نظم أمس أزيد من 300 قاض ورجل شرطة مفصول، والمتحدين في "جمعية موظفي الدولة المفصولين"، في سابقة هي الأولى من نوعها، وقفة احتجاجية أمام ساحة البريد المركزي، مطالبين بحقوقهم المجمدة. وقد عرف التجمع تعاطف رجال الشرطة مع المتظاهرين إلى درجة البكاء. تجمع أمس في حدود الساعة الحادية عشرة صباحا، العشرات من القضاة ورجال الشرطة المفصولين والمتحدين في "جمعية موظفي الدولة المفصولين"، أمام ساحة البريد المركزي، حيث حمل المتظاهرون مختلف أنواع اللافتات، على غرار: "طبقنا القانون وطردنا من العمل"، "أين هي وعودك يا سلال".. وغيرها بالنسبة إلى رجال الشرطة. أما القضاة المفصولون فرفعوا لافتات: "قضيتنا مجمدة، حقوقنا ضاعت"، "أين هي الوعود"، فيما لم تتدخل مصالح الشرطة التي كانت تراقب الأوضاع من بعيد، بل إن هناك من تعاطف بطريقة مثيرة مع المتظاهرين إلى درجة بكاء البعض منهم، على عكس الاحتجاجات التي ينظمها بركات وغيرها من المعارضين في الأيام الماضية. وقال رئيس الجمعية الوطنية للقضاة المفصولين، محمد بختاوي، ل "الشروق"، إن خروجنا إلى الشارع جاء بعد أن استنفدت كل الطرق وتعاقب ثلاثة وزراء على مبنى وزارة العدل بالرغم من أن رئيس الجمهورية باعتباره القاضي الأول للبلاد أعطى موافقته على إعادة إدماج القضاة المفصولين الذين وقع في حقهم ظلم أفضى إلى عزلهم، وينبغي إعادة إدماجهم لتصحيح وضع خاطئ، مؤكدا أن مطالبهم شرعية ولم يخرجوا إلى الشارع لأغراض أخرى. ومن جهته، أكد معمر مدورة، ممثل عن الشرطة المفصولين تعسفيا: "خروج رجال الشرطة المفصولين اليوم إلى الشارع وتنظيمهم لوقفة احتجاجية أمام البريد المركزي جاء احتجاجا على فصلهم تعسفيا من طرف المديرية العامة للأمن الوطني وتماطل اللجنة المكلفة بدراسة ملفات المفصولين في إنهاء عملها والغموض الكبير الذي يكتنفها، مؤكدا على أن الملف لم يراوح مكانه رغم أن تشكيل اللجنة المكلفة بذلك تم منذ أزيد من عام ونصف، لكن دون أن تحقق أي نتائج ملموسة وبقيت مجرد حبر على ورق".