جدل الدولة الوطنية والحركة الإسلامية برؤية مغايرة عاد الروائي و الكاتب الباحث رشيد مختاري في رواية جديدة باللغة الفرنسية صادرة عن دار الشهاب اختار لها عنوان " امقار " التي تعني بالامازيغية "الضفادع " الكتاب الذي صدر في239 صفحة، كان من بين أهم الكتب التي استقطبت القراء في معرض الجزائر الدولي الأخير. و فيها يتخذ رشيد مختاري من فضاء القرية منطلقا أساسيا لمعالجة قصة "سعيد جرار" في قرية" أمقار" التي تستيقظ ذات صباح على صوت سيارة الإسعاف، و هي تحمل جثة رجل مجهول اسمه" سعيد جرار" عبر عن رغبته الأخيرة في دفنه بهذه القرية، غير أن أهل القرية يرفضون ذلك من منطلق انه مجهول الهوية و النسب، و لا ينتمي إلى القرية، وهنا تحاول السلطات المحلية أن تبحث له عن عائلة وتستخرج له وثائق مزورة بوصفه احد أبطال الثورة، وهنا ينقسم أهل القرية بين مؤيد و معارض لهذا البطل المزعوم . الذي يكتشف في النهاية انه فرانكو جزائري، وعندما يكتشفون هذه الحقيقة يقودون مسيرة إلى ساحة شهداء من اجل تكريس اسم سعيد، كبطل وطني لكن المسيرة تقابل بالعنف والقمع فيعودون إلى قرية "امقار" مكتفين بجعل سعيد بطل محلي، وهم في خضم التخاصم حول هوية سعيد يفاجئهم اجتياح الضفادع للقرية التي يكتشفون فيما بعد أنهم بنوها فوق أماكن تكاثر الضفادع . في الرواية الجديدة لرشيد مختاري الكثير من الرمزية وطرح القضايا الوطنية التي تذكرنا برواية "البحث عن العظام" للراحل الطاهر جاووت، لان القصة تدور في زمن التسعينات الذي تشكل مرحلة صعود التيار الإسلامي التي قال مختاري انه رمز لها بعودة الضفادع، و إضافة إلي مشاكل التيار الإسلامي و القمع البوليسي طرح مختاري أزمة الهوية و الرموز الوطنية، التزوير وتدليس التاريخ ، كل ذلك في قالب روائي و حبكة أسلوبية ينفرد بها رشيد مختاري عبر كل كتاباته حيث يختلط التاريخ بالخيال و الحكاية .في "امقار"، يطرح الروائي أخطاء جزائر الاستقلال أين همشت الحقيقة و فتح الباب لتزوير التاريخ، و صعود طبقة تتاجر في مكتسبات و أخطاء الثورة، الى صعود التيار الإسلامي المتطرف الذي يحمله رشيد مختاري مسؤولية ادخل الجزائر في النفق المظلم . زهية منصر