أفادت مصادر أمنية، تشتغل على قضية محاولة اغتيال مصطفى كرطالي الأمير السابق لكتيبة "الرحمن"، في شهر أوت من السنة الماضية، أن التحقيقات التي لاتزال جارية، تؤكد أن المدعو عبد القادر صدوقي المدعو "عبد القادر الروجي"، قد يكون وراء العملية الإرهابية. وكثفت أجهزة الأمن البحث عنه مؤخرا، بعد اختفائه في ظروف غامضة منذ الإفراج عنه في شهر مارس سنة 2006 بعد توفر معلومات عن التحاقه بصفوف تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، ويكون وراء تفعيل مخطط الإعتداءات باستعمال المتفجرات في العاصمة. وقالت مصادر أمنية أمس ل"الشروق اليومي"، أن التحقيق في محاولة اغتيال مصطفى كرطالي، الأمير السابق لكتيبة "الرحمن"، التي أعلنت الهدنة تحت لواء الجيش الإسلامي للإنقاذ المنحل، في شهر أوت الماضي، كشف مبدئيا أن المدبر الرئيسي للعملية هو المدعو عبد القادر صدوقي، المعروف ب"عبد القادر الروجي"، من مواليد منطقة مفتاح بالبليدة ويقيم بطريق خرايسية بالسحاولة غرب العاصمة، كان ينشط في منطقة المتيجة تحت لواء تنظيم "الجيا" التي التحق بصفوفها عام 1995 وتم توقيفه من طرف مصالح الأمن عام 2002 بعدما عثرت أجهزة الأمن في مسكنه على كميات كبيرة من المتفجرات والقنابل المهيئة للإستعمال، قبل أن يفرج عنه ضمن تدابير ميثاق السلم والمصالحة الوطنية في أواخر شهر مارس سنة 2006. واشتغل بعدها حسب المعلومات المتوفرة لدى "الشروق"، في التجارة في الأسواق، وظل في اتصال مع بعض الإرهابيين المفرج عنهم، وتوصلت التحقيقات الأمنية إلى أنه قام بتفعيل شبكة جديدة من الناشطين تضم تائبين أقنعهم بالعودة للنشاط الإرهابي، وهؤلاء ينشطون اليوم في صفوف جماعة درودكال ويمثلون جناح "الجيا" في "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" الذي سيطر على قيادة التنظيم. وتشير التحقيقات التي لاتزال جارية إلى صلة "عبد القادر الروجي" بالهجوم على حافلة الشركة الأمريكية الجزائرية "بي آر سي" بمنطقة بوشاوي غرب العاصمة بتفجير قنبلة تقليدية رافقها إطلاق وابل من الرصاص بتاريخ 10ديسمبر عام 2006، حيث كانت هذه العملية "عربون" التحاقه رسميا بتنظيم درودكال، وسجل اختفاؤه المفاجئ مباشرة بعد هذا الإعتداء، وتنسب له سلسلة العمليات باستعمال المتفجرات في مختلف أحياء العاصمة والمتيجة أبرزها محاولة اغتيال مصطفى كرطالي أحد أبرز وجوه المصالحة الوطنية بوضع قنبلة تقليدية في المقعد الأمامي لسيارته عند توجهه لأداء صلاة الفجر بمسجد الحي الذي يقيم به في منطقة الأربعاء بولاية البليدة، وأدى انفجارها إلى بتر ساقه، ونسب تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، الإعتداء إلى أحد عناصره دون استشارة القيادة ولا موافقتها. ويدرج المحققون في ملف عبد القادر صدوقي، على أنه إرهابي خطير مختص في المتفجرات كان ينشط تحت أوامر سفيان فصيلة (زهير حراك) أمير المنطقة الثانية والمسؤول عن العمليات الانتحارية والمخطط لها في التنظيم قبل القضاء عليه نهاية العام الماضي من طرف فرقة خاصة تابعة للجيش. وتؤكد المعطيات المتوفرة لدى "الشروق اليومي"، أن صدوقي عبد القادر قام بتفعيل مخطط "الجيا" الذي وضعته عام 2002 بالعاصمة وكان يستهدف رموز المصالحة الوطنية، وتندرج القنبلة التي انفجرت في سوق الأربعاء في 5 جويلية 2002 ضمن هذا المخطط، لاستهداف المحيط الذي كان ينشط فيه العديد من أتباع كرطالي، لكن المخطط تم إحباطه بعد القضاء على نواة "الجيا" وبعدها توقيف آخر أمراء التنظيم الإرهابي عام 2004، لكن هذه المرة تحت لواء "القاعدة" تحت إمارة عبد المالك درودكال (أبو مصعب عبد الودود) الذي كان مسؤول ورشة المتفجرات في تنظيم "الجيا" قبل أن يلتحق بالجماعة السلفية للدعوة والقتال، وكان مكلفا بإنشاء خلية الإنتحاريين من طرف جمال زيتوني قبل القضاء عليه واستخلافه بزوابري. نائلة.ب