اجتمع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، الاثنين، لحثه على تشكيل حكومة أكثر تمثيلاً للكتل السياسية، في حين انسحبت القوات العراقية من معبر حدودي مع الأردن تاركة منطقة الحدود الغربية بأسرها خارج سيطرة الحكومة. وقالت مصادر أمنية عراقية وأردنية، إن عشائر عراقية سنية سيطرت على معبر حدودي بين العراقوالأردن، ليل الأحد، بعد انسحاب الجيش العراقي من المنطقة عقب اشتباكات مع متشددين مسلحين. وتسعى واشنطن لمساعدة العراق على احتواء تقدم متشددين سنة يقودهم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام المنبثق عن القاعدة بعد الاستيلاء على بلدات في شمال العراق الشهر الجاري. ووافق الرئيس الأمريكي باراك أوباما على إرسال ما يصل إلى 300 مستشار عسكري أمريكي من القوات الخاصة للعراق لكنه أحجم عن تلبية طلب من الحكومة العراقية بشن غارات جوية واستبعد إعادة نشر قوات برية. وتخشى واشنطن أن الحكومة الشيعية التي يقودها المالكي كانت سبباً في تأجيج الاضطرابات بإقصاء السنة المعتدلين الذي قاتلوا ضد القاعدة في السابق ولكن انضموا الآن لحركة التمرد التي يقودها تنظيم الدولة الإسلامية. وحرصت واشنطن على عدم التصريح علناً برغبتها في تخلي المالكي عن السلطة وقال مسؤولون عراقيون أن رسالة بهذا المعنى نقلت بشكل غير مباشر في الأحاديث الخاصة. وحين اجتمع كيري والمالكي تبادل الاثنان حديثاً ودياً في حضور مسؤولين آخرين. وخلال الاجتماع نظر كيري لمسؤول عراقي وسأله "كيف حالك؟". وسيجري تشكيل حكومة جديدة في العراق بعد الانتخابات التي جرت في أفريل وأسفرت عن فوز قائمة المالكي بأغلبية مقاعد البرلمان ولكنه لا يزال بحاجة لضم حلفاء ليحقق أغلبية. وقال كيري، الأحد، إن الولاياتالمتحدة لن تنتقي أو تختار من يحكم في بغداد، مضيفاً أن بلاده لاحظت رغم ذلك استياء الأكراد والسنة وبعض الشيعة من القيادة الحالية في العراق وأنها تريد أن يجد العراقيون قيادة "مستعدة ألا تقصي أحداً وأن تتقاسم السلطة". وقال ساسة عراقيون بارزون من بينهم عضو واحد على الأقل في قائمة المالكي، إن مسؤولين عراقيين تلقوا رسالة مفادها أن واشنطن تقبل برحيل المالكي وذكروا أن الرسالة نقلت إلى المسؤولين بلغة دبلوماسية. وقال حليف وثيق الصلة بالمالكي، إن الأخير يشعر بمرارة تجاه الأمريكيين في الأيام الأخيرة لامتناعهم عن منحه دعماً عسكرياً قوياً في مواجهة تقدم المتشددين. وبغداد المحطة الثالثة في جولة كيري في عواصم الشرق الأوسط للتأكيد على الخطر الذي يمثله المتشددون للمنطقة. كما حث حلفاء العراق على استغلال نفوذهم لاقناع بغداد بتوسيع نطاق الحكومة ودعا جيران العراق لتعزيز جهودهم لوقف تمويل المتشددين عبر الحدود.