوزيرة دردوري المتعاملين إلى ضمان خدمة ذات نوعية وتطوير المحتوى الوطني الجزائري، دون أن تعطي تاريخا محددا لإطلاق الخدمة واكتفت بالقول على أنها ستكون عملية قبل نهاية الشهر الجاري.
مدير عام موبيليس: ضرورة توفير منافسة شريفة وصرح الرئيس المدير العام لموبيليس، ساعد دامة، عقب تسلم الرخصة النهائية للمتعامل التاريخي، أن موبيليس كمتعامل وطني، سيسخر هذه التكنولوجيا لتكون في خدمة كافة الجزائريين أينما وجدوا، وكافة الشرائح والمؤسسات. ووجه دامة رسائل إلى المتعاملين وسلطة الضبط حول ضرورة إقامة منافسة شريفة واحترام أخلاقيات المهنة، كون السوق الجزائرية سوقا واعدة وهناك مكان للجميع.
مدير عام أوريدو: سنحترم القوانين الجزائرية من جهته، قال مدير عام نجمة أوريدو، جوزيف جد، أن هذا اليوم تاريخي للوطنية للاتصالات. وتعهد بتقديم أحسن الخدمات للمشتركين وخاصة لمشتركي الأنترنت النقال. وأضاف جد بالقول: سنحترم القواعد والقوانين الجزائرية، مؤكدا أن أيدي نجمة أوريدو ممدودة إلى كافة الشركاء والمتعاملين، وسنسعى لتطوير محتوى جزائري خالص.
مدير عام جيزي: خبرة فيبلكوم تحت تصرفنا بدوره، تعهد المدير العام لجيزي، فينتشينسو نيشي، بأن جيزي سيعمل على تطوير محتوى محلي جزائري لشبكة الجيل الثالث، مشيرا إلى أن خبرات مجمع فيبلكوم سيتم وضعها تحت تصرف جيزي لتطوير شبكة الجيل الثالث في الجزائر.
شريحة واحدة برقمين لمشتركي نجمة أوريدو كشف مدير عام نجمة أوريدو، جوزيف جد، بأن المشتركين سيتم منحهم رقما للجيل الثالث يكون على نفس الشريحة الحالية للجيل الثاني أي أن الشريحة ستكون برقمين، مؤكدا أن الجيل الثالث سيكون عمليا على شبكة "نجمة أوريدو" خلال أسبوعين على الأكثر. وأوضح "جد" في ندوة صحفية أمس بفندق الجزائر أعقبت حفل توزيع الرخص النهائية على المتعاملين الثلاثة أن نجمة أوريدو ستوفر تدفقا عاليا للأنترنت على شبكتها للمشتركين، بحيث سيحتفظ المشتركون بالأرقام الحالية للجيل الثاني، ويضاف رقم ثان خاص بالجيل الثالث على نفس الشريحة. في حين، المشتركون الجدد سيكون عليهم اقتناء شريحة جديدة خاصة بالجيل الثالث.
موسى بن حمادي أعد دفترا لا يتضمن إطلاقا قضية الأرقام والشرائح لماذا تم تعديل بنود دفتر الشروط الخاص بشبكة الجيل الثالث؟ يطرح تأجيل الجيل الثالث للهاتف النقال، والجدل الكبير الذي صاحبه الكثير من التساؤلات حول الأسباب الحقيقية لهذا التأجيل، وعن الفائدة المرجوة من الجعجعة والقيل والقال الذي رافق العملية، خصوصا أن الجزائر تعتبر من بين 8 بلدان في العالم فقط لم تنتقل بعد إلى هذه التكنولوجيا، ولم تكن بحاجة إلى كل ما حدث خاصة من الجانب التقني. وتفيد مصادر عملت على الملف منذ سنوات، أن قضية تغيير شريحة الرقم للتمكن من الولوج إلى الجيل الثالث، لم تكن أبدا مدرجة في دفتر الشروط الذي أعدته مصالح وزارة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال، والذي تم خلال إشراف موسى بن حمادي، على الوزارة، لكن الدفتر تغير في العديد من بنوده بعد تنحية بن حمادي، وتعيين وزيرة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال، زهرة دردوري، على رأس الوزارة. وربطت ذات المصادر هذا التعديل الذي طرأ على دفتر شروط لاستغلال شبكة الجيل الثالث، بسحب قانون البريد من البرلمان، حيث أدخلت التعديلات وخاصة قضية الأرقام المعنية مباشرة بعد قرار الجهاز التنفيذي بسحب قانون البريد من الغرفة السفلى، رغم مناقشته من طرف النواب في سابقة في تاريخ الجزائر، علما أن سحب قانون البريد من البرلمان جعل إطلاق خدمات الجيل الثالث منقوصا من عدة مزايا لعل أبرزها حاملية الرقم التي تتيح للمشترك تغيير المتعامل والاحتفاظ بنفس الرقم، وخدمة التجوال "الرومينغ" الوطني، إضافة للمتعامل الافتراضي الذي سيكون مؤجلا إلى حين. وتضمن دفتر الأعباء المعدل كذلك بنودا إضافية تتعلق بالوثائق المطلوبة من قطاع الضرائب، والضمان الاجتماعي وبنك الجزائر وغيرها من أجل المشاركة في المناقصة حيث وجب على المتعاملين الانصياع لها، وتؤكد ذات المصادر أن دفتر الأعباء الحالي الذي تسبب في الزوبعة الإعلامية الأخيرة تغير بنسبة كبيرة عن سابقه الذي أعده موسى بن حمادي.