إسمه الحقيقي أرحمان عبد القادر غير أنه معروف في الأوساط الشعبية بالجهة الغربية للوطن باسم »عبدالقادر الساكتور«، محبوب بشكل عجيب لدى الجالية الجزائرية المقيمة بالخارج خاصة بفرنسا، هولندا وإسبانيا. عندما يبدأ الساكتور بالحديث ما عليك إلا أن تشد على بطنك من شدة الضحك، فعبد القادر الساكتور إبن مدينة الغزوات الساحلية بتلمسان، الذي أفحم الرئيس السابق أحمد بن بلة ضحكا إلى درجة وصل معها الرئيس الجزائري السابق حد البكاء من كثرة ضحكه، وإن لم تصدقوا فما عليكم إلا أن تسألوا وزير الشؤون الدينية بوعبد الله غلام الله الذي لم يتمالك نفسه وهو يستمع إلى العرض المقدم من قبل الفنان الفكاهي الساكتور في حفل الميكروفون الذهبي الذي نظمته الإذاعة الوطنية... في هذا اللقاء الذي أردنا من خلاله أن نقرب »الساكتور« إلى قراء الشروق حتى يتعرفوا عليه أكثر، سنحاول أيضا أن ننقل العديد من الأمور التي تتعلق بهذه الظاهرة الفنية التي إسمها »الساكتور«. * الشروق: من يكون عبد القادر الساكتور وما هي حكاية اختيارك لهذه الاسم الفني .؟ - عبد القادر الساكتور: إسمي الحقيقي هو أرحمان عبد القادر أنحدر من عائلة فقيرة متزوج وأب لطفلتين، أما عبد القادر الساكتور فهي كنية التصقت بي منذ طفولتي فقد كنت وأنا في سن 14 أردد كثيرا كلمة »الساكتور«، فأصبحت معروفا بها، هذا كل ما في الأمر، كأن يردد أحد كلمة »خبزة« فيصبح إسمه خبزة (يضحك). * كيف دخلت عالم الفكاهة ومتى كان ذلك؟ - يجب قبل أن أجيب على هذا السؤال الإشارة إلى أنني لم أتعلم الفكاهة، فأنا تستطيع أن تقول عني أنني فنان عصامي هي أولا وقبل كل شيء موهبة من عند الله. أما عن البداية وأقصد بذلك الفترة التي أصبحت فيها معروفا في الأوساط الشعبية، فقد كانت في صيف 1998 وذلك في أحد الأعراس بمدينة مغنية ومن يومها أصبحت معروف ومطلوبا أيضا في أغلبية أفراح الناس بتلمسان وبعض المدن بالغرب الجزائري ومعروفا بكثرة عند الجالية الجزائرية المقيمة بالخارج خاصة فرنسا وإسبانيا وهولندا. * يعني أنّك أقمت عدة حفلات على شرف المهاجرين الجزائريين بهذه البلدان الأوربية؟ - لا، للأسف لم أستطع السفر إلى هذه البلدان وأنتهز الفرصة لكل المهاجرين للذين أصروا على دعوتي لتقديم حفلات فكاهية بهذه الدول لأقول لهم إنني لم أرفض طلبهم، بل السفارة الفرنسية هي التي رفضت منحي تأشيرة السفر التي طلبتها أكثر من مرة. * مادمت لم تسافر إلى هذه البلدان فكيف عرفك المهاجرون الجزائريون إذن؟ - قبل الرد على سؤالكم، وللأمانة أيضا، الفضل كل الفضل يعود في شهرتي للجالية الجزائرية المقيمة في الخارج، فقد ساهمت كثيرا في أعمالي من خلال الترويج للأقراص المضغوطة التي تحتوي على حفلات أقمتها في العديد من الأعراس هنا بتلمسان. * لماذا رفضت السلطات الفنية منحك تأشيرة السفر؟ - لا أعرف بالضبط لماذا، لكن ربما السبب يعود إلى أنني لا أحمل بطاقة فنية معترف بها من قبل وزارة الثقافة، فالبطاقة التي هي بحوزتي هي مجرد بطاقة انخراط في إحدى الجمعيات النشطة هنا بالغزوات. * كل من يشاهد عبد القادر الساكتور وهو يروي قصصا وحكايات فكاهية، لا يتمالك نفسه من الضحك، ماهو السر وراء ذلك؟ - لا يوجد هنالك أي سرّ وكل ما في الأمر هو أنني أتحدث عن شخصيات أعمل جاهدا على تقمصها في أداء تمثيلي فكاهي، يضاف إلى ذلك اللكنة الغزواتية التي لها خصوصياتها ومميزاتها وكذلك إلى الصوت الذي لا يمكن لك أن تفرق بينه وبين الفكاهي المغربي المشهور عبد الرؤوف. بالإضافة إلى كل هذا فإن جميع العروض التي أقدمها والمنولوجات التي أعرضها تتميز بكونها هادفة وتوعوية بالدرجة الأولى تجعل المستمع إليها يتفطن ويدرك أن هنالك أمورا يجب التمعّن فيها، وأحاول قدر المستطاع أن أعتمد على طريقة المقارنة وأعني بذلك المقارنة بين الخير والشر، الغنى والفقر، العالم المتقدم والعالم المتخلف، الأحياء والأموات وغيرها من الثنائيات الأخرى المتناقضة والمتصادمة وهي طريقة أعتبرها ناجحة في إيصال الرسالة إلى الجماهير. * هل كانت لك فرصة المشاركة في مهرجانات فنية أو حفلات مع فنانين جزائريين؟ - مشاركاتي لحد الساعة لم تكن بالقدر الذي تتصوره وذلك بحكم أنني أكثر طلبا في الأعراس منه في المهرجانات، فبغض النظر عن إذاعة تلمسان، التي أشكرها كثيرا على الدور الذي لعبته في التعريف بي لدى الجمهور ومن وارئها كذلك والي تلمسان الذي لم يفوت أي فرصة تستدعي إحياء حفل فني إلا ودعاني للمشاركة فيه، وكذا الإذاعة الوطنية، بالإضافة إلى أنني شاركت مع الفنان عبد القادر شاعو ومغني الراي هواري بن شنات وفنانين آخرين والميكرفون الذهبي وكانت لي فرصة أن تعرفت على كثير من الفنانين في حفل تسليم جوائز الميكروفون الذهبي ونلت إعجاب العديد منهم. * على ذكرك للمعجبين، هل صحيح أنّ الرئيس الجزائري السابق أحمد بن بلة يعتبر من أكبر المعجبين بعروضك؟ - أحترم كثيرا هذه الشخصية وفخور كوني شاركت في الأيام التكريمية لهذا الرجل الفذ التي أقيمت بمغنية وسعيد أنني جعلته يضحك وروحت على نفسه. * ولكنه ضحك حد البكاء ولم يتمالك نفسه. لقد كنتَ حاضرا أيضا وشاهدت ذلك بعينك؟ - صحيح لقد ضحك كثيرا إلى درجة أنه استدعاني بعد العرض وشجعني كثيرا وطلب مني إن كنت بحاجة لأي مساعدة ألا أتردد في طلبها منه. * وماذا عن بوعبد الله غلام الله وزير الشؤون الدينية؟ - هو الآخر لم يتمالك نفسه من شدة الضحك، كان ذلك في حفل الميكروفون الذهبي. * ما نعرفه عن عبد القادر الساكتور أنه ترشح مع أحد الأحزاب في التشريعيات السابقة من أجل الظفر بمنصب في البرلمان؟ - أرجوك أعفيني من الإجابة على هذا السؤال. * ولكن لماذا؟ - لا أريد الحديث في السياسة. * ولكنك ترشحت وساهمت في فوز أحد المترشحين هو الآن نائب في البرلمان؟ - أجل لقد ساهمت في فوزه وأنا فخور بذلك. * يقال إنه لولاك لما كان له أن يصبح نائبا؟ - لا أبدا هذا غير صحيح، فهو رجل ممتاز وعملي وله قدرة كبيرة على تعبئة المواطنين، ولم يطلب مني أن أترشح معه بل أنا من طلبت ذلك منه ولا أنكر أن وجودي في القائمة ساعده كثيرا في الفوز بمقعد بالبرلمان. * هل من مشاريع مستقبلية في الأفق؟ - هنالك دائما الجديد، أحضر حاليا مونولوجا حول الحراقة، بالمناسبة أنا لا أعتبرهم حراقة وإنما يقومون بفتح الأندلس عن طريق البوطي والزودياك (يضحك)، أنا أمزح فقط لأنك لو شاهدت جثث الحراقة التي يلفظها البحر لما فكرت أبدا في الحرقة وأقول لجميع من يفكر في مثل هذه المغامرة أنا إبن البحر أشاهد يوميا جثثا لشباب لفظهم قاع البحر غالبا ما يرمي البحر بإحدى أطراف الجثة كأن يرمي بيد أو رجل لو شاهدتم هذه الحوادث بأم عينكم لما فكرتم إطلاقا في الحرقة هذا ما يمكن أن أقوله لكم. * هل من كلمة في الأخير؟ - أشكر جزيل الشكر جريدة "الشروق اليومي" التي منحتني هذه المساحة وتمنياتي لها بالمزيد من التوفيق ولقرائها الأوفياء أيضا. أجرى الحوار: عبد القادر بوشريف