تعدّ منطقة بني يلمان بالمسيلة إحدى المناطق التي أسالت الكثير من الحبر، وقد تناولها الكثير ممن كتبوا عن تاريخ الجزائر الحديث، وكان ذكر هذه المنطقة منحصرا في ما وقع من أحداث أثناء الثورة التحريرية الكبرى، تحت اسم "مجزرة ملوزة"، وقد كثر اللغط والخلط في جل الكتابات وكأن بني يلمان منطقة تقع في جزائر الوقواق الأسطورية أو هي منطقة تقع في كوكب غير الكرة الأرضية، والخطأ بدأ من ذكر بني يلمان بغير اسمها تلبيسا وتدليسا وتعمية على القراء، وقد حُصرت بني يلمان في مجزرة، وكأن هذه المنطقة ما وُجدت إلا يوم المجزرة لتُقتل وفقط مع أنها ذات تاريخ حافل؛ فتاريخ قصبتها يتجاوز الألف عام، كما شاركت في ثورتي الأمير عبد القادر والمقراني. أما الثورة التحريرية الكبرى، فقد كان بنو يلمان أبطالها، وحسبهم أنهم شاركوا وقادوا أول معركة في المنطقة بأكملها، والمعروفة باسم معركة "بوخدي" التي حدثت في شهر ماي من سنة 1956م، واستشهد فيها العديد من المجاهدين، والعديد من سكان القصبة بعد أن قامت قوات الاحتلال الفرنسي بقصفها ما خلف دمارا شديدا، وقد تكبدت القوات الفرنسية خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، ومازالت بعض آثار هذه المعركة الضارية موجودة في بعض البيوت، وفي مكان المعركة حتى يومنا هذا. وبعد هذه المعركة لجأت القوات الاستعمارية إلى مداهمة الدوّار وإلقاء القبض على 14 رجلا، قتلت المحافظ السياسي في المكان المسمى "بكار"، وهذا الرجل يدعى "بن جديدو محمد"، وقامت بضرب رجل آخر ثم أطلقت سراحه، أما ال12 رجلاً الباقين فقد نُقلوا إلى مدينة سيدي عيسى، وكان مقررا أن يُعدموا في السوق، إلا أن السلطات الإدارية لعمالة سطيف تدخلت باعتبار أن المنطقة التي ألقي فيها القبض على هؤلاء تابعة لها إداريا، ونقلت المعتقلين إلى سجن المسيلة ثُم سجن برج بوعريريج، ليحاكموا فيما بعد في محكمة سطيف بتهمة مساعدة "الفلاقة" بالإيواء والأكل والسلاح، وقد أصدرت في حقهم أحكاماً بسنة سجناً نافذاً لكل واحد منهم.
من المعركة إلى المجزرة بعد معركة "بوخدي" بدأ البوليس الفرنسي يخطِّط للمجزرة لأن بني يلمان صاروا من الأخطار الكبرى التي تهدّدهم، ومنطقتهم هي المنطقة الوحيدة التي لا يوجد فيها مركزٌ للدفاع المدني، وهي مأوى للمجاهدين، فقد كانت القصبة تستضيف ما بين 200 إلى 500 جندي في اليوم الواحد دون خوف، وذلك للموقع الاستراتيجي الذي حباها الله به، فيكفي أن يقف رجلٌ أو رجلان للحراسة ناحية الناظور أو خراط أو سيدي جاد، وإذا تحركت القوات الفرنسية من المسيلة مثلا فهي تحت رقابة المجاهدين بمجرد تحركها رغم أن المسافة تتجاوز ال60 كلم، وكذلك من المناطق الأخرى.
