باشرت مصالح أمن ولاية عين تموشنت في المدة الأخيرة التحقيق بشأن مصير ما مقداره 121 قنطار من الأسمدة الفلاحية التي تستعملها الجماعات الإرهابية في التفجير والتي اختفت من مخزن تعاونية الحبوب والخضر الجافة بالولاية، حيث تم في هذا الصدد توقيف 13 متهما إثر عمليات البحث والتحري الأولية بمصالح أمن الولاية، والتي استمرت خلال مدة شهر كامل عقب معلومات وصلت ذات المصالح. وحسب مصدر أمني مسؤول تحدث للشروق، فان حيثيات القضية تم اكتشافها بعدما تفطن مندوب من شركة "فارتيال" إلى اختفاء 40 قنطار من الأسمدة الزراعية بوحدة التخزين الكائنة بحي خميستي التابع لتعاونية الحبوب والخضر الجافة بولاية عين تموشنت، وذلك بينما كان يريد استلام مستحقات الكمية المسلمة من الأسمدة لهذه التعاونية من طرف شركة الإنتاج، و عليه رفع المسؤول المذكور تقريرا رسميا إلى مدير التعاونية الذي شكّل بدوره لجنة تحقيق داخلية قامت بإعادة جرد وإحصاء مخزون المواد الكيمائية. أين خلصت إلى تقرير رسمي مفاده اختفاء 54 قنطار من مادةUREE و 67 قنطار من مادة TSPالتي تحتوي على كمية هامة من مادة الأمنياك التي تستعمل للزراعة بالنسبة للفلاحين والتفجير بالنسبة لإرهابيين، عندها وجهت أصابع الاتهام إلى رئيس وحدة التخزين المدعو "ر. ز" 37 سنة الذي أعتبر المسؤول الرئيسي عن الكمية المذكورة من الأسمدة الزراعية، لكنه قام بتقديم طعن فيما يخص تقرير هذه اللجنة حيث أدعى بأنه يملك فواتير أخرى تتعلق بكمية المواد المختفية لم تسجل بعد في سجل الجرد. وعلى هدا الأساس قبل طعن المتهم قبل أن يحال على اللجنة التأديبية وأمر بعدها مدير الوحدة بإعادة تشكيل نفس اللجنة من جديد، والتي خلصت بتقرير مغاير آخر نتاجه أن الكمية المختفية تتمثل في 30قنطار UREE و 17 قنطار TSP لكن تحقيق المصلحة الاقتصادية لأمن ولاية عين تموشنت كشف أن اللجنة المشكلة قد تلاعبت بأرقام التقارير بعدما أخذت تعيد تسجيل نفس الفواتير مرة ثانية من أجل إخفاء مصير 74 قنطار من الأسمدة الزراعية وإبعاد التهمة عن المشتبه به، وعليه فقد تم توقيف 13 شخصا في هذه القضية على رأسهم رئيس الوحدة ورئيس المخزن إضافة إلى المكلف بالأدوية ومعالجة البذور مع إطارات من نفس الوحدة بما في ذلك 06 عناصر من أعضاء اللجنة الذين وجهت لهم تهم الغش في التقارير، وتبديد الأموال العمومية. حيث تم إحالة ملفهم على العدالة أين أودع رئيس المخزن الحبس المؤقت إلا أن مصالح أمن الولاية لا تزال تحقق في مصير الكمية الهائلة من هذه الأسمدة وسط مخاوف من وصولها إلى خلايا دعم وإسناد القاعدة خصوصا و أن الجماعات الإرهابية قد لجأت إلى استعمال الأمنياك كمادة أساسية في عملياتها الإرهابية بعدما كان التركيز على مادة TNT المعرفة بقوتها التفجيرية. للإشارة فقد اهتزت سابقا تعاونية الحبوب لولاية عين تموشنت على وقع فضيحة اختفاء 8000 قنطار من الحبوب الجافة بوحدة التخزين الكائنة ببلدية عين الطلبة. سعيد كسال