سجل الموهبة الجزائرية الفذة، صابر هواري ظهورا مميزا لدى مشاركته في مهرجان جميلة في طبعته العاشرة التي اختتمت قبل أيام، حيث لم تمر أيام على فعاليات الاختتام حتى تلقى الفنان الشاب صابر هواري اتصالا من وكيل أعمال كاظم الساهر الذي رافق القيصر زيارته الأخيرة إلى بلادنا، والذي خاطبه قائلا عندما قابله في مهرجان جميلة العربي:"أنت مشروع فنان عربي"، وهو الخبر الذي قوبل بسعادة لا توصف من قبل الفنان صابر هواري الذي اتصل ب"الشروق" ليزوّدها بتفاصيل الاتصال واللقاء الذي سيجمعه بوكيل أعمال كاظم الساهر. بداية، كيف كانت حفلتك الأخيرة بمسرح الجميلة، خاصة أنك رافقت القيصر كاظم في نفس السهرة؟ بصراحة أعتبرها من بين أفضل الحفلات التي أقمتها بالجزائر، لأنني تمكنت من منافسة القيصر والغناء لجمهوره الذي جاء خصيصا للقائه والاستمتاع بأغانيه، فكان التجاوب كبيرا مع جمهور المسرح، الذي تقبلني بصدر رحب، وهو الأمر الذي سيبقى محفورا في ذاكرتي ما حييت.
سمعنا أنك التقيت بمدير أعمال كاظم لكنك لم تجلس مع الساهر فما هو السبب؟ سبب عدم تمكني من الجلوس مع كاظم راجع إلى ضيق الوقت، حيث أن كاظم بمجرد أن أنهى وصلته الغنائية، غادر فورا باتجاه الفندق في حين جاء دوري للغناء، حيث صعدت أنا بعده مباشرة، وهو السبب في عدم تشرفي بلقائه.
وماذا عن لقائك بمدير أعماله، حول ماذا كان موضوع حديثكما؟ بعد انقضاء الفقرة الغنائية التي قدمتها في مشاركتي في مهرجان جميلة العربي، عدت للكواليس فوجدت مدير أعمال كاظم ينتظرني رفقة الشاعران كريم العراقي ومنذر، وهما كتاب كلمات أغاني القيصر، تبادلنا أطراف الحديث واقترح عليّ السفر إلى لبنان، ومن خلال كلامه تيّقنت أنه معجب بصوتي وبقدراتي الفنية، خاصة أنه قال لي جملة لا تزال ترن في أذني ...يا حبيبي أنت مشروع فنان عربي، لأنك تملك خامات صوتية نادرة. كيف كان شعورك بعد هاته الشهادة الصادرة عن مدير أعمال قيصر الفن العربي؟ صراحة أثر فيّ كلامه كثيرا وجعلني أحسم في قضية السفر إلى لبنان، بعدما كنت مترددا في الفصل في القرار، لكن بعد لقائي بالسيد ضرغام اتضحت الرؤى أكثر
تتحدث بنبرة حزينة ومتشائمة نوعا ما عندما تتحدث عن حضورك الفني في بلادنا، ما خلفية ذلك؟ هذا صحيح، فقد عانيت لسنوات من التهميش و"الحڤرة" والإقصاء في بلادي، مباشرة بعد عودتي من لبنان في 2004، حيث شاركت في برنامج "سوبر ستار العرب" الذي تخرج منه العديد من نجوم الفن في العالم العربي، وهذا الأمر بالذات أحزنني كثيرا وجعلني أفكر في الهجرة مجددا، طالما أن المسؤولين على الفن في بلادنا لا يقدّرون فني ولا صوتي، وفي المقابل تجدهم يجزلون في العطاء والتقدير للفنانين المشارقة الذين كانوا معي في مسابقة سوبر ستار العرب. لكنك تلقيت دعوة للغناء في جميلة وهذا دليل على اهتمام القائمين على الفن بصوتك؟ بالمناسبة أريد أن أشكر كل من ساعدني وسعوا من أجل مشاركتي في مهرجان جميلة العربي، ولكن أجد هذا غير كافي، والفن في بلادنا يتراجع أكثر فأكثر، خاصة بعد ظهور موجة الراي الهابط وأعتقد أن مطربي هذا النوع الغنائي هم أكثر من توجه لهم الدعوات الرسمية في كل مرة، في حين أن مطربي الطرب والفن الأصيل يعانون ويموتون في صمت في بلادنا. لفت انتباهي إلى سؤال آخر قد يطرحه أي قارئ، وهو كيف أنك لم تتأثر بموجة الراي وأنت بالباهية وهران؟ شكرا على هذا السؤال، كثيرون من يظن أن وهران تصدر مطربي الراي الفاسد ومغنيات الملاهي، لكن يجب على الجميع أن يعلم أن بوهران شباب لا زال يعشق الفن الأصيل، محافظا على أذنه الموسيقية، بدليل أنه لا تزال هناك أعراس يحيي سهراتها مطربو الطابع المغربي، والوهراني بالأحياء الشعبية، وبإمكانك أن تسمع كل الطبوع الأصيلة في هذه الحفلات، من بينها أغاني صباح فخري وأصالة نصري، ولك أن تسمع أيضا أحمد وهبي وبلاوي وغيرهم، فلا يجب أن نحكم على جزء لنعممه على الكل.