جبهة التحرير تتبرّأ من المجزرة ما صدر سنة 2009 عن وزارة المجاهدين صفحة 153 - 154 من وثائق تحت عنوان (من وثائق جبهة التحرير الوطني الجزائرية 1954 - 1962) يبرئ جبهة التحرير وهذا نصه: ((1 ديسمبر سنة 1957 لك الكلمة يا سيد كوتي وهكذا بعد عام من حادث ملوزة (بني يلمان) تعترف السلطات بأن بلونيس الذي سلحته فرنسا وحمته قواتُ الاستعمار، قد ارتكب فظائع عديدة في أرض الجزائر تذكّرنا بقتلى مشتى القصبة ال350. ولم يتردد الرأي العام العالمي، بعدما هالته فظاعة مذبحة ملوزة (بني يلمان) في إدانة المسؤولين عن تلك المجزرة. ووجّه مستشار فرنسا الأول، تهمة المذبحة إلى جبهة التحرير الوطني الجزائرية، وجمعت الدوائر التابعة للسيد لاكوست كل ما بدا لها أنه يصلح سلاحا سياسيا ضد جبهة التحرير، وأذاعت على العالم أجمع بيانات مخجلة وفظيعة عن مذبحة ملوزة (بني يلمان). ونحن نذكر فيما يلي، رأي جبهة التحرير الوطني في هذا الصدد: كانت منطقة ملوزة (بني يلمان) من أكثر المناطق نشاطا في الكفاح التحريري، وكانت (مشتى القصبة) هي مقرّ قيادة جيش التحرير الوطني في المنطقة، وبعد أن حاكمت، ونفذت محكمة الشعب حكم الإعدام في حارس غابات بدأ "الإرهاب؟".. وأكدت جبهة التحرير أن الجنود الفرنسيين لم يقوموا بالمذبحة، وإنما قام بها مرتزقة لحساب السلطات الفرنسية، التي أحاطت المذبحة بالغموض........)).
الجبهة تجرّم فرنسا وتترحّم على الشهداء بعد المجزرة مباشرة، وفي اليوم الموالي لها، تبرّأ جيش وجبهة التحرير منها، ونسباها إلى مخابرات الاستعمار من خلال البيان الوارد في لسان حال المقاومة الصادرة بتونس ومصر والجزائر وسويسرا وأمريكا، وهذا نص الاستنكار كما ورد في الصفحة الرابعة والخامسة من مجلة المقاومة الجزائرية يوم 17جوان سنة 1957 تحت عنوان "لقد خرجت فرنسا من مجزرة ملوزة وأخواتها ملطَّخة بالعار في نظر الرأي العام العالمي".
سلسلة المجازر: في يوم الثلاثاء، ليلة 29 ماي 1957، وقعت مجزرة ملوزة (بني يلمان).. إن كلمة مجزرة لا تصوّر الواقع كما هو، ولا يمكن لأية كلمة أخرى أن تصوّر ما جرى في تلك الليلة الرهيبة. أكثر من ثلاثمائة رجل قُتلوا وذبحوا، وأجهز عليهم بالفؤوس وآلات الحديد. أكثر من ثلاثمائة رجل ارتفعت أرواحهم إلى السماء. أكثر من ثلاثمائة رجل قضوا تحت نيران البيوت المحترقة والمنازل المهدّمة. أكثر من ثلاثمائة رجل ماتوا في أبشع صورة يمكن أن يتصورها إنسان، لأن فرنسا أرادت ذلك، ولأن فرنسا بحاجة إلى قتل أكثر من ثلاثمائة رجل لتخدم قضية مفلسة، وتنقذ سمعة منهارة، وتؤخر هزيمة محققة. وفي نفس الليلة التي وقعت فيها مجزرة ملوزة (بني يلمان) كانت هناك مجزرة أخرى على بعد مئات الكيلومترات من المكان في ضواحي تبسة ذهب ضحيتها عشرات من الأبرياء. وبعد ذلك بيومين، وقبل أن تعلن حكومة فرنسا عن مجزرة ملوزة (بني يلمان) وقعت مجزرة في واقرام وفي دوّار منعة قرب سعيدة في "عمالة" وهران وراح ضحيتها أكثر من خمسين قتيلا. وبعد ذلك بأسبوع وقعت مجزرة الغزوات في ظروف مشابهة للمجازر السابقة لها. كل هذه المجازر والمذابح نسبتها سلطة فرنسا إلى جبهة التحرير الوطني، ففي كل المصادر الرسمية الفرنسية اتهامٌ لجبهة التحرير الوطني بأنها من قامت بتلك المذابح، وأنها هي التي أمرت رجالها بتنفيذها.. فأين هي الحقيقة من هذه التصريحات؟ وأين هو الواقع من هذه الإدعاءات المتناقضة؟.
