قادة بن عمار لا أعرف سببا واضحا لكل هذه الضجة الفارغة والدهشة الباطلة من قيام الوزيرة خليدة تومي بتمويل فيلم بيونة الجديد الذي يتحدّث عن البغاء والدعارة طالما أن الوزيرة لم تأت بشيء عجبا بل اقتدت بزميلها في الحكومة جمال ولد عباس الذي قام بتقنين وضعية الأمهات العازبات وقرر منحهن مبالغ مالية شهرية تتجاوز حتى منحة الطلبة الجامعيين وأولئك المتخرجين والعاملين بنظام عقود ما قبل التشغيل ...!أم لأن تومي (مسعودي سابقا) تموّل فيلما مشبوها من الخزينة وولد عباس يقدّم منحا تُشجِّع على الخطيئة من جيبه وحرّ ماله !؟ ثم إن وزارة الثقافة نفسها موّلت الصيف الماضي مهرجانا كاملا في وهران نشطه نجوم الراي ومعظمهم من مغنيي الكباريهات وعلب الليل الذي ترنحوا يمينا وشمالا على المسرح وتقاذف بعض الجمهور الحاضر كلمات نابية وزجاجات الخمر الفارغة وكل ذلك باسم الدولة الجزائرية، كما أنهم قبضوا الثمن من الخزينة العمومية ومن البحبوحة المالية التي نعيشها، ووقف على المسرح زعيم الشواذ الشاب عبدو ومعه راعية الإباحية الأولى في الجزائر الشيخة نجمة دون أن يتكلم أحد من هؤلاء الذين يطلبون رأس بيونة اليوم ! إن الباحثين عن وليمة جديدة يقتاتون منها على حساب الفن الحقيقي والنقد السليم لابد من محاكمتهم أولا قبل محاكمة نذير مكناش وبيونة، فان أخطأ صانعوا فيلم (ديليس بالوما) في تصوير الجزائر وظاهرة البغاء والدعارة فيها، فهم لم يخطئوا في وجود الظاهرة من الأساس، أو بصيغة أخرى، ماذا لو لم تكن بيونة وهي تجسد شخصية صاحبة شبكة دعارة تحمل اسم مدام ألجيريا وترتدي ثوبا بألوان العلم الوطني، هل كان كل شيء سيكون عاديا والفيلم يمر مرور الكرام دون ضجة أو ثورة غضب؟ ! إن فيلم "ديليس بالوما" الذي قد يكون رديئا كالعادة ويبحث عن شهرته من أقلام المحافظين والثائرين ضده، يعكس مرة أخرى أزمة الإنتاج الوطني، إذ أنه لا يمكن أن نتوقع من جهات إنتاج معروفة بتوجهاتها السياسية في فرنسا أن تقدم لنا فيلما على شاكلة الرسالة وعمر المختار !..ثم إن المطلوب هو محاكمة العمل فنيا وليس أخلاقيا وإلا رفضنا السينما وكفرنا بها من الأساس.