يعتزم قرابة 40 طيارا ينتمون الى الخطوط الجوية الجزائرية ممن لهم كفاءة عالية مغادرة مناصب عملهم للالتحاق بشركات طيران بدول الخليج حيث كشف صلعة صدر الدين رئيس نقابة الطيارين الجزائريين في تصريح خاص ل"الشروق اليومي" أن دفعة أولى هناك ما بين 25 إلى 30 طيار ستغادر عن قريب أرض الوطن. وأفاد أن عدد من هؤلاء قد استكمل مراحل الاستقالة، بتوقيع عقود مع الشركات المستقطبة والتي تنتمي إلى ثلاث بلدان رئيسية وهي قطر، الإمارات العربية المتحدة وعمان. وأكد صلعة أن هجرة الطيارين الأكفاء باتجاه دول الخليج دخلت مرحلة "دق ناقوس الخطر" منذ شهر أكتوبر المنصرم فقط، حيث أوضح أن عدد المعنيين بالهجرة في شهر أكتوبر فقط تراوح ما بين 10 إلى 20 طيار، مؤكدا مغادرة فريق مكون من 8 طيارين في سبتمبر الماضي، وذهب لحد التأكيد أن 10 طيارين آخرين ينوون المغادرة هذه الأيام، مضيفا أن حركة هجرة الطيارين كانت بدايتها منذ سنتان على الأكثر، موضحا "غير أن الهجرة اتسعت في الآونة الأخيرة وتضاعفت لمستويات قد تهدد استقرار باقي عمال القطاع الجوي الذين يزيد عددهم عم 9 آلاف عامل". وقال المتحدث أن حوالي 340 طيار العاملين بالجزائر، باتوا يستنكرون الوضعية المهنية التي يعيشونها، مشيرا إلى انعدام الجو العام للعمل، إلى جانب تراجع في الأجر المتقاضي، غير أنه اعتبر تردي جو العمل "غير المنظم" أكثر تأثير من قضية الرتب المتقاضى، وأكد صلعة أنهم راسلوا رئيس الحكومة ووزير النقل وكذا المدير العام للجوية الجزائرية منذ 9 أشهر، حول وضعية الهجرة نحو شركات الخليج، مركزين على ضرورة تحسين الراتب وظروف العمل. وفي السياق نفسه، لم يستبعد رئيس النقابة أن تكون بلدان أخرى تعيش نفس الظاهرة على غرار الشقيقة تونس، حيث أكد أن الأجور المقترحة مغرية بحيث تصل 10 آلاف أور، "في حين يتسلم الطيار الجزائري المبتدأ أجر 25 ألف دج"، كما أفاد أن الإمارات العربية توفر "الاحترام للطيار"، مستنكرا ما أسماه بالإهانة للطيار من قبل عينة من المسؤولين، "الطيار أي مسؤول يمكن اهانته"، وان قال أن الأجرة بالخليج تساوي خمس مرات من أجرة الجوية الجزائرية، غير أنه أوضح أنهم يهتمون أكثر بضرورة تحسين ظروف العمل. ومن بين هم المشاكل التي طرحها نقيب الطيارين إشكالية السكن، حيث أوضح أن الطيار الجزائري لا يمتلك حق السكن وهو مطالب بتوفير مسكنه من ماله الخاص، في حين قال أن الإمارات العربية المتحدة توفر ثلاث عوامل رئيسية وهي توفير السكن أو القيمة المالية للمنزل العائلي، التكفل بتدريس الأبناء بنسبة تقارب 75 بالمائة، إلى جانب التكفل الطبي 100 بالمائة. من جهة أخرى، استبعد المتحدث وجود مشكل الإمكانيات من حيث طقم الأجهزة، بحيث لا يتجاوز عمر طائرات الأسطول معدل خمس سنوات، معتبرا أن ظروف العمل تسببت في اندثار الخبرة شيئا فشيئا، موضحا أن عدد من الطيارين المدربين ممن لديهم رصيد يتجاوز 18 سنة تجربة، بحجم طيران ساعي قدره 10 آلاف ساعة تحليق قرروا المغادرة. وقال رئيس النقابة أن شركة الجوية الجزائرية تعيش مرحلة انتقالية بشأن شغور منصب المدير العام الفعلي المنصب بشكل رسمي، حيث أوضح أن كل القرارات لا توقع في الوقت الحالي، مشيرا إلى لجوء الشركة الى عملية "واتليز" وهي كراء شملت الطائرات التركية بكامل طقمها، لضمان استكمال البرنامج المسطر، وأفاد أن مضيفات الشركة التركية يرتدون زي مخالف للتقاليد الجزائرية. مدير الطيران بوزارة النقل: الهجرة لا تخص الجزائر لوحدها اعتبر بن شمام مسعود مدير الطيران بوزارة النقل في تصريح ل"الشروق اليومي" أن مشكل هجرة الطيارين الجزائريين لا يخص الجزائر لوحدها وهو يشمل عدد من دول افريقيا وكذا تونس، حيث أوضح أن هذه الاخيرة "حالتها أعوص مرتين أو ثلاث من الجزائر"، وأفاد أن الاغراءات التي تعرضها كل من الصين والهند ودول الخليج باتت تستقطب الطيارين عبر أنحاء القارة الافريقية. وأكد أن لجوء الدول الثلاث المستقطبة يعود الى الحاجة في مواجهة لالتطور الحاصل في مجال النقل الجوي، وأكد أن الاجور ليست من صلاحية الوزارة وهي تخص تحديات الشركة الموظفة. بلقاسم ع