عالجت، أمس، غرفة التحقيق لدى محكمة جنح وهران، قضية غريبة ومثيرة، أطوارها توبع فيها شاب ثلاثيني العمر بتهمة التصريح الكاذب والاستيلاء على التركة. الضحية في الملف والدة المتهم وهي سيدة من جنسية فرنسية، حرمها هذا الأخير من التركة بعد وفاة والده على أساس أنها غير مسلمة، وأنه لا يجوز لها شرعا الظفر بالتركة، فيما أكدت الشاكية أنها مسلمة وليست مسيحية. وعلى حسب ما ورد في جلسة المحاكمة، فإن تفاصيل القضية الفريدة من نوعها، تعود إلى نحو أربعة أشهر، عندما أودع دفاع الضحية الفرنسية شكوى لدى عميد قضاة التحقيق بوهران، أن السيدة الفرنسية، لم تتحصل على تركتها على أساس أنها مسيحية وليست مسلمة، ولم تعرف بالأمر إلا في نهاية السنة الفارطة. وقد كشفت التحقيقات أن فلذة كبدها هو المعني الرئيسي بفعل الاستيلاء على التركة الممثلة في حانة، عمارة من تسعة طوابق، ومستودع. الضحية ممثلة في سيدة في عقدها الخامس من العمر التي تتحدث اللغة العامية بطلاقة، حضرت الجلسة بلباس محتشم وصرحت أنها لاتزال على عهد الإسلام منذ سنة 1998 يوم نطقها بالشهادتين، ولم ترتد رغم تواجدها بالخارج. فيما، المتهم أكد أنه بريء من التهم، لأنه اكتشف أن والدته مسلمة وليست مسيحية. وذهب دفاعه، إلى أن الشاكية لا يوجد دليل على إسلامها، بداعي أن الوثائق التي تثبت ذلك يشوبها بعض اللبس. وعليه، التمس وكيل الجمهورية توقيع عقوبة سنة حبسا نافذا مرفقة بغرامة مالية مفروضة السداد قدرها 50 ألف دج، بتهمة التصريح الكاذب، في انتظار النطق بالحكم لاحقا.