أحيل أمس، أمام قضاة التحقيق ووكيل الجمهورية لدى محكمة الجنح بالزيادية بقسنطينة، المتورطون في قضية اختطاف الطفل ليث كاوة، وعددهم 30 متهما، 26 منهم طاقم طبي من مستشفى قسنطينة، والأربعة المتبقون هم المتهم الرئيسي وزوجته وشقيقها وشقيقتها. ووقف منذ الزوال إلى غاية ساعة متأخرة جدا إلى ما بعد مقابلة الجزائر وبلجيكا، في جلسة التحقيق السرية ال158 بين متهم وشاهد، وجهت لهم جميعا استدعاءات، منذ أن تم تحديد جميع المتورطين الرئيسيين في القضية، وقد وجهت أصابع الاتهام إلى ثلاث طبيبات، 2 منهن مقيمات والثالثة طالبة في السنة السابعة بكلية الطب بقسنطينة، كلهن أنكرن أثناء التحقيق تورطهن في القضية، كما صرحت قابلة وهي المشتبه فيها الرئيسية المسماة "ل.أ" البالغة من العمر 25 سنة، أنها لم تقم بتوليد الضحية نهائيا، وقد تم سرقة ختمها واستعماله دون علمها، أما المتهمة الثانية المسماة "م.س" البالغة من العمر 26 سنة وهي طبيبة مقيمة، فأنكرت مساهمتها أو إهمالها الذي أدى إلى اختطاف الطفل ليث. وبينما كانت تتم عملية سماع جميع المتورطين في القضية والشهود، داخل المحكمة في جلسة سرية حضرها والد ليث السيد فريد كاوة ووالدته السيدة إسمهان من دون الاستماع إليهما، كان باب المحكمة الخارجي يعج بحوالي 200 طبيب وطبية من المقيمين في مختلف التخصصات، حيث ارتدوا جميعهم مآزرهم البيضاء وجاؤوا منذ الصباح ووقفوا وقفة احتجاجية تضامنية مع زملائهم المتهمين، وكان الغرض من هذه الوقفة الاحتجاجية هو إطلاق سراح زميلاتهم باعتبارهن ظلمن في قضية اختطاف الطفل ليث، كما هددوا بأنه في حالة ما تم إدانتهن سيمتنعون عن العمل بالمستشفى، كما فعلوا أمس حين تركوا مناصبهم شاغرة واجتمعوا لساعات أمام المحكمة. من جهة ثانية، فقد أعرب البعض من أقارب الطفل ليث كاوة في حديثهم مع "الشروق اليومي" عن أن الوقفة الاحتجاجية التي قام بها الأطباء ليست أخلاقية، خاصة وأنهم تركوا عملهم وجاؤوا للوقوف أمام المحكمة، وتعبيرهم عن تضامنهم من المفروض أن لا يكون بهذه الطريقة وإنما بالاجتهاد في العمل والبحث عن أدلة تثبت براءة زملائهم، على حد قولهم، كما ذكر فارس كاوة وهو عم الطفل ليث بأنهم هم الأولى بأن يقفوا احتجاجا في أيام اختطاف ابنهم أمام المستشفى، ومع ذلك لم يفعلوا حتى لا يعطلوا كما قال مصالح المرضى وكانت جميع وقفاتهم الاحتجاجية في وسط المدينة ومقر الولاية، مع الإشارة إلى أن عائلة كاوة ما زالت محتفظة بحقها في متابعة الطاقم الطبي للمستشفى.