علمت "الشروق اليومي" من مصادر من محيط رئاسة الجمهورية بنواقشط، أن الرئيس الموريتاني ولد الشيخ عبد الله قام باستدعاء أبرز منظري التيار السلفي في موريتانيا في أول مبادرة سياسية من نوعها في هذا البلد. وقالت مصادرنا، إن الرئيس استقبل أبرز رموز التيار السلفي في محاولة للبحث عن تسوية تسمح بإشراك هؤلاء في العملية السياسية في البلاد وفي نفس الوقت إشراكهم في المسائل الجارية لتحييد ما تعتبره السلطات "مصادر العنف والإرهاب" وكسر رابط التيار الإسلامي مع جماعات العنف. ولكن هؤلاء بحسب مصادرنا وضعوا شروطا أبلغوها للرئيس تتمثل في إنهاء التضييق الأمني الجاري على العمل الدعوي ورفع الحظر عن النشاطات العامة التي اعتاد هؤلاء القيام بها، إضافة إلى رفع المضايقات ووقف الاعتقالات العشوائية بعد كل اعتداء إرهابي.وكان الرئيس الموريتاني قد التقى الإمام عبد اله ولد أمينو والشيخ النووي وهما اثنان من أبرز قادة أئمة السلفية في موريتانيا يتمتعان بمكانة كبيرة داخل أوساط التيار السلفي إضافة إلى محمد ولد أحمد زاروق ومحمد الحسن ولد الددو، حيث عرض عليهم الالتحاق بالحكومة لكنهما رفضا واكتفيا فقط بالمطالبة بضمانات من الحكومة لرفع المضايقات عن أتباعهم. حيث تشن السلطات الأمنية الموريتانية حملة اعتقالات في صفوف هذا التيار تم توقيفهم في وقت سابق خلال هجوم لمغيطي في عهد النظام السابق تحت رئاسة ولد الطايع. ومن بين هؤلاء المعتقلين الشيخ النووي والإمام ولد أمينو والجزائري إسماعيل عيسى تعرضوا لأبشع أنواع التعذيب قبل أن تتم تبرئتهم والإفراج عنهم لانعدام دليل إدانة أو صلتهم بالعمليات الإرهابية، وهو ما حرص زعماء التيار السلفي على طرحه لعدم تكرار ما وصفوه ب"الأخطاء" ويكونون قد تحصلوا على "ضمانات" من الرئيس .وبرأي مراقبين، فإن السلطات الموريتانية تسعى لاحتواء التيار السلفي العلمي لمواجهة التيار الجهادي الذي برز في موريتانيا مع الاعتداءات الإرهابية التي تبناها ما يسمى تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، حيث برز التيار السلفي في موريتانيا بعد حادثة الاعتداء على ثكنة لمغيطي وشهد انقسامات إلى سلفية علمية وأخرى جهادية تتبنى النهج التكفيري وتكون وراء الاعتداءات المسلحة الأخيرة في موريتانيا.وكان الإمام ولد أمينو زعيم التيار السلفي الموريتاني قد اعترف بوجود سلفية جهادية منها متشددة في موريتانيا وأضاف في تصريح صحفي "أرفض التفجيرات لبنائها على التكفير واستهدافها لمن أعطاهم المسلمون الأمان" في إشارة إلى مقتل السياح الفرنسيين في اعتداء آلاك كما أشار إلى مضارها على الإسلام و المسلمين.ويدرج مراقبون هذه المبادرة في إطار الجو العام الذي ساد بعد وصول ولد الشيخ عبد الله إلى الحكم، حيث تتميز عهدته بنوع من الانفتاح والتعامل بمسؤولية ومرونة مع التيارات الإسلامية ومنها التيار السلفي.