كشف رئيس جمعية اتحاد المهاجرين الجزائريين في اسبانيا أحمد برّاوي حقيقة ما تردّد في المدّة الأخيرة بشأن تعامل السلطات الاسبانية مع مئات الحراڤة الذين يفدون إليها بطريقة غير شرعية على مدار أشهر السنة. حيث أكد في تصريح للشروق أن "العشرات منهم خصوصا أولئك الذين رمتهم أمواج البحر جثثا هامدة أو تم العثور عليهم مقتولين بدون هوية في شوارع اسبانيا، قد تم دفنهم في مقابر جماعية وفقا للطريقة النصرانية، وهو ما يعدّ صدمة حقيقية لعشرات العائلات الجزائرية والمغربية المسلمة التي لاتزال تجهل حتى الآن مصير أبنائها المفقودين". وأضاف السيد براوي أن أوّل ما يفعله الحراڤة حين وصولهم سالمين هو محاولة تأمين مصدر رزقهم عن طريق الاتصال بمجموعة أشخاص وشبكات تعمل بطريقة منظمة واحترافية وتقوم بتوفير مناصب عمل في المزارع والمصانع لهؤلاء الشباب. وذلك مقابل مبالغ مالية بخسة، لكن العديد من أرباب العمل يفضلونهم نظرا لأنهم يمثلون عمالة رخيصة، وقد تطوّر الأمر في الأشهر الأخيرة حسب السيد براوي إلى حدّ مضايقة عدة جهات اسبانية لهؤلاء المهاجرين غير الشرعيين، لأنهم يقومون بمنافستهم في بلدانهم على مصادر الرزق، وهو ما يفسّر عمليات الوشاية الواسعة ضدّ العرب ومنهم الجزائريين بتهم واهية أخطرها الانتماء لتنظيم القاعدة أو جماعات إرهابية مسلحة". السيد براوي أكد من جانب آخر أنه يصعب تحديد مصير المئات من الحراڤة المختفين نتيجة أن هذه الظاهرة أضحت خطيرة جدا من حيث تداعياتها السلبية المتزايدة على الجانبين الجزائري والإسباني، كما بيّن صعوبة معرفة أمكنة المختفين، حيث حاولت الشروق عن طريقه معرفة مصير العشرات من هؤلاء الحراڤة الذين انقطعت أخبارهم عن عائلاتهم في وهران، تيارت وتلمسان، لكنه أكد أنه في كل مرة يتصل فيها بجهة أمنية أو قضائية أو طبية يقال له أن هؤلاء الحراڤة تم إرجاعهم لبلدانهم، وقد زاد من صعوبة المهمة تعمد هؤلاء "المغامرين الشباب" عدم أخذ وثائق تثبت هويتهم قبل الهجرة وذلك حتى لا تعيدهم السلطات الإسبانية إلى بلدانهم عند القبض عليهم، كما يصعب تحديد هوية الحراڤة أيضا في حال غرقهم قبل الوصول إلى إسبانيا. وقال السيد برّاوي إن "الحراڤة" مخطئون تماما حين يعتقدون أن الجنة ستكون بانتظارهم لحظة الوصول إلى إسبانيا، علما أن الشروق سبق لها وأن نشرت معلومات على لسان الحراڤة العائدين قالوا فيها أنّ السلطات الإسبانية تطرح عليهم أسئلة تتعلق أهمها بإمكانية وجود مشاكل أو صعوبات يلاقونها في بلدانهم لأسباب عرقية أو دينية أو لسبب الأصل الوطني أو الأفكار السياسية، وذلك لغرض ما في نفسها ولتحقيق مأرب سياسي أكثر منه إنساني، في الوقت الذي دعا فيه ممثل المهاجرين الشرعيين في اسبانيا السلطات الجزائرية للتحرك من خلال عقد ندوة وطنية عاجلة يتم فيها التباحث حول مشاكل هؤلاء الحراقة وبمشاركة كل الفعاليات السياسية والمدنية في البلاد، خصوصا بعد ما ارتفع رقم الحراڤة خلال السنة الفارطة إلى أكثر من 5000 شاب لايزال المئات منهم في عداد المفقودين، في حين عرفت 3 أيام فقط أواخر جانفي الفارط توقيف أزيد من 50 حراڤا، ولاتزال جثث 89 شخصا مجهولة الهوية بالناحية الغربية لوحدها. قادة بن عمار