أكد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم في تصريح خص به الشروق اليومي أمس أنه "أزهد الناس في الأمانة العامة للحزب وفي المناصب عموما" وان أصحاب الحركة المطلبية الأخيرة يدركون ذلك جيدا. وقال بلخادم أن الحديث عن خليفته على رأس الحزب في الآونة الأخيرة هو "كلام فارغ"، مؤكدا أنه لا يعارض أي نقاش ديمقراطي إذا انحصر في الأطر التنظيمية للحزب، حتى وإن تعلق الأمر بمناقشة رحيله من الأمانة العامة للحزب وتقييم آدائه في الفترة الأخيرة، أما "ترحيل" المشاكل الداخلية للحزب إلى صفحات الجرائد وجلسات المقاهي، فيرى الأمين العام للجبهة أن ذلك ليس له من هدف سوى البحث عن التموقع والحسابات الشخصية الضيقة التي لا تخدم الجبهة. بلخادم استهجن في ذات السياق اختزال الحزب العتيد في مجموعة أشخاص وفي رحيل فلان أو بقاء علان على رأس الأمانة العامة، وقال انه يجب تطوير وتوسيع الأفق ليشمل نقاشات فكرية وسياسية تساهم في تحسين آداء الحزب وتخدم البلاد، ولاحظ الرجل الأول في الجبهة أنه خلال السنوات الثلاث الأخيرة برزت نقاشات هامشية بعيدة عن المستوى السياسي والفكري الذي يخدم مسار الديمقراطية، مطالبا باللجوء إلى الهيئات النظامية لحل الإشكالات الطبيعية التي تعرفها صيرورة الحزب في الاستحقاقات المتعاقبة. وجاء رد الأمين العام للحزب في أعقاب الحملة الإعلامية التي يشنها ضده بعض القياديين في الحزب الذين طالب بعضهم برحيله من الأمانة العامة، فيما ذهب البعض الآخر في رسالة خطية وقعها أعضاء في مجلس الأمة من بينهم عبد الرزاق بوحارة وبولسنان ومحمد بخلفة، ذهبوا إلى رفع انشغالات سياسية لتصحيح مسارات الحزب الذي سجل –حسبهم- تراجعا كبيرا في آدائه انتخابيا وسياسيا. وفي نفس السياق صرح أمس "كبير التصحيحيين" في حزب جبهة التحرير الوطني عبد القادر حجار الموجود حاليا في الجزائر لحضور اجتماع اللجنة التنفيذية للحزب، صرح للشروق اليومي أنه "هو من يصنع الأجنحة التصحيحية ولا ينقاد إليها" مؤكدا انه لن يقود حركة تصحيحية من اجل مشاكل شخصية تافهة قوامها البحث عن التموقع أو الامتيازات، لكنه في الوقت نفسه أكد انه ليس مع ولا ضد الحركة المطلبية التي أطلقها بعض القياديين في الرسالة الأخيرة، ناصحا من ينبرون لهكذا احتجاجات أن تكون لهم الشجاعة الكافية لطرح انشغالاتهم ومطالبهم في الاطر التنظيمية وبخاصة في اللجنة التنفيذية، خاصة و أن الجبهة تعودت على وجود معارضات "شعبوية" كثيرة يعجز أصحابها على طرحها في السياق التنظيمي. حجار الذي يشغل حاليا منصب سفير للجزائر في القاهرة، سجل عدم رضاه من جهة أخرى على بعض آداءات الحزب في الآونة الأخيرة وبخاصة في الاستحقاقات الانتخابية، مؤكدا وقوع الكثير من الأخطاء في الإعداد لقوائم الحزب رافضا في الوقت ذاته أن تكون هذه الأخطاء مبررا لإطلاق حركات تصحيحية في الحزب على أساس أن "التصحيح" ينبغي أن يستهدف التوجهات السياسية مثلما حصل مع بن فليس. وعن المطالبة برحيل بلخادم من الأمانة العام للحزب قال حجار أن الجبهة لم تصل بعد إلى مرحلة البحث عن بديل للامين العام، داعيا أصحاب الرسالة الاحتجاجية إلى الدخول بنقاشهم في الأطر النظامية للوصول الى حل للمشاكل المطروحة. وعن إلحاح بلخادم على رئيس الجمهورية بضرورة الترشح لعهدة ثالثة قال حجار أن اللجنة التنفيذية سوف تستدعي مؤتمرا استثنائيا إذا تم الاتفاق على ترشيح الرئيس بوتفليقة لعهدة ثالثة، وان تعديل الدستور بيد الرئيس يطلقه متى يشاء. ومعروف عن حجار انه قاد جل الحركات التصحيحية داخل الحزب منذ ما سمي بالمؤامرة العلمية ضد الأمين العام الأسبق عبد الحميد مهري، مما جعل المراقبين يربطون تواجده هذه الأيام في الجزائر بالحملة الإعلامية ضد الأمين العام عبد العزيز بلخادم، الأمر الذي يؤشر لدورة ساخنة للجنة التنفيذية السبت القادم أين سيجد المحتجون أنفسهم وجها لوجه مع الأمين العام الذي ساندوه في الانقلاب على بن فليس. محمد يعقوبي