تجددت المواجهات بين مسلحين حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وحركة "فتح"، في قطاع غزة، مما أسفر عن سقوط سبعة قتلى إضافة إلى عدد من الجرحى، حسبما أكدت مصادر أمنية وطبية فلسطينية الاثنين. واكدت المصادر أن الاشتباكات اندلعت في خان يونس، بينما كان يحتفل أنصار فتح بالذكرى السنوية الثالثة والأربعين لتأسيس الحركة، وهي الاحتفالات التي تحظرها حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، منذ جويلية الماضي. والثلاثاء أيضا، ارتفع عدد قتلى الاشتباكات التي جرت الاثنين إلى خمسة حيث تمّ الإعلان عن مصرع شخصين إضافة إلى الثلاثة الذين سبق أن أعلن مقتلهم الاثنين. وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" إنّ عدد المصابين في اشتباكات الاثنين ارتفع إلى نحو 20 جريحاً، قائلة إن القتلى والجرحى سقطوا جراء إصابتهم بالرصاص وتعرضهم للضرب بالهراوات من قبل القوة التنفيذية التابعة لحركة حماس. وأضاف الشهود أن شوارع خان يونس خلت من المارة، جراء إطلاق النار العشوائي، فيما ينتشر عناصر حماس المدججين بالسلاح في هذه الشوارع، وفقاً للوكالة الرسمية. إلا أن حركة حماس من جانبها، قالت إن صبياً من أنصار فتح، وعضوين ينتميان للحركة قتلوا بالرصاص، خلال تلك المواجهات. إلى ذلك، أدان الناطق الرسمي باسم حركة فتح، احمد عبد الرحمن، ما وصفه ب"الجريمة النكراء، التي أقدمت على ارتكابها مليشيات حركة حماس الخارجة عن القانون"، بقتل ثلاثة مواطنين وإصابة العشرات من المحتفلين بالذكرى 43 لانطلاق "الثورة الفلسطينية المعاصرة" في قطاع غزة. وقال عبد الرحمن، في تصريح نقلته "وفا": "إن هذه الجريمة الجديدة تضاف إلى سجل حركة حماس ومليشياتها الحافل بأعمال القتل والمجازر البشعة المتواصلة، منذ تنفيذ انقلابها الدموي، وفرض نظامها الأسود والمستبد على أبناء شعبنا في قطاع غزة." وكان ستة أشخاص قد قتلوا في اشتباكات وقعت أمس بين أنصار حركتي فتح وحماس في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة. وأفادت الأنباء بأن القتلى هم أربعة من حركة حماس واثنان من حركة فتح. وجاءت الاشتباكات بعد ساعات من إعلان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، استعداده لفتح صفحة جديدة مع حماس شريطة تخليها عن السلطة في قطاع غزة. وجاء إعلان عباس متزامنا مع احتفال حركة فتح بالذكرى الثالثة والأربعين لتأسيسها. وقال الرئيس الفلسطيني- أمام تجمع برام الله لمسؤولين في حركة فتح التي يتزعمها- إنه يوجه نداء إلى أولئك الذين قادوا الانقلاب، بهدف فتح صفحة جديدة. واشترط لبداية الحوار بين الحركتين، أن "تعيد" حماس السلطة التي "استولت"عليها في قطاع غزة، وأن تقبل بالقرارات الدولية والمبادرة العربية للسلام. وقال إسماعيل رضوان أحد الناطقين باسم حماس: "نحن نرحب بكل دعوة إلى الحوار، لكن الحوار لا ينبغي أن يكون مرفوقا بشروط". يُذكر أن التصعيد بين الحركتين الفلسطينيتين، بدأ يطفو على السطح منذ فوز حماس بالانتخابات قبل نحو عامين. ولكن الاشتباكات اندلعت بين الطرفين في نهاية عام 2006، وبعد انهيار اتفاق مكة لشهر مارس 2007 اندلعت الاشتباكات من جديد، وانتهت بسيطرة حماس على قطاع غزة في جويلية. الشروق أون لاين. الوكالات