تجددت الاشتباكات وعمليات الخطف بين حركتي فتح وحماس في شمال قطاع غزة، صباح أمس السبت، بعد هدوء لم يدم سوى بضع ساعات خلال الليل، اثر معارك أوقعت قتلى وجرحى بين الطرفين, حيث سمع إطلاق نار كثيف في المنطقة التي يقع فيها مقر الأمن الوقائي وفي محيط مستشفى الشفاء حسب ما نقل من عين المكان، ولم يبلغ حتى الآن عن وقوع ضحايا، حيث أدى هذا التصاعد في أعمال العنف بين الحركتين إلى وقف المفاوضات لتشكيل حكومة وحدة وطنية، وأعلنت حماس ليلة الجمعة "تجميد الحوار" مع حركة فتح. وعادت أجواء التوتر وعمليات العنف المتبادل من جديد، حيث قتل 71 شخصا من الحركتين، إضافة إلى اختطاف 8 عناصر من فتح، و11 عنصرا من حماس في غزة، و9 من أفراد التنفيذية في مدينة نابلس، شمال الضفة الغربية، في حين اتهمت حركة فتح، حركة حماس والقوة التنفيذية بمحاصرة منزل نبيل الجرير احد عناصر كتائب الأقصى في جباليا، يوم الجمعة، وإطلاق النار عليه ما أدى إلى قتله، واختطاف مساعده، وقد جاءت هذه العملية عقب انفجار استهدف دورية للقوة التنفيذية، نجم عنه وقوع خمس إصابات ليلة الخميس في جباليا. هذا وبدأت منذ صباح الجمعة، موجة جديدة من عمليات الاختطاف بين عناصر من حماس وعناصر من حركة فتح، تم خلالها اختطاف 9 من عناصر من حماس، فيما خطفت حماس خمسة عناصر من حركة فتح. وفي تطور جديد للأوضاع الداخلية، تم إطلاق النار على سيارة إذاعة الدعوة التابعة لحركة حماس، ما أدى إلى مقتل احدهم وهو رائد صبح 22 عاما، وإصابة يونس أبو جبل. هذا كان احد عناصر القوة التنفيذية قد قتل مساء الخميس وهو حسام أبو امطير، وأصيب 5 بجراح بينهم طفلان من المارة في انفجار عبوة ناسفة وضعت على جانب الطريق في منطقة جباليا البلدة شمالي قطاع غزة، لترتفع حصيلة القتلى في اقل من 24 ساعة في الاقتتال الدائر بين حركتي فتح وحماس، إلى 3 قتلى، 2 من حماس والثالث من فتح. وبعد ظهر الجمعة، أفاد شهود عيان أن أفرادا من كتائب القسام اختطفوا ثلاثة أعضاء من فتح شرق جباليا، كما واختطفت فتح اثنين من حماس في بيت حانون، ليرتفع عدد المختطفين إلى 11 من عناصر حماس و8 من عناصر فتح في القطاع، كما وأصيب قائد قوات الأمن الوطني العميد ركن جهاد سرحان بغزة، حسب مصادر أمنية وطبية فلسطينية بعد ظهر الجمعة وفي مدينة نابلس بالضفة الغربية كشفت كتائب الأقصى عن اختطافها تسعة من أفراد التنفيذية وهددت بقتلهم في حالة المس بأحد عناصر فتح المختطفين في قطاع غزة . وقالت مصادر إعلامية أن حماس أعلنت حالة الاستنفار العام بين عناصرها في نابلس، عقب اختطاف تسعة من عناصرها، وقالت:" إذا ما استمر احتجاز عناصرنا فان حماس سترد على ذلك". قصف منزل وزير الخارجية الفلسطيني بقذائف "آر بي جي" تعرّض منزل وزير الخارجية الفلسطيني، الدكتور محمود الزهار، مساء الجمعة، لقصف بقذائف ال "آر بي جي"، المضادة للدروع، أطلقها مسلحون ينتمون إلى التيار الانقلابي في حركة "فتح"، الذي يعتبر محمد دحلان أحد قادته البارزين، استهدفت قتله. وقال الزهار في تصريح صحفي له، إن الهجوم بدأ ظهر الجمعة، بإطلاق النار على منزله في قطاع غزة، تبعه إطلاق نار كثيف من عدة جهات، وإطلاق قذيفة "آر بي جي"، اخترقت جدران المنزل ودمّرت غرفتين، وأحدثت فيه دماراً، دون أن تقع إصابات في صفوف سكان المنزل". وأضاف أن الجهة التي أطلقت الرصاص والقذيفة معروفة، مشددا على أن مرتكبي هذه الجريمة سينالون عقابهم، كونها جريمة قتل مع سبق الإصرار. يأتي الاعتداء على منزل وزير الخارجية في إطلاق تصعيد ملحوظ يقوم به تيار محدود في حركة "فتح"، من أجل توتير الساحة الفلسطينية، والزج بها في أتون حرب أهلية، لا سيما في الوقت الذي أجمعت فيه مختلف الفصائل الفلسطينية على حرمة الدم الفلسطيني، وبدء الحوار لتشكيل حكومة وحدة وطنية، على أساس وثيقة الوفاق الوطني. فتح: "التيار الدموي" في حماس مسؤول على المواجهات الأخيرة حملت حركة فتح أمس السبت حركة المقاومة الإسلامية حماس "مسؤولية تعليق الحوار" الهادف إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية، كما حملتها مسؤولية المواجهات الأخيرة التي شهدت تصعيدا خطيرا خلال اليومين الماضيين. وقال الناطق باسم حركة فتح توفيق أبو خوصة "إننا نحمل حماس مسؤولية تعليق الحوار الفلسطيني، ونحملها مسؤولية الأحداث الأخيرة منذ حادث إعدام نبيل الجرجير من كتائب الأقصى في جباليا الجمعة وما أعقبه من جرائم امتدت حتى صباح أمس. وأضاف المسؤول في فتح "كان من الواضح أن حماس لا تريد انجاز الحوار" معتبرا أن "عملية التوتير والتصعيد على الساحة بدأت منذ أسبوع من قبل حماس وقادت إلى ما وصلنا إليه". واعتبر أن "حماس دائما وأبدا تعطي لنفسها الحق بان تعمل خارج القانون وخارج الأصول المتعارف عليها في أي نظام سياسي، وهي تأخذ القانون بيدها وتقوم بقتل وإعدام على الشبهة". وأضاف أبو خوصة "أن حماس وخصوصا التيار الدموي المجرم فيها أصبح يتحكم بقرارها وهو دائما بحاجة إلى المزيد من الوقت لاستباحة الدم الفلسطيني". حماس: "التيار الانقلابي الدموي" يهدف إلى إشعال حرب أهلية اتهمت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، "التيار الانقلابي الدموي"، التابع لحركة فتح، بتصعيد مُبرمج "يستهدف إشعال نار حرب أهلية، والعمل على جر حركة حماس إلى معركة دموية شاملة". وقالت الحركة، في بيان لها "إن التوقيت المدروس للجرائم الحقيرة، والتزامن في نقل المعركة إلى الضفة الغربية، وحشد الأدوات الإعلامية الرخيصة لتسويق الرواية الدموية الساقطة للانقلابيين، يؤكد على حجم وطبيعة المخطط الأسود الذي يراد زج الساحة الفلسطينية في أتونه الدموي الرهيب". وأضافت: "لم تكد الحوارات الخاصة بحكومة الوحدة الوطنية تحرز تقدماً إيجابياً وتطوراً هاماً باتجاه تكريس التوافق الوطني الشامل، الذي يقرب أمد الإعلان عن حكومة الوحدة، حتى بادرت الفئة الانقلابية الجبانة داخل حركة فتح، التي لا يروق لها أي شكل من أشكال التوافق الوطني والتهدئة الداخلية، إلى تفجير الأوضاع من جديد، استجابة لمصالح خاصة وأجندة خارجية". وأعلنت تعليق مشاركتها في جلسات الحوار حول تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، "بسبب ما يجري على الأرض من جرائم، خاصة عقب مجزرة مسجد الهداية في قطاع غزة، وإعدام رجل الدعوة زهير المنسي والمصلين بداخله". غزة - عامر أبو شباب