وافقت الجزائر على تعيين وزير الدفاع الصحراوي السابق إبراهيم غالي سفيرا للجمهورية الصحراوية في الجزائر، خلفا للسفير محمد يسلم بيسط الذي عيّن وزيرا منتدبا لدى وزير الخارجية مكلف بإفريقيا، وينظر إلى مجيء إبراهيم غالي الى الجزائر ضمن سياق المستجدات الطارئة على القضية الصحراوية والسيناريوهات التي يحتمل أن يؤول إليها الصراع الصحراوي المغربي. ما بين طريق المفاوضات الذي لا يلوح فيه افق الحل القريب وخيار العودة الى الحرب الذي كان الصوت الغالب في كواليس مؤتمر البوليساريو الأخير، و يمكن من خلال ذلك فهم اختيار الصحراويين لإبراهيم غالي ليكون الرابط الأقرب بينهم وبين الدولة الجارة التي يعتبرونها أهم داعم لقضيتهم، ويعتبر ابراهيم غالي من أبرز قيادات جبهة البوليساريو ومن نواتها التأسيسية، حتى أنه شغل منصب الأمين العام للحركة في بداياتها الأولى كما عين وزيرا للدفاع لفترتين، و إلى غاية تعيينه الجديد كان يقود أهم وأكبر بعثة خارجية صحراوية بمرتبة وزير للخارجية وهي تمثيلية جبهة البوليساريو في في العاصمة الاسبانية مدريد ، البلد الذي برغم عدم اعترافه رسميا بالدولة الصحراوية إلا انه يضم أكثر لجان مساندة الصحراويين فعالية يدعمها المجتمع المدني والحكومات المحلية. فضلا عن ظهوره ضمن الوفد المفاوض الذي مثل البوليساريو في المفاوضات الأخيرة مع المغرب في الولاياتالمتحدةالأمريكية. وذهبت بعض الصحف المغربية إلى تفسير مغادرة إبراهيم غالي لاسبانيا بتخوفه من متابعات قضائية حركت ضده من طرف بعض الموالين للمغرب فيما يبدو و يتهمونه بتعذيبهم وقتل ذويهم خلال سنوات الحرب الأولى مع القوات الملكية المغربية، لكن قراءة واسعة لمجمل التغييرات التي أجراها الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز على أجهزة الدولة والحزب مباشرة بعد المؤتمر الأخير توحي بان البوليساريو باشرت فعلا إعادة ترتيب أوراقها الداخلية تحسبا للمرحلة القادمة، وجاءت هذه التغييرات واسعة وشملت الحكومة وحكام الولايات والتمثيليات الدبلوماسية في انتظار انتخاب برلمان جديد في الأسابيع القليلة القادمة. فضلا عن القيادة المركزية للحزب الذي أفرها المؤتمر، وتظهر قيادة البوليساريو وكأنها تريد حشد تعبئة شاملة في صفوف كواردها لخيارات المستقبل، فقد عينت في منصب وزراء وولاة وسفراء أسماء جديدة محسوبة على الجيل الثاني من القادة، شباب جامعي و مثقف تمرس في أجهزة الحزب والدولة. كما لم يجد محمد عبد العزيز حرجا في إسناد أهم منصب في الحزب بعد منصب الأمين العام، وهو مسؤول التنظيم و التوجيه السياسي، الى البشير مصطفى السيد، شخصية تركت الأفواه مفتوحة في اشغال المؤتمر المغلقة وهو يطالب باعتماد التعددية الحزبية وإنهاء هيمنة البوليساريو على الحياة السياسية الصحراوية. عبد النور بوخمخم