غادر المدرب البلجيكي لمولودية الجزائر جون تيسان أمس العاصمة عائدا إلى بلاده للاحتفال بأعياد نهاية السنة الميلادية. ويدور الحديث في كواليس النادي العاصمي عن احتمال أن تكون هذه السفرية بدون عودة لأن إدارة العميد تنوي ببساطة فسخ عقدها مع التقني البلجيكي. وكشف لنا مصدر رسمي في المولودية أول أمس بأن هذا الاحتمال وارد جدا "في حقيقة الأمر-يقول مصدرنا- لقد أثبت تيسان محدودية إمكانياته خلال مقابلة الكأس. فرغم أن المنافس فريق صغير جدا من الأقسام الدنيا، إلا أن الوجه الذى ظهر به فريقنا لا يبعث على الارتياح ومنه يتوجب التحرك بمناسبة توقف المنافسة الوطنية. لكن القرار النهائي سيكون للمكتب المسير الذي سيبث في الأمر خلال الأيام القليلة القادمة". وظهر العميد أول أمس بوجه شاحب أمام مشعل صالح بوذراع حيث أسال العرق البارد لمسيريه الذين حضروا بقوة إلى ملعب سطيف لمتابعة الخرجة الأولى لفريقهم برسم كأس الجمهورية. وقد توجب انتظار الربع ساعة الأخير من المباراة لينزاح الكابوس بعد أن ظل التعادل سيد الموقف طيلة وقت طويل من اللقاء. وعليه فان النتيجة النهائية ورغم ثقلها، إلا أنها لم تعكس تماما الوجه الحقيقي لأبناء باب الوادي في هذا الموعد. هذا الأمر زاد من تشويه صورة التقني البلجيكي لدى المسيرين، علما وأنه لم يحقق أبدا الإجماع. ولعل الذي زاد في توريط تيسان أنه منح لاعبيه راحة لمدة ثمانية أيام وتوجه مسرعا نحو بلاده رفقة مساعده الفرنسي ما أثار استياء المسيرين الذين يرون بأن فترة الراحة الممنوحة للاعبين غير معقولة وأنه كان من الأجدر لتيسان أن يستأنف العمل سريعا، مثلما هو الأمر بالنسبة للفرق الأخرى، سيما وأن العميد أنهى مرحلة الذهاب في وضعية غير مرموقة وينتظره مشوار شاق خلال الشطر الثاني من الموسم. بوقاش وبلغماري ينتفضان وتوري الاكتشاف وإذا كان موعد أول أمس مناسبة لمهاجم باستيا السابق مالك شراد لاسترجاع مزيدا من الثقة في نفسه من خلال تسجيله لثنائية، فان الذي شد الأنظار بسطيف هو انتفاضة المهاجمين بوقاش وبلغماري. دخول هذين اللاعبين في الشوط الثاني ساهم في استفاقة رفاقهما بعدما تمكنت الشكوك من النفوس. ولأن اللاعبين لا يحظيان كثيرا بثقة المدرب، فإنهما استغليا الفرصة للمسارعة بانتقاده بعدما تمكن الأول من صنع ثلاثة أهداف بفضل تمريرات دقيقة، أما الثاني فقد نافس شراد في هز الشباك وأمضى هو الآخر ثنائية رائعة. وجاءت تصريحات اللاعبين في نهاية المقابلة تحمل كثيرا من السهام نحو المدرب البلجيكي، وكأنهما أرادا أن يقولا له أن إجابتهما عليه كانت فوق أرضية الميدان. أيوب.ب