قابض البريد المركزي: على وزارة الداخلية منع تغليف بطاقات الهوية اكتشفت مصالح بريد الجزائر، خلال فحصها لبطاقات التعريف الوطنية ورخص السياقة المزورة، التي تم حجزها على مستوى شبابيك بريد الجزائر، أن كل البطاقات المزورة المحجوزة لديها هي البطاقات المغلفة بواسطة البلاستيك الشفاف، الذي أصبح حيلة ناجحة من حيل التزوير. حيث تبين بأن المزورين يلجأون إلى التغليف البلاستيكي لبطاقات التعريف الوطنية ورخص السياقة، كتقنية لإخفاء وتضليل آثار التزوير، فتبدو البطاقة وكأنها أصلية، مما يصعب على أعوان شبابيك البريد التفطن للبطاقات المزورة. وبهذا الخصوص، حذرت مراكز البريد من خلال ملصقات رسمية عبر الشبابيك، زبائنها من عمليات نصب وإحتيال، وسرقة تستهدف بطاقات هويتهم من طرف محتالين، يقومون بتزويرها من خلال تغيير صورة صاحبها، لإستعمالها في سحب أموال الضحايا من حساباتهم الجارية ببريد الجزائر. وفي هذا الصدد، قال الطيب بن يمينة، القابض الرئيسي بالبريد المركزي بالعاصمة، في لقاء خص به "الشروق اليومي"، أنه "أصبح من الضروري أن تصدر وزارة الداخلية والجماعات المحلية، في أسرع وقت ممكن، تعليمة أو مرسوما يمنع المواطنين من تغليف بطاقات التعريف ورخص السياقة بالبلاستيك الشفاف، للحد من ظاهرة تزوير هذه البطاقات، ويمنع الإدارات من الإعتماد عليها، وذلك كحل عاجل ومؤقت، لأن الأمر لا يحتمل التأجيل، بسبب انتشار ظاهرة تزويرها، في انتظار أن تجهز بطاقة التعريف البيومترية التي تعتزم وزارة الداخلية اعتمادها مستقبلا والتي قد يستغرق اعتمادها بشكل رسمي عدة سنوات أخرى". وأكد المتحدث، بأن جميع بطاقات التعريف ورخص السياقة المزورة، التي تم حجزها بشبابيك بريد الجزائر عبر الوطن، على مدار السنة، يتم تزويرها من خلال نزع صورة صاحب البطاقة وتعويضها بصورة شخص آخر، ثم يتم تغليفها بغلاف بلاستيكي شفاف ولماع لإخفاء آثار التزوير، ثم يتقدمون لسحب الأموال من أرصدة الزبائن الذين يملكون حسابات جارية في بريد الجزائر. وقال ذات المتحدث أن أعوان شبابيك الجزائر أصبحوا مطالبين أكثر من أي وقت مضى ببذل جهد كبير في فحص البطاقات المغلفة بالبلاستيك، لتجنب عمليات التزوير، بعد أن اتضح بأن هذه الطريقة قد انتشرت بكثرة باعتبارها طريقة سهلة ولا تتطلب إمكانات كبيرة من المزور، إذ يكفي أن يكون لديه غراء لإلصاق صورة أخرى مكان صورة صاحب البطاقة، ثم تغليفها بالبلاستيك، وهي عملية يمكن أن يقوم بها أي شخص بسيط، ولا تتطلب سوى بضع ثوان لإنجازها. وقال الطيب بن يمينة، بأن بطاقة التعريف التي يملكها المواطنون حاليا غير مؤمنة وليست مضمونة، إذ يمكن لأي مواطن أن يتدبر ورقة كرتونية خضراء ويطبع عليها نسخة من بطاقة التعريف الوطنية لشخص ما مع تغيير الصورة، ويضع عليها غلافا بلاستيكيا، كما يلجأ المزورون إلى استعمال علب دائرية كعلبة "الشمة" -مثلا- لتقليد الختم الجاف على الصورة التي يتم إلصاقها في البطاقة. من جهته، مدير الإعلام ببريد الجزائر، نور الدين بوفنارة، رفض تقديم أرقام حول عدد حالات التزوير المسجلة سنويا أو يوميا في شبابيك بريد الجزائر، مكتفيا بالتأكيد على أن "انتشار ظاهرة تزوير بطاقات التعريف ورخص السياقة أصبح يشكل خطرا أكثر من تزوير الصكوك البريدية". جميلة بلقاسم