أثار تعيين الدولي السابق "عبد الحفيظ تاسفاوت" مساعدا للناخب الوطني "وحيد حاليلوزيتش"، الاثنين، عديد التساؤلات حول جدية هكذا خطوة في منح دفعة إضافية للخضر على مبعدة 7 أشهر عن المونديال البرازيلي. أتت "ترقية" تاسفاوت بشكل يتناقض رأسا مع مطالبات الرأي العام الرياضي في الجزائر، بتدعيم الطاقم الفني الوطني بمدرب كبير يمنح الإضافة اللازمة للمحاربين على أصعدة متعددة سيما في المجال التقنو-تكتيكي الذي لا يزال هشا في بيت الخضر على نحو جعل زملاء بوقرة يعانون الأمريّن في التصفيات المونديالية وآخرهم أمام المنتخب البوركيني "المتواضع". وعلى منوال رابح سعدان وإصراره (الغريب) قبل ثلاث سنوات على رفض تدعيم الطاقم الفني بمدرب من الطراز العالي، وهو ما دفع الخضر ثمنه غاليا في مونديال 2010، يبدو واضحا أنّ البوسني "وحيد حاليلوزيتش" فرض منطقه، حيث ظلّ المدرب السابق للفيلة يعارض أي تدعيم لجهازه، والظاهر أنّه توصّل إلى حل وسط مع (جماعة) الفاف، جرى بموجبه منح رتبة إضافية لتاسفاوت صاحب الحظوة لدى الحاج محمد روراوة، بدل استقدام وجه لا (يروق) لعيون البوسني، ولا يهمّ أنّ تاسفاوت لا يملك أي شهادة تدريبية ولم يسبق له الإشراف على أي نادي حتى وإن كان صغيرا، المهمّ عدم (إغضاب) حاليلو والحاج! المنتخب الجزائري لكرة القدم بات يشكّل ظاهرة حقيقية في عالم كرة القدم، فهو الفريق الوحيد الذي يديره مدرب واحد يختار أحد مقربيه كمساعد وكفى، فمثلما حصل لسعدان الذي استعان بصهره، أتى الدور على حاليلو ليمنح صديقه "نور الدين قريشي" الأفضلية، مع أنّ المدافع الدولي الأوسط في ثمانينيات القرن الماضي، لا يملك من الخبرة التدريبية إلاّ القليل جدا. على النقيض، تعجّ الطواقم الفنية للمنتخبات والنوادي عبر العالم بما فيها الإفريقية بجيش من التقنيين، وعلى سبيل المثال لا الحصر، نسوق نموذج نادي أولمبيك ليون الفرنسي، حيث نجد مع المدرب "ريمي غارد" ما لا يقلّ عن ثلاثة عشر تقنيا، بينهم مدربون للمدافعين، لاعبي الوسط وكذا المهاجمين، وهؤلاء المدربين ليسوا أيا كان، حيث نجد ضمن قائمة مساعدي غارد كل من الحارس الدولي الفرنسي السابق "جوال باتس" وكذا المهاجم البرازيلي السابق "سوني أندرسون"، فضلا عن "جيرارد باتيكل" و"فلويان موريس" وهما لاعبان سطعا في سماء الكرة الفرنسية خلال تسعينيات القرن الماضي. ولا داعي لنذكّر بأنّ مدرب الفراعنة الأسبق "حسن شحاتة" أو خلفه "بوب برادلي"، وكذا الحالي"شوقي غريب" لا يعملون فرادى بل يراعون أبجديات الكرة الحديثة عبر استعانتهم بكوكبة هائلة من التقنيين، وذاك حال باقي منتخبات ونوادي الكرة الأرضية إلاّ في الجزائر التي تسير بعبقرية الأنا الواحدة المتكرّسة منذ مهازل جداوي وليكنس وواسيج وكافالي وهلّم جرَّا. بهذه العقلية لا يمكن لكرتنا أن تتطور، مثلما لا يغدو يسيرا رؤية المحاربين يصنعون المعجزات في أرض السامبا، لأنّه ليس بالعواطف والحسابات الشخصية الضيقة يتم تطوير أداء منتخب ملك لأربعين مليون جزائري، وكم كان جميلا لو أنّ ابن البلقان استمع إلى صوت العقل واستعان بخدمات الثعلب "بورا ميلتونوفيتش" صاحب 5 مونديالات والدبابة السلوفينية "سريزكو كاتانيش"، وهو أمر لو تجسّد لكان سيطرد النوم عن البلجيك والروس والكوريين ومن لفّ لفّهم.