فرنسا وراء جميع المجازر إن كل شيء في هذه المجازر يؤكد ما نقول، ولو لم يكن هناك إلا الاستغلال الذي أرادت أن تجنيه فرنسا من وراء الحادث لكان ذلك كافياً في أن يقتنع الشاكّ بأن فرنسا هي صاحبة الفعل. فهذا رئيس الجمهورية الفرنسية يقوم في منتصف الليل، فيذيع على الدنيا نداء يستصرخ فيه الضمير العالمي أن يتخلى عن تأييده جبهة التحرير، ويؤكد فيه للمسلمين الجزائريين (أن فرنسا لن تتخلى عنهم). أما سفير فرنسا في الولايات المتحدة فيتلقف الكرة التي رماها روني كوتي ويستنتج من هذا الحادث أن "وجود فرنسا ضروري جدا لئلا تتكرر هذه المجازر". وهذه الصحافة الفرنسية تردد النغمة بإجماع لم يسبق له مثيل، فتستنكر الفظائع التي ارتكبت في حق الجزائريين، وتذكر بعضها "لاكروا" بأن تضحيات جسيمة ولمدة طويلة ضرورية "لإنقاذ الجزائر"؟. إن هذه النقاط هي مفتاح هذه الحوادث: 1) تشويه سمعة جبهة التحرير في العالم بتصويرها كمرتكبة مجازر. 2) إقناع المجتمع الدولي بضرورة "وجود" فرنسا في الجزائر. 3) تحريض الفرنسيين وإعدادهم نفسيا لتقبّل حرب طويلة... 4) القضاء على الضجة التي أثيرت في العالم حول قضية اللاجئين الجزائريين بتونس. هذه هي بعض الأهداف التي سعت فرنسا إلى تحقيقها من وراء ارتكاب تلك المجازر، وإلصاق التهمة بجبهة التحرير الوطني، وهي نقطة الانطلاق في أي بحث يتحرّى النزاهة والدقة في تناول التاريخ الوطني بصفة عامة، وتاريخ المنطقة بصفة خاصة.
لجنة التنسيق والتنفيذ تُفاجأ بالمجزرة تقول الأوراق الضائعة من مفكرة العقيد أوعمران: (بن طوبال: الثقة مفقودة يا أوعمران، فكريم اتهمني أثناء نقاش في تونس بأنني معاديٌ للقبائل. أوعمران: لا تنصت له فليس الأمر خطيرا. بن طوبال: لا لقد قال لي: أين هم قاس وبوڤرموح ورشيد قايد وآخرون؟ لقد تمت تنحيتهم جميعا من المسؤوليات. أوعمران: سأتكلف بتسوية هذه المشكلة بينك وبين كريم، المهم هو الدسائس التي ما فتئت تتطوّر وسط الحكومة، إن الداخل هو الذي يعاني، وليس لديه سلاحٌ ولا مال، وفضلا عن ذلك فإن التصفيات متتالية بوتيرة سريعة. بن طوبال: التصفيات في الولاية الثالثة بلغت 800 إطار ألا تعلم ذلك؟ أوعمران: ماذا؟ بن طوبال: مجزرة ملّوزة أيضا 350 رجل وامرأة وشيخ وطفل أمر بها العقيد ناصر "أمحمدي السعيد" قائد الولاية الثالثة آنذاك. أوعمران (غاضباً): مستحيل، كيف لا أكون على علم بما يجري وأنا عضو في لجنة التنسيق والتنفيذ؟ بن طوبال: إذن يا صديقي إنه أمحمدي السعيد نفسه الذي أمر بهذه الإعدامات.
