يتجه الفنان الناشط عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أنس تينا، لتحقيق نسبة مشاهدة قياسية (تجاوزت حتى الآن 250 ألف) لأغنيته الأخيرة، من نوع "الراب" والتي أراد من خلالها- وحسب تصريحاته- بعث رسالة سياسية قوية إلى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة يدعوه من خلالها إلى عدم الترشح لعهدة رابعة!! المثير أن كلمات الأغنية جاءت في قالب "نصيحة من ابن لأبيه" أو هكذا أراد الشاب الثلاثيني، والذي سطع نجمه في عالم التدوين و"البودكاست" على اليوتيوب خلال السنتين الماضيتين، أن يقول، معبرا عن ذلك بخطاب مباشر للرئيس: "اخطيك.. اخطيك.. خذ الراي اللي يبكيك" في إشارة إلى عدم الالتفات إلى دعاة العهدة الرابعة، الذين يرى أنس تينا أنهم "حفنة انتهازيين" أفسدوا البلاد والعباد!! وفي هذا السياق، يعترف أنس أن الأوضاع في البلاد تغيرت نحو الأفضل في كثير من القطاعات منذ وصول الرئيس بوتفليقة، لكن ذلك ليس مؤشرا كافيا للاستمرار في السلطة "مع وجود العارض الصحي" مثلما تقول كلمات الأغنية التي كتبها أنس تينا ذاته، منتقدا فيها أشياء كثيرة، ليس فقط العهدة الرابعة، بل ينتقل في أربع دقائق بين عدة ظواهر سلبية تعيشها البلاد على غرار "الحراقة والمنتحرين حرقا، أوضاع المستشفيات، انتشار البيوت القصديرية، البطالة، السرقة، تمادي جرائم القتل والاغتصاب واختطاف الأطفال.. وصولا إلى صرف المال العام في مهرجانات "الشطيح والرديح" ناهيك عن تدني المستوى السياسي واللغوي لعدد من المسؤولين، وضعف أداء البرلمان، واستمرار نفوذ الجنرالات، وكذا انتشار الشذوذ الجنسي، الخمر والمخدرات.. ووو..! من يعرف أنس تينا، و"جماعته.. دي زاد جوكر ومروان" سيدرك أنها ليست المرة الأولى التي يتطرقون فيها إلى السياسة، وإن لم يكن الأمر في السابق بمثل هذا الوضوح والمباشرة، إلى الدرجة التي دفعت بأنس إلى استبدال أسلوبه التقليدي في نقد الوضع العام عن طريق "الفيديو" مستخدما هذه المرة "أغنية راب" حاول البعض ربطها مباشرة بالأغنية التي قدمها لطفي دوبل كانو مؤخرا "فقاقير" وأثارت زوبعة إعلامية وسياسية لم تهدأ بعد.. لكن واقع الحال أنه وبعيدا عن احترافية لطفي في "الراب" والوصول إلى جمهور واسع، فإن "أنس تينا" تمكن من قول "ذات الخطاب النقدي اللاذع" للسلطة ولكن بشكل "أكثر تخلقا وتهذبا" وهذا فارق قد يعده البعض مهما، وقد لا يعترف به آخرون؟!