عبّر عشرات المغتربين خلال اتصالهم بالشروق عن تذمره الشديد من الظروف المأساوية التي يعايشونها عند إقدامهم على استخراج أو تجديد جوازات السفر على مستوى قنصلية الجزائر في فرنسا الكائنة بحي الأرجنتين بباريس، حيث وصفوا معاناتهم بالكارثية كلما وصلوا إلى مقر القنصلية لتجديد وثائقهم الإدارية. ودعم المحتجون كلامهم بشريط فيديو تحتفظ الجريدة بنسخة منه يكشف معاناة المغتربين، حيث يصور الفيديو طابورا طويلا من الجزائريين مصطفين أمام قنصلية الجزائر في فرنسا بشارع الأرجنتين في مشهد مأساوي يندى له الجبين، والأمر من كل ذلك، هو مرور بعض الفرنسيين أمام الحشود وعلامات الذهول بادية على محياهم من هول ما رأوا طالما أنهم لم يعهدوا مثل هاته الأمور بإداراتهم، وتحدّث لنا ممثل عن مئات من الجزائريين بكل حرقة عما يعانيه، حيث داست البيروقراطية على كرامتهم وحتمت عليهم الاصطفاف في طوابير لا متناهية تبدأ من البوابة الرئيسية للقنصلية وتنتهي في مشارف الحي الثاني المتاخم لشارع الأرجنتين أحيانا قبل الفجر حتى يتسنى للمواطنين ضمان استقبالهم على الثامنة صباحا، وما زاد من تذمرهم هو الاستقبال السيء من قبل الموظفين، حيث لا يهمهم كما قالوا لا كبار السن ولا الحوامل ولا حتى المعوقين، بل الجميع سواسية عندهم، لكن باستثناء أصحاب المعارف الذين ينجحون في تحقيق مآربهم من دون عناء، وهي المعطيات التي يترتب عليها نشوب شجارات بين الفينة والأخرى بين المغتربين والموظفين، قد طالب ممثلو الجالية الجزائرية بباريس السلطات الجزائرية التدخل بحزم لتحسين ظروف الاستقبال وتخليصهم من هذا الكابوس، مستدلين ببعض القنصليات العربية التي تمتاز بالنظام واحترام كرامة رعاياها عكس الجزائريين الذين يصطفون في طوابير طويلة معرضين أنفسهم للفحات الحر صيفا وبرودة الجو شتاء لا لسبب سوى الظفر بجواز جديد يحمل العلم الجزائري، كما أشار نفس المتحدث إلى الأخطاء الكثيرة التي يسقط فيها الموظفون لاسيما ما تعلق بالأخطاء الإملائية، حيث انتقلت عدوى الحالة المدنية المحلية إلى فرنسا فيحولون الرجل امرأة والعكس صحيح، وهو ما يجدد الشجارات والملاسنات بين الطرفين كلما تحصلوا على جوازات السفر المليئة بالأخطاء. يحدث هذا، في الوقت الذي صرح السفير الفرنسي بالجزائر السيد اندري باران على هامش الندوة الصحفية التي عقدها بعاصمة الغرب الجزائري قرب تدشين مقر القنصلية الفرنسية بوهران في 25 من الشهر الحالي سيخصص لإيداع ملفات التأشيرة الفرنسية، كما أكد عدم صلاحياته التدخل في مشكل القنصلية الجزائريةبفرنسا، معتبرا القضية شؤون داخلية يتوجب معالجتها مع مسؤولي القنصلية بفرنسا .