ستنطلق غدا من العاصمة قافلة صحية تضم 20 طبيبا جراحا متطوعا سيقومون بعمليات جراحية قصد إعادة البصر لأكثر من 400 مواطن معوز من ولايات الجنوب الجزائري، من المنتظر أن تدوم إلى غاية 30 جانفي الجاري. وأكد البروفسور مصطفى خياطي، رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث"فورام"، أن الحملة الصحية ستشمل كل من ولايات أدرار وتيميمون وبرج باجي مختار ومنطقة رقان، حيث سيقوم الأطباء بدعم المستشفيات التابعة لهذه الولايات والتي تفتقر إلى العديد من الأجهزة والخدمات. خاصة وأنها تقدم خدمات صحية عامة ينقصها بعض التخصص في الأمراض المنتشرة في المناطق الجنوبية على غرار أمراض العيون التي تعتبر من أكثر الأمراض تفشيا بين الكبار والصغار، نظرا لأشعة الشمس القوية والزوابع الرملية المتجددة ونقص المياه في الكثير من المناطق الجافة، خاصة في منطقة رقان أين تنتشر أمراض العيون المرتبطة بالإشعاعات النووية. فقد ظهر هذا المرض مباشرة بعد تفجير أول قنبلة ذرية برقان ونسبة كبيرة من سكان المنطقة الآن مصابون بثلاثة أنواع من أمراض العيون وهي الحساسية المفرطة للعين، بالإضافة إلى ارتفاع ضغط العين الذي يؤدي إلى خلل في عملية الإفراز حيث يتراكم الماء في العين. كما توجد هناك العديد من الأمراض الخلقية المنتشرة بصورة كبيرة جدا أهمها ضعف النظر. وأكد المختصون انعدام الإحصائيات الدقيقة في المناطق الجنوبية بسبب انعدام الاهتمام ونقص الوعي عند الناس وشساعة المنطقة، كما أكد العديد من الأطباء تنامي ظاهرة وفيات الأطفال في الجنوب نظرا للرعاية الصحية المحدودة وسوء التغذية والتي أدت إلى تشوهات خلقية أثناء الولادة على غرار حالة مولود برأس كبير مملوء بالماء لم يعش أكثر من يومين، وآخر بدون مخ توفي عند الولادة وطفل حديث الولادة بعين واحدة وأصابع قصيرة جدا، وكذا حالة طفل بأرجل مقوسة، حيث يمكن ملاحظة هذا المرض حتى عند الكبار.. وهي كلها أمراض سجلها مستشفى رقان أين سينتقل الأطباء المتطوعون للتكفل بأكبر قدر ممكن من المكفوفين وسيحاولون استبدال قرنية العين المعطلة بقرنية اصطناعية ستكون مسؤولة عن إعادة البصر، حيث تكلف هذه العملية في المستشفيات العادية خمسة ملايين سنتيم وستكون مجانية لمرضى الجنوب. وكشف البروفسور مصطفى خياطي أن القافلة الصحية الحالية تعتبر الثانية من نوعها، حيث سبق لمجموعة من الأطباء المتطوعين القيام بحملة مماثلة السنة الماضية شملت 400 مريض من ولايات وادي سوف وغرداية وورقلة. وعن تمويل هذه الحملات الصحية أكد المتحدث أنها مدعومة من طرف البنك الإسلامي للتنمية كما وفرت ولاية أدرار كل الإمكانيات المادية لنجاح العملية. وأضاف البروفسور خياطي أن جامعة تيارة ستحتضن الشهر القادم أياما دراسية ينشطها مجموعة من الأطباء والمختصين القادمين من جامعة "بايشي" من كوريا الجنوبية أين سيقدمون نماذج واقتراحات وبحوث تهدف إلى تطوير الإنتاج النباتي والحيواني في المنطقة قصد تحسين التغذية التي ستؤدي للتقليل من عدد الأمراض المنتشرة في الولاية بلقاسم حوام