أمتع الفنان المالي فيو فاركا توري ونظيره المغربي مصطفى باقبو رفقة فرقته "الرجا في الله"، ليلة الخميس، الجمهور العاصمي بباقة متنوعة في البلوز الإفريقي والغناوي مختتمين بذلك مهرجان الجزائر الدولي ال 7 لموسيقى الديوان. وكانت بداية هذا الحفل- الذي استمر لحوالي ثلاث ساعات وعرف حضور جمهور غفير غص به مسرح الهواء الطلق "سعيد مقبل" برياض الفتح بالعاصمة- مع الموسيقي والمغني وعازف الغيتار المالي فيو فاركا توري الذي قدم سهرة فنية مميزة في البلوز الإفريقي المطبوع بالتقاليد المالية والممزوج بالروك والريغي والفانك. وأدى الفنان- الذي سبق له تنشيط عدة حفلات بالجزائر- عدة وصلات غنائية اشتهر بها على غرار "فافا" و"وليدو" و"كيلي مانيي" وغيرها من المقطوعات التي استقاها من ألبوماته أو تلك التي عرف بها والده فنان البلوز الإفريقي وعازف الغيتار المعروف علي فاركا توري. وبرفقة أعضاء فرقته الثلاثة وعلى أنغام الغيتار والباص والآلات الإيقاعية المختلفة أحسن هذا الفنان- المتأثر جدا بوالده- في تقديم حفل مميز مزج فيه بين الطبوع الإفريقية والغربية واستمتع بها كثيرا الحاضرون، وخصوصا منهم الشباب الذين صفقوا وتراقصوا معه إلى نهايته. ويجمع فيو فاركا توري- وهو من مواليد مالي في 1981- في أغانيه التي تحكي في غالبها عن الواقع الاجتماعي والناطقة بالبامبارا والصونغاي بين البلوز والموسيقى الإفريقية ومن أشهر ألبوماته Fondo (فوندو) في 2009 وThe Secret (السر) في 2011 وMon pays (وطني) في 2013. ونشط الجزء الثاني من الحفل المعلم المغربي في فن "التاغناويت" والعازف على القمبري مصطفى باقبو وفرقته "الرجا في الله". فعلى أصوات القراقب وضربات الطبول والرقصات وعلى كلمات التوحيد والصلاة على الرسول، استهلوا عرضهم الذي سرعان ما تفاعل معه الجمهور الحاضر. وأمتع هذا المعلم- وهو عضو قديم بفرقة "جيل جيلالة" المغربية المعروفة- وفرقته الحاضرين بمجموعة من الأبراج التي تراقص على كلماتها وألحانها الشباب الحاضر على غرار "مولاي احمد" و"يا لمسافر بالليل" و"سيدي بوقنقة" و"سيدي ميمون" و"الحمدوشية" و"سوداني" وغيرها.. الفنان المغربي مصطفى باقبو من مواليد مراكش المغربية في 1954 نشأ في أسرة متأصلة في الفن الغناوي قبل أن يسافر إلى أوروبا التي أقام بها إلى غاية 1976 وفي 1984 التحق بفرقة "جيل جيلالة" التي عمل معها لمدة 20 سنة ليعمد بعدها إلى تأسيس فرقته الخاصة "الرجا في الله". ويعتبر هذا المعلم من أمهر عازفي القمبري في المغرب وهو ابن المعلم العياشي باقبو الأب الروحي لفن الغناوة بالمغرب وعلى مر مسيرته الفنية تعامل مع بعض أهم الأسماء العالمية المعروفة في عالم الجاز على غرار المكسيكي كارلوس سانتانا كما ظهر أيضا مع فرقة الرقص الأمريكية "أفريكا ستيب". وأعرب مصطفى باقبو عقب الحفل عن "سعادته" بالغناء في الجزائر و"تجاوب الجمهور الكبير" معه وفرقته. وهذا ما ذهب إليه أيضا الفنان المالي فيو فاركا توري، الذي أثنى بدوره على حرارة الجمهور الحاضر بالحفل. وكان مهرجان الجزائر الدولي ال 7 لموسيقى الديوان- الذي افتتح في الثامن من هذا الشهر- قد عرف حضور أسماء فنية معروفة في موسيقى الديوان الجزائري والمغربي والجاز وموسيقى سكا وكذا الموسيقى العالمية.