فندق الشيراتون- وهران أفادت مصادر أمنية أن المشروع الانتحاري الذي خطط تنظيم ما يعرف ب "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" لتنفيذه بوهران عن طريق الإرهابي المدعو "محجوب محمد"، الذي قضت عليه قوات الأمن المشتركة عشية أول أمس السبت، بحي سيدي الهواري، كان يستهدف تفجير مبنى فندق "الروايال" بوسط المدينة أو فندق "الشيراطون" الواقع بحي الصديقية. وكشفت نفس الجهات أن العملية الانتحارية كان قد حدد ميقاتها صبيحة أول أمس السبت، لكن تكثيف إجراءات المراقبة الأمنية وإدراك الإرهابي حينها بأنه كان ملاحقا من طرف عناصر الشرطة جعلاه يتردد قبل أن تتم تصفيته الجسدية في حدود الساعة السابعة من مساء نفس اليوم.نجح عنصر متمرس في مجال مكافحة الإرهاب، ينتمي إلى فرقة الشرطة القضائية المتنقلة للأمن الولائي لوهران، في القضاء على الإرهابي الذي كان محل بحث من طرف مصالح الأمن المشتركة التي تتبعت تحركاته منذ مدة، وقام بتصويب رصاصة واحدة إلى جسد الانتحاري كانت قد استهدفت بدقة متناهية منطقة العنق وأردته قتيلا على التو، وأكدت مصادرنا أن توصل قوات الأمن بمعلومات تفيد بارتداء الإرهابي حزاما ناسفا يحمل متفجرات يصل وزنها الى 8 كيلوغرامات، ما جعل مصالح الأمن تتوخى الحذر قبل الهجوم عليه خشية أن تفجر المكان أي طلقة غير موزونة من طرفها، وقد استغرقت عملية التدخل هذه عدة ساعات بدأت بتطويق المكان من طرف قوات الأمن المشتركة التي علمت بدخول الإرهابي عمارة تقع بحي سيدي الهواري، لكن إصرار هذا الأخير على عدم تسليم نفسه ودخوله في اشتباك مسلح مع مصالح الأمن دفع هذه الأخيرة إلى اقتحام الشقة التي كان يتواجد بداخلها بطريقة لم تعطه الفرصة لا للمقاومة ولا لإبداء أي رد فعل متهور من طرفه وهو مدجج بالمتفجرات، وسجل أيضا أنه بمجرد إسقاط الإرهابي تدخلت عناصر من الشرطة العلمية المختصة في تفكيك القنابل لإبطال مفعول الحزام الناسف وأزاحت الخطر الكبير الذي ظل يتهدد الحي خلال ساعات التدخل. العملية هذه جاءت، برأي المتتبعين للشأن الأمني، محاولة من القاعدة لتوقيع وجودها بالغرب الجزائري بغرض التظاهر بالانتشار وطنيا وفك الحصار المضروب عليها بالوسط والشرق الجزائري، لكنها تكتيكيا تعكس انكسار شوكتها في وجود استراتيجية أمنية محكمة أحبطت مخططها في المهد، وقد أثار سيناريو الإطاحة بالإرهابي أول أمس، فضول عشرات من سكان حي سيدي الهواري الذين تنقلوا إلى العمارة التي كان يتواجد فيها الانتحاري بشارع "تاخمارت" بذات الحي، وسجل أن عديدا من هؤلاء المواطنين الذين تأثروا بالمشهد أرادوا تمزيق جثة الإرهابي بعد الإطاحة به إشفاء لغليلهم، لاسيما بعد أن علموا بتسلحه بحزام مدجج بالمتفجرات كان يحاول أن ينفذ به عملية انتحارية بوهران، لكن قوات الأمن حالت دون ذلك ومنعتهم من التقرب إليه.وبحسب معلومات مؤكدة توصلت إليها "الشروق اليومي" من مصادر أمنية، فإن الانتحاري المدعو "محجوب محمد" هو شاب في مقتبل العمر لا يزيد عمره عن 25 سنة، من مواليد بلدية زمورة بولاية غليزان وترعرع فيها، وتشير التحريات التي أجرتها مصالح الأمن بشأنه أيضا، إلى أنه ينتمي إلى الجيل الجديد لتنظيم ما يسمى ب "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، وأنه خضع إلى التجنيد بولايته غليزان لمدة تقارب العام ونصف العام على أيدي جماعات إرهابية، أوضحت نفس المصادر أنها تتخذ من المنطقة قاعدة خلفية لممارسة التدريب لفائدة "القاعدة"، كما أفادت كذلك بأن الانتحاري "محجوب محمد" تم كشف أمره استنادا إلى معلومات أدلى بها إرهابي آخر من غليزان كان قد سلم نفسه مؤخرا إلى مصالح الأمن بالمنطقة تتعلق بالخطة التي جند لأجل تنفيذها بوهران، وقدم من خلالها أيضا، جميع المواصفات الخَلقية الخاصة ب "محجوب" منها حمله لعلامة خصوصية تتمثل في ندبة على مستوى خده الأيسر، وهي الإشارة التي مكنت من التعرف عليه وتم ضبطه منذ حوالي ثلاثة أيام بحي سيدي الهواري، وأشارت المعلومات المتوفرة لدينا إلى أن الانتحاري كان قصد في عين المكان مسكن عمه بحي سيدي الهواري الذي وقع على مستواه الاشتباك المسلح.فيما أشارت مصادر أخرى إلى أن الانتحاري "محجوب" لم يكن بمفرده بوهران، وإنما كان برفقة ثلاثة إرهابيين آخرين قدموا معه من ولاية غليزان، وأن أحد أفراد الجماعة متزوج وأب لطفل عمره 12 سنة، بحيث تمكنوا من تأجير شقة بمحاذاة مقر القطاع الحضري لسيدي الهواري، فيما كشفت نفس المصادر أن إرهابيين اثنين ضمن الجماعة، قامت مصالح الأمن بإلقاء القبض عليهما، وهي العملية التي قادت إلى اكتشاف المشروع الانتحاري للإرهابيين، بحيث ساعد استنطاق هذين العنصرين قوات الأمن على إمدادها بمعلومات هامة أفشت بمكان تواجد الشخص الانتحاري الذي كان مجندا لتنفيذ العملية، وذكرت أيضا أن أحد هذه العناصر لايزال في حالة فرار والبحث عنه جار.من جهة أخرى، ذكرت مصادر موثوقة أن نفس هذه الجماعة يشتبه تورطها في عملية اختطاف فتاتين كانتا تتجولان في حي سيدي الهواري منذ أسبوعين، بحسب الشكاوى المودعة من طرف أهليهما لدى مصالح الأمن الحضري بالحي.