كشفت أمس، صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أن اغتيال القيادي الفلسطيني خليل الوزير المدعو "أبو جهاد"، الذي كان يعد الرجل الثاني في منظمة التحرير الفلسطينية بعد رئيسها الراحل ياسر عرفات لم يكن بسبب إشرافه على الانتفاضة الفلسطينية الأولى، التي انطلقت في أواخر عام 1987، وإنما لأنه خطط في عام 1985 للهجوم على دار الحكومة الإسرائيلية وخطف موظفين إسرائيليين واحتجازهم كرهائن، ومن بينهم وزير الدفاع الإسرائيلي نفسه. وكشفت الصحيفة في مقال تحت عنوان "صاحب الأرواح الأربعة"، كناية على أبو جهاد، الذي باءت أربع محاولات لتصفيته بالفشل، عن حقائق خطيرة حول المخططات الإسرائيلية لاغتيال القائد الفلسطيني الراحل أبو جهاد، الذي تمكن أعوان وحدة "سييرت متكال" الإسرائيلية بالتعاون مع الكوماندوس البحري من اغتياله يوم 16 أفريل 1988، خلال هجوم على منزله في تونس.وجاء في ملخص التقرير الذي يكشف عنه لأول مرة أن القيادة الأمنية الإسرائيلية قررت تصفية أبو جهاد في أفريل 1985، وشرعت في جمع المعلومات الاستخباراتية عنه، عندما اكتشفت بأنه خطط لتنفيذ عملية فدائية في قلب دار الحكومة الإسرائيلية بتل أبيب، بصفته كان مسؤولا على القوات العسكرية لمنظمة التحرير الفلسطينية وقوات العاصفة التابعة لحركة فتح، حيث أرسل أبو جهاد 20 فدائيا فلسطينيا من خيرة رجال منظمة التحرير الفلسطينية إلى الجزائر لتلقي تدريبات طويلة، ثم قام بتجنيدهم انطلاقا من الجزائر باتجاه تل أبيب من أجل النزول على شاطئ "بات يام" الإسرائيلي ومن ثم يأخذون حافلة يقتحمون بها دار الحكومة، ليحتجزوا موظفين إسرائيليين كرهائن، بما فيهم وزير الدفاع نفسه، لكن إسرائيل تلقت معلومات استخباراتية مسبقة عن هذه العملية. وفي محاولة منها لإحباطها، حاولت مراقبة المياه الإقليمية لسواحل ولاية عنابةبالجزائر ومراقبة السفينة التي كانت جاهزة لنقل الفدائيين الفلسطينيين، وقد أوردت الصحيفة تفاصيل هذه العملية للمرة الأولى، لكن محاولاتهم باءت بالفشل ولذلك بدأ التخطيط لاغتيال أبو جهاد.