المؤامرة التي أحبطها عميروش وهذا رأي كريم الذي نقله بن طوبال لأوعمران: (حسب رأي كريم بلقاسم، فإن الأمر يتعلق بمؤامرة للإطاحة بقيادة أركان الولاية الثالثة، وهي مؤامرة أحبطها عميروش). إذا ماهي المؤامرة التي أحبطها عميروش؟ الحقيقة أنها مؤامرة: العصفور الأزرق، وعملية الزرق، لأن العصفور الأزرق تغلغل في هذه الولاية منذ اندلاع الثورة عندما كان السيد كريم بلقاسم قائدا للمنطقة الثالثة واستفحلت هذه المنظمة بعد أن أسندت قيادة هذه الولاية إلى العقيد أمحمدي السعيد، ثم دُعمت بما يسمى ب"الزرق". يقول السيد عبد الحفيظ أمقران: (قضية عملية الزرق.. حدثت على مستوى الولاية الثالثة، حينما انهار نظامُ الثورة بعد إضراب الأيام الثمانية جانفي - فيفري 1957م بالعاصمة.. وشرع الاستعمار في تنفيذ مؤامرته الجهنمية بإحداث المكتب الخامس المتخصص في الحرب النفسية وغسل، بل تحويل الأمخاخ في إطار تحويل بعض الفدائيين والقياديين من جبهة التحرير بالعاصمة من وطنيين إلى خونة ومتعاونين مع قوات المظليين وضبَّاط المكتب الخامس، أمثال العقداء قودار، لوكرنو، بيجار، النقيب ليجي... إلخ. هذه الولاية الثالثة التي يقودها أحدُ قادة الثورة البارزين، العقيد عميروش جعلت العدو يوجه إليها سهام المؤامرة، حين أرسل فتاة جملية (روزا) بأمر من النقيب (ليجي) من المكتب الخامس ذات يوم من شهر ماي 1958م لتقوم باتصال مع بعض قادة وضباط المنطقة الرابعة بناحية برج منايل، ذراع الميزان، وتشاء الأقدار أن تقع الفتاة بين يدي العقيد عميروش، ومعه النقيب (أحسن محيوز) قائد المنطقة... كما ادَّعت عند الاستجواب الأول بأنها أرسلت وكلفت من طرف النقيب ليجي بالاتصال ببعض المتعاملين من القادة المجاهدين في المنطقة مع ضباط الشؤون الأهلية وأن هذه الولاية الثالثة ملغومة بهذا النوع من الطابور الخامس. جاءت التحقيقات والاستنطاق الذي قام به خلال هذه المؤامرة النقيب محيوز باعتراف العشرات من العناصر العاملة في فروع الصحة العسكرية، والاستعلامات والفرع السياسي والنقابي بأنهم فعلاً يتصلون بضباط العدو (لصاص).. دامت العملية المؤلمة ما يقارب ستة أشهر، وأسفرت عن مقتل ما يقرب من أربعمائة، واعترف سبعة من قادة العملية أمام المحكمة التي ترأَّسها العقيد عميروش بغابة (أكفادو) بأنهم فعلا خانوا الثورة). ومن خلال ما سبق ذكرُه يتضح لنا أن المخابرات الفرنسية التي اخترقت الولاية الثالثة هي نفسها التي اخترقت صفوف الحركة الوطنية وعملت لنفس الأسباب ذاتها داخل صفوف هذه الحركة. ليس مستبعداً أن يكون تحرك قونبيط في المنطقة الثانية تزامن وتحرُّك "الزرق" في المنطقة الرابعة والثالثة والأولى، وكان التنسيق بين هذه الخلايا المزروعة وقيادة المخابرات ومكتب روبير لاكوست مُحكماً، وفي غاية من السرّية والدقة في التنفيذ. فالتقارير الاستعلامية التي كانت تنقل من المنطقة الثالثة إلى قيادة الأركان حول ملّوزة، كانت تسيطر عليها الاستعلامات