علمت الشروق اليومي من مصادر جد موثوقة أن العناصر الإرهابية التي تمكنت مصالح الجيش الوطني الشعبي من القضاء عليها ليلة الجمعة الماضية، على مستوى إحدى غابات بلدية بونوح ببوغني بولاية تيزي وزو كانت بصدد التحضير لاغتيال قس كنيسة مدينة بوغني. هذا، وقد أضافت مصادرنا أن عملية محاولة اغتيال القس المدعو "يزيد" تأتي على خلفيات بعض تصريحاته الجمعة ما قبل الماضية، على مستوى نفس الكنيسة، حيث أيد القس تصريحات القس الفرنسي "سامي موزار" التي ألقيت على مستوى كنيسة المدينةالجديدة بتيزي وزو، حول إظهار عدم شرعية أضحية عيد الأضحى وعدم مصداقية المعالم والمساجد الإسلامية عبر التاريخ... هذه التهديدات، حسب مصادرنا، أخذها القس بعين الاعتبار، وتقدم بها إلى مصالح الأمن من أجل طلب حمايتهم، ولقد كان له ذلك، بحيث أضافت مصادرنا أن مصالح الأمن خصصت فرقة من الأعوان للسهر على حماية هذا القس منذ تلقيه هذه التهديدات، وإلى غاية يوم الجمعة، قررت العناصر الإرهابية تنفيذ العملية وأرسلت أربعة عناصر مسلحة قامت بالاستيلاء على سيارة أحد المواطنين على الطريق الرابط بمدينة بوغني، هذا المواطن قام مباشرة بتقديم شكوى لدى مصالح الأمن حول ما حصل له، مبرزا أن العناصر الإرهابية اتجهت نحو مدينة بوغني، حيث تم تعزيز الإجراءات الأمنية حول الكنيسة التي يعمل بها القس لتوفير حماية أكثر له ومن معه، فيما قامت مجموعة أخرى بترصد الإرهابيين على مستوى مخرج المدينة، وبحدود الساعة الثانية بعد الزوال بدأت السيارة، التي كان على متنها الإرهابيون الأربعة، بالدوران حول الكنيسة لانتظار الدقيقة التي يخرج فيها القس إلى الخارج لتنفيذ العملية، ونظرا لأن التعزيزات الأمنية بعين المكان كانت بادية نوعا ما تفطنت العناصر الإرهابية لتواجد عناصر الأمن وقررت الفرار ومحاولة الخروج من المدينة عبر المخرج الغربي، ولدى وصولهم إلى الحاجز الأمني وبعد تلقيهم أوامر بالتوقف من طرف أعوان الأمن حاول الإرهابيون اختراق الحاجز الأمني، مما أجبر أعوان الأمن على إطلاق النار صوبهم والدخول في اشتباكات معهم لحوالي ربع ساعة، حيث تمكن الإرهابيون من الفرار والاتجاه إلى غابات بوغني بعد هجر السيارة المسروقة على بعد حوالي 5 كلم من المدينة، وفي نفس الليلة وبحدود الثامنة ليلا تمكنت مصالح الجيش الوطني الشعبي المتواجدة في كمين على مستوى غابة قرية "آيت علي" التابعة لبلدية بونوح، من القضاء على اثنين منهم لم يتم بعد تحديد هويتيهما واسترجاع أسلحتهما المتمثلة في رشاشين من نوع كلاشينكوف. للإشارة، فإن هذه المحاولة تعد الثانية من نوعها على مستوى ولاية تيزي وزو، بعد تلك التي حدثت في ديسمبر عام 1994، أين أقدمت مجموعة إرهابية مجهولة العدد والهوية على اغتيال أربعة قساوسة بمدينة تيزي وزو، 3 فرنسيين وآخر بلجيكي، وبعد أن تم اقتحام المنزل المتواجد بمدينة تيزي وزو قامت العناصر الإرهابية، تحت طائلة التهديد بالقتل، بإخراج القساوسة الأربعة إلى ساحة المنزل أين تم اغتيالهم، فيما بعد، هذه العملية التي كادت تحدث للمرة الثانية في ولاية تيزي وزو، حسب بعض المراقبين في الشأن الأمني، تأتي من أجل إحداث زوبعة في أوساط الدبلوماسية الجزائرية على الساحة الدولية، خاصة بعد أن أبدت عديد الجهات تعاطفها مع الدولة الجزائرية عقب التفجيرين الأخيرين. فيما أرجعت بعض الأوساط الأخرى هذه المحاولة إلى أن العناصر الإرهابية بمنطقة القبائل تحاول كسب ثقة مواطني المنطقة عبر استهداف رموز المسيحية والتنصير بمنطقة القبائل. حسان زيزي