أكدت اللجنة الوزارية الجزائرية المشتركة المكلفة بمتابعة تنفيذ اتفاقية " أوتاوا " الدولية الخاصة بالوقاية من الألغام المضادة للأشخاص في بيان لها أمس الاثنين، أن الجزائر خطت خطوة كبيرة في مجال نزع الألغام التي زرعها المستعمر الفرنسي، على مستوى الحدود المشتركة مع دولتي تونس والمغرب، والتي خلفت سقوط المئات من الضحايا الأبرياء، ولا تزال تشكل خطرا حقيقيا على قاطني الحدود، وكذا من البدو والرحل، المتنقلين عبر المنطقة. وكشفت اللجنة في ختام زيارة ميدانية لولاية تلمسان، أن سنة 2012 ستكون السنة النهائية لتدمير جميع الألغام، لا سيما بعد أن تسلمت الجزائر جميع الخرائط الخاصة بالألغام التي زرعها جيش الاحتلال الفرنسي لضبط تحركات المجاهدين، وحرمان من إدخال الأسلحة، إبان الحقبة الاستعمارية . ومن المنتظر حسب أعضاء اللجنة المشتركة لمتابعة اتفاقية أوتارا الدولية، أن تباشر الجزائر في الأيام القليلة القادمة عملية نزع الألغام بمشاركة خبراء ومختصين أجانب في هذا المجال على أن تتوسع العملية مع مطلع سنة 2008 وتنتهي تماما مع بداية سنة 2012. ويقدر عدد ضحايا الألغام المضادة للأشخاص بولاية تلمسان وحدها حسب آخر الإحصائيات، 330 قتيل، وهو رقم مخيف برأي الخبراء ولهذا السبب تسارع السلطات الجزائرية للقضاء على هذا المشكل بصفة نهائية، وخاصة بعد استلامها لخرائط الألغام الاستعمارية من السلطات الفرنسية خلال زيارة قائد أركان الجيوش الفرنسية مؤخرا إلى الجزائر، بعد أن طالبت بها منذ سنوات طويلة، علما أن العديد من منظمات المجتمع المدني الجزائري تطالب فرنسا منذ أمد بعيد بضرورة تعويض المتضررين من الألغام التي زرعها الاستعمار الفرنسي. وكان السفير الفرنسي بالجزائر السيد برنار باجولي، قد أكد في فوروم يومية الشروق، أن السلطات الفرنسية تدرس إمكانية مساعدة ضحايا التفجيرات النووية في الصحراء الجزائرية، بحيث أكد بأن بلاده تحضر لإرسال فوج عمل إلى المناطق المتضررة، بهدف تحديد حجم وطبيعة الضرر، حتى يتسنى لها تقديم المساعدات الضرورية، التي لا زالت لم تتبلور، بحسب السفير، الذي لم يستبعد تقديم تعويضات للمعنيين. محمد مسلم