كشفت مصادر أمنية تحقق في قضية الانتحاري الذي تم القضاء عليه مساء السبت، من طرف القوات المشتركة، بولاية وهران عن هويته، ويتعلق بالمدعو (م.محمد) من مواليد عام 1984 وينحدر من منطقة زمورة بولاية غليزان. التحق بصفوف ما يسمى تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" أواخر عام 2006 وكان ينشط في صفوف التنظيم بالمنطقة السادسة شرق البلاد التي تمتد من سكيكدة لغاية جبال البابور بجيجل، وكان محمد ينشط في ولاية باتنة منذ حوالي سنة قبل أن يتم إيفاده منذ حوالي أسبوع حسب مصدر على صلة بالتحقيق إلى ولاية وهران لتنفيذ عملية انتحارية بواسطة حزام ناسف تم حجزه لديه عند القضاء عليه.وكانت قوات الأمن المشتركة قد أعلنت حالة استنفار منذ حوالي أسبوع بعد توفر معلومات عن تنقل هذا الانتحاري من شرق البلاد إلى إحدى ولايات الغرب بهدف تنفيذ اعتداء انتحاري قبل أن يتم ضبطه بولاية وهران، حيث كان قد تنقل إلى بيت عمه المقيم بحي بئر الجير ليتم تطويق المكان، وعند اكتشافه المخطط الأمني المشدد الذي ضم مختلف أجهزة الأمن، حاول الانتحاري الإختباء في بيت عمه الثاني الواقع على بعد حوالي 100 متر بحي الرخاميت قبل أن تحاصره قوات الأمن وتتمكن من القضاء عليه في حدود الساعة الخامسة بعد زوال أول أمس، وتفكيك الحزام الناسف الذي كان يحوي حوالي 3 كلغ من المواد المتفجرة ولا يستبعد إن يكون تم إعداده في ورشة الكتيبة بولاية باتنة، حيث أفاد مراسلنا أن "مصالح الأمن صادرت كتبا خاصة بالكيمياء حول كيفية صنع القنابل والأحزمة الناسفة". وتشير التحقيقات الأولية، أن الانتحاري (م.محمد) كان ينشط ضمن كتيبة "الموت" تحت إمارة المدعو علي مهيرة المكنى أبو رواحة وتنشط بولاية باتنة تضم حوالي 43 نشطا مرشحين لتنفيذ عمليات انتحارية شرق وغرب البلاد وتصنف ضمن أخطر الكتائب النشطة في المنطقة السادسة تحت لواء تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، وكان ينتمي إليها "أبو مقداد الوهراني" انتحاري ولاية باتنة الذي حاول استهداف موكب رئيس الجمهورية وينحدر من ولاية وهران.وتعد هذه العملية الانتحارية التي تم إفشالها من طرف قوات الأمن بعد إحباط محاولة استهداف مفرزة للحرس البلدي بواضية بتيزي وزو والقضاء على منفذها محمد وازة المكنى "أبو الوليد العاصمي"، وتعكس هذه العملية محاولة قيادة درودكال تنفيذ عمليات انتحارية خارج معاقلها التقليدية في ظل تضييق الخناق على المعاقل الرئيسية وسط البلاد، خاصة بالعاصمة، تيزي وزو وبومرداس، وإذا كانت العملية الانتحارية بباتنة تستهدف رئيس الجمهورية، إلا انه لا يستبعد أن العملية الانتحارية بولاية وهران التي تعد الأولى من نوعها تهدف إلى إثارة ضجة إعلامية للتأكيد على وجود واستمرار نشاط التنظيم ومحاولة للتاكيد على توسيع خريطة نشاطه للتخفيف من الحصار، كما أن استخدام حزام ناسف يعكس الصعوبة التي يواجهها أتباع درودكال في تنفيذ عمليات بواسطة سيارات مفخخة بعد فرض الرقابة على حركة المرور وتدمير الورشات المتواجدة سابقا بالمعاقل الرئيسية بما يسمى "المنطقة الثانية".