أعربت سوريا على لسان مسؤول رفيع في وزارة الخارجية في تصريح له لوكالة رويترز للأنباء عن اعتقادها بإمكانية الوصول إلى حل للأزمة اللبنانية قبل القمة العربية وأنه يمكن أن يمثل لبنان برئيس توافقي. وأشار ذات المسؤول الذي لم يكشف اسمه إلى أن بلاده حريصة على أن يكون تمثيل الوفود رفيع المستوى في القمة التي ستعقد يومي 29 و30 مارس في دمشق. كما أوضح نفس المتحدث أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم سيتوجه إلى دول الخليج ومنها السعودية لتسليم دعوات حضور القمة العربية. وسلمت سوريا حتى الآن إحدى عشرة دعوة إلى دول عربية من بينها الجزائر لحضور القمة. ومن جهة أخرى، واصل الأمين العام لجامعة الدول العربية أمس الاثنين لقاءاته مع السياسيين اللبنانيين بهدف الاتفاق على انتخاب رئيس الجمهورية اللبنانية قبل القمة العربية. وتسبق هذه اللقاءات جلسة البرلمان المقررة اليوم الثلاثاء لانتخاب رئيس للجمهورية. وأنهى موسى ليلة الأحد إلى الاثنين لقاء رباعيا مع ممثلي الأكثرية النيابية والمعارضة دون التوصل إلى اتفاق.وكان الأمين العام للجامعة العربية استهل لقاءاته في بيروت بخلوة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري "معارضة" استمرت زهاء ساعة. ثم اجتمع مع النائب الحريري وأمين الجميل "أكثرية"، توجه بعدها إلى السراي الحكومي، حيث التقى رئيس الوزراء فؤاد السنيورة في حضور الزعيم الدرزي النائب وليد جنبلاط. وأكد موسى للصحافيين قبل لقائه السنيورة أن الاجتماعين مع كل من بري والحريري والجميل على انفراد "كانا مفيدين".. وأوضح مصدر في المعارضة لوكالة الأنباء الفرنسية أن "العقدة تتمحور حول اقتراح تقدمت به المعارضة وتم تفسيره خطأ من جانب الموالاة".وكان الجميل صرح أن المعارضة اقترحت في الاجتماع الرباعي الأخير ألا يكون للوزراء المحسوبين على رئيس الجمهورية في الحكومة المقبلة حق التصويت في القضايا المهمة التي تطرأ على مجلس الوزراء. وعلق المصدر في المعارضة أن "هذا التفسير خطأ وان ما اقترحته المعارضة هو أن يسعى رئيس الجمهورية في مرحلة أولى إلى التوفيق بين الطرفين في حال طرح ملف أساسي مثل سلاح المقاومة أو التوطين، من دون اللجوء إلى التصويت. أما إذا تعذر هذا التوافق، فيعمد حينها وزراء الرئيس إلى المشاركة في التصويت". وكان عون صرح لصحيفة "الأخبار" المعارضة الجمعة انه "إذا كانت المثالثة مع بعض الضمانات تؤمن المشاركة، فنحن معها". وكان مصدر قريب من النائب سعد الحريري أكد في وقت سابق أن الأخير متمسك "بأي حل لتسوية الأزمة اللبنانية على قاعدة ما ورد في المبادرة العربية، أي عدم استئثار الأكثرية بالحقائب الوزارية أو بالقضايا الأساسية التي تحتاج إلى أصوات الثلثين في جلسات مجلس الوزراء وعدم حصول الأقلية على الثلث المعطل، أي 11 حقيبة وزارية" من أصل ثلاثين حقيبة. وتتزامن جهود عمرو موسى داخل لبنان مع لقاءات يجريها زعماء عرب بخصوص القمة العربية. وينتظر أن يتوجه الملك الأردني عبد الله الثاني غدا الأربعاء إلى السعودية لبحث موضوع القمة. علما أن الرئيس المصري حسني مبارك والعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز بحثا الموضوع في قمة جمعتهما يوم الأحد بالرياض. وقد اعترف مسؤول سعودي لوكالة الأنباء الفرنسية بأن "هناك أزمة في العلاقات السعودية مع الحكومة السورية، ولبنان هو السبب الرئيسي في ذلك"، مضيفا أن "دمشق لم تشارك في الجهود، بما فيها المبادرة العربية، لانتخاب رئيس توافقي في لبنان".. وتأتي تحركات الثلاثي العربي "مصر والسعودية والأردن" في أعقاب جولة أوروبية وأمريكية قام بها وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل لبحث إمكانية ممارسة مزيد من الضغوط على دمشق كي تضغط بدورها على حلفائها في لبنان لانتخاب رئيس للبلاد. وقد دعت كل من السعودية ومصر علانية وبشكل متكرر سوريا كي تضغط على حلفائها في لبنان لتسهيل التوصل إلى حل للأزمة السياسية في لبنان يرضي فريق الأغلبية المدعومة من قبل واشنطن والرياض.