بارك، نهاية الأسبوع المنصرم، المنتج والناقد السينمائي الجزائري أحمد بجاوي الحصيلة السينمائية التي اعتبرها إنجازا لم يحدث منذ الاستقلال، مشيرا إلى أهمية أن يصدر قانون السينما لتنظيم المشهد السينمائي. حج إليها المخرجون الجزائريون وفي انتظار ذلك، علمت »الشروق اليومي« من مصادر موثوقة، أن بانوراما الأفلام الطويلة المزمع انطلاقها في العشرين من الشهر الجاري في الجزائر، بعد سلسلة من التأجيلات، سيتزامن اختتامها مع ليلة الفنك الذهبي. بعد لعنة »سنة الجزائر في فرنسا«، عادت عاصمة الجن والملائكة لتؤكد أن اللعنة التاريخية لن تزول باحتضان الجزائر للثقافة العربية، ففي عقر دار »العروبة« عاد الفن السابع هذا العام في حلة فرنسية محضة لم تستثن تشويه الحقائق التاريخية أيضا. فهل ستكون بانورامتنا أم بانورامتهم؟ حج معظم المخرجين الجزائريين إلى فرنسا، طمعا في تمويل أعمالهم، خاضعين لشروط تتنافى مع عروبة الحدث الثقافي أهمها »اللغة«، وذلك بعد فصل لجنة القراءة في سيناريوهات يبدو أنها كانت على عجالة من أمرها، خاصة عندما يتراجع أعضاؤها عن آرائهم في نهاية السنة، ويرفضون مشاركة بعض الأفلام في »البانوراما« إنتاجات أعطوها في ما سبق الضوء الأخضر. فيما أرجعت بعض الأطراف سبب التأخير إلى عدم وصول النسخة العربية المتفق عليها لعدة أفلام، أهمها »دليس بالوما« و»كارتوش قولواز«، رغم استفادتهما من دعم التظاهرة، ولأن ايت امزيان لايزال مصمما على ارتداء »طاقية الإخفاءس« كلما اقترب موعد سينمائي. اغتنم بعض الملاحظين الفرصة، وأكدوا أن دائرة السينما في »عاصمة الثقافة العربية« تلفظ أنفاسها الأخيرة، بعد سلسلة الفضائح التي كان بطلتها، ولمدة 12 شهرا، لعب المسؤولون فيها على وتر »الكم« وغاب الكيف رغم لجوء بعض المخرجين الجزائريين إلى عاصمة الجن والملائكة، ليرجع أغلبهم إلى أرض الوطن بأفلام فرنسية الروح والهوية. في المقابل، أكد بعض المستفيدين من دعم التظاهرة أن 10 ملايين دينار لا تصنع سينما، والبحث عن شريك في الجزائر أمر صعب في ظل غياب ثقافة إشراك رجال الأعمال وأثرياء البلد في إنعاش الحياة الثقافية. وعليه، يكون اللجوء إلى ما وراء البحر »إجباريا« وبالضبط إلى فرنسا »تحصيل حاصل« للخلفية التاريخية والاستعمارية، رغم توقيع الجزائر لاتفاق شراكة مع كندا سنة 1984 وإيطاليا بحضور كورفو سنة 2000، والتي لم يستطع أي مخرج الاستفادة منها إلى يومنا هذا. وستتضمن بانوراما الأفلام الطويلة كل الإنتاجات الممولة من طرف التظاهرة، في انتظار وصول الأعمال غير »المعربة« التي عليها احترام شروط المنتج الفرنسي أيضا، والتي كانت في غنًى عن دنانير التظاهرة، عكس عبد الرحيم علوي ومحمد بدري وآخرين، من المخرجين القنوعين الذين قدموا مشاريع قوبلت بالرفض. آسيا شلابي