الفرنسية لتنفيذ المجزرة، بعد تحديد الزمان والمكان الذي تُنفذ فيهما. وإصدار الأمر من العقيد أمحمدي السعيد بطريقة فردية يدلّ دلالة واضحة على مدى تحكم الخلايا المزروعة في هذا العقيد بعد دراسة شخصيته وطباعه وتعصّبه فكان الرجل الذي وجدت فيه الاستعداد لتنفيذ مثل هذه المجزرة الرهيبة. تحركت "المجموعات الزرقاء" لتنفيذ المجزرة بحمل الفؤوس، والسواطير، والغاز السائل الذي كان يُستعمل للإضاءة، والسكاكين، والعصيّ فجر يوم الثلاثاء 28 ماي 1957م وكان على رأس هذه المجموعات النقيب أعراب، وقدّرت هذه المجموعات بحوالي 700 شخص مسلحين تسليحا جيدا. بدأت هذه المجموعات في مداهمة الديار، واستدعاء رجال بني يلمان لحضور خطاب يلقيه عليهم النقيب أعراب، وإعطائهم عهد الله ورسوله انه لا يلحق بهم أي أذى. وفي الساعة العاشرة تم تجميع حوالي مائتي رجل من الدوار في مكان يسمى "مول الثنية" وهو ضريح لوليّ صالح يُسمى (عبد القادر) يقع على مشارف القصبة، في هذه الساعة كانت الطائرات الفرنسية تحلق بصورة منخفضة على المكان الذي جُمع فيه المدنيون، وقامت بقصف عدة بيوت وإلحاق أضرار بالمواشي، وقتل امرأة كانت واقفة أمام دارها في منطقة (تاقوست) وقتل عدة رجال ونساء من بني يلمان. أما جنوب قصبة بني يلمان وعلى بعد حوالي 3 كيلومتر فاتخذت القوات الفرنسية مكانها في منطقة تسمى (الشهبة) بقيادة قونبيط حيث كان هذا الأخير في اتصال متواصل بالطائرات الفرنسية المحلِّقة قرب المكان الذي تقع فيه الحادثة، وفي (مول الثنية) نزع رجال بني يلمان برانسهم وسلموها للجنود حتى لا تكشفهم الطائرات الفرنسية، إلا أن الجنود رفضوا ارتداء البرانس وقالوا للمدنيين حسب شهادة من نجا من المجزرة "نحن لا تستهدفنا الطائرات ولا يمكن أن ترمينا برشاشاتها؟"، ثم اقتيد الجمع من مول الثنية إلى القصبة، وبدأت عملية الذبح في جامع القصبة العتيق، والقبور الجماعية الموجودة داخل هذا الجامع أكثر من دليل على استعمال وسيلة الذبح، في الوقت الذي خلت سماء المنطقة من الطائرات بدأت عملية الذبح، ولما اكتشف رجال بني يلمان أنه غُدر بهم وأن من يتم إخراجه من البيت الذي هو فيه إنما يخرج به للذبح بدأ الضجيج والصراخ والتساؤل عن سبب هذه الإعدامات التي ليس لها ما يبررها. بدأت "مجموعات الزرق" باستعمال الرصاص وإطلاقه عشوائيا بينما انهال البعضُ بفؤوسهم وعصيّهم على الباقين وتم حرق بعض الرجال، ونهب البعض الآخر من أموالهم وألبستهم. ولم تتحرك القوات الفرنسية الرابضة بمنطقة (الشهبة) وكانت حجة قونبيط أن مجموعة الرجال الذين معه من الجنود الفرنسيون قليلون، وانسحبت القوات الآثمة بعد غروب الشمس متوجهة شرقاً. في صبيحة اليوم التالي للمجزرة ذهبت النساء والأطفال ومن تبقى من رجال بني يلمان إلى عين المكان حيث شاهدوا بشاعة الجريمة، في الوقت الذي كان يتصل فيه قونبيط بوسائل الإعلام ليتقدمها إلى مكان الحادث مدَّعيا أنه اكتشفها في يوم 29 ماي 1957م. يتبع