استيقظت صبيحة أمس شوارع وسط مدينة مستغانم، على وقع حركة غير عادية، دشنتها جموع غاضبة تقطن بالحيين الشعبيين "العرصا" و"الحرية"، هلك أبناؤها "الحراڤة" في عرض البحر ولم يظهر لهم أثر لحد الساعة. تجمع عشرات الشباب أمام مقر بلدية مستغانم في خطوة احتجاجية على مصير ال7 "حراڤة" الذين ينحدرون من حي "العرصا"، ولا يزالون في عداد المفقودين منذ حادثة الاثنين الماضي، التي تم على إثرها إنقاذ شابين بسواحل دلس من طرف وحدات حرس السواحل الجزائرية بالتنسيق مع باخرة تجارية من جنسية هولندية، وقد تدخلت مصالح الأمن الولائي من أجل تهدئة الأوضاع وإقناع المحتجين على ضرورة الإحتكام إلى لغة الحوار، سيما أهالي "الحراڤة" المستغانميين، الذين أقلعوا في رحلة الموت من السواحل الشرقية للولاية على متن قارب صيد بمجموع 12 شابا، أربعة منهم قدموا من مدينة الحراش بالعاصمة. مشاهد الحداد والحزن التي خيمت على شوارع مستغانم بدأت فصولها، عندما تسلمت إحدى عائلات "الحراڤة" بحي الحرية جثمان ابنها "العربي"، وامتدت أجواء الأسى إلى عائلات "حراڤة" آخرين بحي "العرصا" التي اختار فلذات أكبادها شق عباب البحر لبلوغ السواحل الإسبانية، لكن لا شيء من هذا القبيل تحقق، فسرعان ما داهمتهم الأمواج العاتية لتغرق قاربهم. ولم تتمكن الباخرة التجارية الهولندية التي حددت مكان تواجدهم من إنقاذ سوى 3 "حراڤة" من بينهم دليلهم المدعو "نصر الدين" القاطن بحي 800 مسكن بمدينة مستغانم إلى جانب شاب من مدينة الحراش، في حين لفظ المدعو "العربي" أنفاسه الأخيرة بمستشفى العاصمة، عائلات "الحراڤة" المفقودين كشفت للشروق اليومي أن ال4 شبان الذين من بينهم مراهق، جاؤوا من مدينة الحراش إلى مستغانم من أجل تجسيد مشروع "الحرڤة"، استقروا بهذه الأخيرة أربعة أيام قبل انطلاق موعد الرحلة "المشؤومة"، وصرّحوا بأنها ليست المرة الأولى التي يتنقل فيها شباب من العاصمة إلى مستغانم قصد الإبحار نحو إسباينا، بل سبق لهم وأن سجلوا عدة محاولات آخرها ضمت 9 أشخاص منذ أسبوعين انتهت بنجاح هذا الفوج في الوصول إلى إسباينا. وفي سياق متصل أفادت مصادر أمنية أن عملية التحقيق لا زالت متواصلة مع "الحراڤ" "الدليل" الذي قاد الرحلة بهدف التوصل إلى تفكيك الشبكة التي تدعم وتساعد الشباب على الهجرة غير الشرعية نظير أموال باهظة. العربي. ب