قال رئيس جبهة التغيير عبد المجيد مناصرة، إن الجزائريين ودعوا سنة 2013 على وقع أحداث وفضائح طبعت أشهر السنة المنقضية في جميع القطاعات. وأوضح مناصرة في مقال أسبوعي، تحت عنوان "الجزائريون وألغاز 2013"، تلقى موقع الشروق أونلاين نسخة منه، أن سنة 2013 تميزت بأربع رباعيات أطلق عليها اسم المبشرات، الفضائح، المخاوف والألغاز. وفي التفاصيل قال رئيس جبهة التغيير، إن رباعية المبشرات تتلخص في انتصار الجزائر على الإرهاب الدولي في حادثة تيقنتورين، حين تمكن الجيش الجزائري من تحرير الرهائن ودحر المجموعة الإرهابية المتعددة الجنسيات، وتأهل الفريق الوطني لنهائيات كأس العالم وهو تأهل حافظ على الفرحة المفقودة للجزائريين و دفعهم إلى التغني بالوطن وأدخل الطمأنينة إلى السلطة. أما البشرى الثالثة فتتمثل في الوعود الخضراء التي أطلقتها الحكومة إغراء للشعب للمشاركة في الرئاسيات وقد سمع الجزائريون عن أرقام مهولة خصصت للتنمية في الولايات أعلن عنها أثناء الزيارات المراطونية للوزير الأول - يضيف مناصرة - قد يكون أغلبها حملة انتخابية و لكن الجزائريين في حاجة إلى أي بشرى لتصديقها من شدة الحاجة وسوء المعيشة . وتتمحور البشرى الرابعة – يقول مناصرة - حول النضج الذي أصبح يمتلكه الشباب الجزائري تجاه شؤون البلاد العامة تلحظ ذلك في فضاءات العالم الافتراضي ونضالات المجتمع المدني الأمر الذي كان غائبا أو مغيبا في الفترات السابقة. وبخصوص رباعيات الفضائح فقد عددها رئيس جبهة التغيير في فضيحة الوزير شكيب خليل التي كشفت عن حجم الحصانة التي يستفيد منها الفساد ففضلا عن فضائح الفساد المقدرة بمليارات الدولارات التي وقعت في قطاع الطاقة فان مذكرة اعتقاله عن طريق الإنتربول تم سحبها من طرف الحكومة و قدمت للرأي العام حجة الخطأ في الإجراءات. الفضيحة الثانية التي طبعت سنة 2013 حسب مناصرة تتمثل في استقبال رئيس الجمهورية أثناء خضوعه للعلاج في فرنسا لمسؤولين جزائريين في قاعة تابعة لمؤسسة استشفائية عسكرية علقت على حائطها صورة الرئيس الفرنسي وقد ظهر وكأن الاجتماع تحت الرعاية الفرنسية. وعاد مناصرة بالحديث عن فضيحة الغش الجماعي في امتحان البكالوريا لسنة 2013 التي قال إنها أضرت كثيراً بقيمة المدرسة الجزائرية وسحبت من قيمة هذه الشهادة وضربت قاعدة تكافؤ الفرص في الصميم. وذكر رئيس جبهة التغيير أن رابع الفضائح في 2013 هي النفاق السياسي الذي مارسه عدد من الأحزاب والجمعيات طيلة السنة حتى عد من الأخلاق الضرورية في السياسي الناجح أن ينافق فيوافق حتى لا يفارق ويطرد من رحمة السلطة وجنانها وقد سقطت الأقنعة عن كثير من الرجال كانوا مستورين بستر الله فأبوا إلا أن يمارسوا نفاقا بليغا ليبلغوا المآرب –يقول مناصرة-. وفيما يتعلق برباعيات المخاوف فتتمثل –حسب مناصرة – في الركود الذي يهدد الاقتصاد الجزائري في السنوات القادمة، والانفجار الشعبي المتوقع بسبب سياسة الهروب إلى الأمام وعدم معالجة الأزمات من جذورها و تفضيل سياسة المسكنات والمهدئات التي سرعان ما يبطل مفعولها، إضافة إلى منع التغيير بالتعسف في استعمال السلطة وبالتالي يكون الحكم النهائي على الإصلاحات -التي أعلن عنها الرئيس في افريل 2011 تحت تأثير صدمة الثورات الشعبية في بعض البلدان العربية - بالفشل التام لأنها إصلاحات بدون تغيير بل هي إصلاحات في الاتجاه المعاكس، ورابعا ما أسماه مناصرة ببيع الجزائرلفرنسا آو على الأقل تقديمها لفرنسا كمنطقة حرة خاصة بعد خفة الوزن السياسي وقلة الاحترام الذاتي التي تعامل بها مسؤولون حكوميون مع الحكومة الفرنسية التي تأخذ منا كل شيء ولا تقدم لنا أي شيء –يضيف مناصرة-. وتحدث مناصرة عن رباعية الألغاز التي تتمثل في لغز تعديل الدستور الذي أسس له الرئيس في 7 أفريل لجنة خماسية أنهت أعمالها وسلمت تقريرها إلى الرئاسة و كان مقررا أن يتم التعديل عبر البرلمان المطواع قبل نهاية السنة الماضية، وكذا لغز عبد المؤمن خليفة الذي يطرح مجموعة من الأسئلة حول كيفية صنع ثروة مهولة في سنوات قليلة ؟ و كيف فر هاربا؟ و لماذا لا يعود إلا الآن و بعد 10 سنوات من الفرار ؟ والجزء المهم في اللغز هو هل ستطال المحاكمة كل أطراف القضية الذين اعتبرتهم المحكمة في المحاكمة السابقة شهودا او لم تتطرق إليهم أصلا لا من قريب ولا من بعيد ؟ ثم هل ستكون المحاكمة قبل الرئاسيات ام بعدها ؟ وتساءل مناصرة عن سر لغز الفقاقير التي تداولها العالم الافتراضي على نطاق واسع هل هي جمع فقارة (ما يشبه بئر مائي شديد البرودة تشتهر به مدن الجنوب الغربي) أم جمع فقير ( زوالي) أم جمع فاقور (علامة مصنع في الأجهزة الكهرومنزلية)؟ ويبقى لغز العهدة الرابعة الذي لا يزال مفسرو الألغاز أمامه حيارى قائما لأن صاحب الشأن مصر على التزام الصمت وقد يتأخر حل الغز إلى الشهر القادم .