عبد الناصر "هيك المرجلة!"... مرت سنة منذ أن دخلت هذه الكلمة المحرجة قاموس الذل العربي، وهي من توقيع الراحل صدام حسين الذي قالها وهو يلتفت لشانقيه، ويأمل في أن تحيى الأمة بعد موته، لكن هيهات فالفتنة طالت الآن كل العالم الإسلامي، فإذا كان الأمريكان هم الذين أسقطوا صدام حسين وطاردوه وسجنوه وقتلوا ذريته وشعبه وهندسوا لشنقه في عيدي الأضحى والمسيح، فإن أهل البلد الواحد في باكستان هم الذين رموا الطعم لبنازير بوتو وأدخلوها آمنة وقتلوها بطريقة أبشع من إعدام صدام حسين بعد ساعات من عيد الأضحى المبارك وقبل ساعات من عيد المسيح... ولا أحد بإمكانه أن يجيب عن السؤال المحرج... فين المرجلة؟! والفتنة التي هي أشد من القتل أزهرت الآن في لبنان وطاولت أغصانها أشجار الأرز وتمكنت من تحويل حلم الصمود الأسطوري لحزب الله أمام إسرائيل وحلفائها إلى كواسير تشنق كل الآمال، وفي كل استراحة مقاتل في بيروت تنفجر سيارة مفخخة تبلع الشخصيات ومعها آخر الحلول الممكنة دون أن يعرف الفاعل ودون أن نعرف، فمين المرجلة؟!... وتلملم الجزائر جراحا أثقلت الكاهل وبطل الوئام وتشرف المصالحة ولكن التفجيرات الانتحاربية تدخل اليوميات من دون أن يعرف أحد أسبابا لها أو الهدف منها ومن بين ضحايا تلاميذ المدارس وطلبة الجامعات ، نعود لنسأل فين المرجلة أو فين "الرجلة"؟!.... عام آخر للذل.. أسواق نفط تلتهب بآلاف الملايير من الدولارات التي تخرج من خزائن الغرب وتدخل خزائن معظم الدول الإسلامية، وأرقام حسابات تزيد بأصفار كثيرة على اليمين وأرقام نمو لا تتزعزع عن الصفر دون أن يظهر للمرجلة أثر حتى في العراق التي دخلتها أمريكا من أجل اقتلاع أسلحة الدمار الشامل واقتلاع "الدكتاتور" صدام حسين... ففشلت في كل شيء في اقتلاع "المرجلة"... عام مر عن إعدام صدام حسين وقد يكون الأحلك والأفقر "مرجلة" في تاريخ المسلمين الممتد منذ عهد "مرجلة" الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه مرورا بعهد "مرجلة" الخلفاء الراشدين والأمويين والعباسيين، وقد يكون المتبني أصدق وصفا لحالنا عندما قال: فصرت إذا أصابتني سهام تكسرت النصال على النصال وهان فما أبالي بالرزايا لأني ما انتفعت بأن أبالي