قامت الجزائر، أول أمس، باستوراد 200 ألف طن من القمح اللين الفرنسي وذلك لتغطية الطلب المتزايد على هذه المادة التي تعرف نقصا في السوق المحلية، الأمر الذي أدى الى تذمر الخبازين المطالبين برفع أسعار الخبز. وأفادت وكالة رويترز نقلا عن مستوردين في سوق القمح الفرنسية أن هذه الكمية اقتناها الديوان الوطني للحبوب وبسعر يزيد عن 455 دولار للطن الواحد مع احتساب تكاليف الشحن. وأكدت نفس المصادر أن السعر المتداول للقمح اللين في السوق العالمية ارتفع بسبب هذه الصفقة، حيث اعتبر أحدهم في تصريح للوكالة البريطانية بأن "الجزائريين لا يهمهم سعر القمح اللين بقدر ما يهمهم شراء الكميات التي يحتاجونها". وفور اقتناء الجزائر هذه الكمية ارتفعت أسعار القمح اللين العالي الجودة في سوق شيكاغو، حيث زاد بعدها الطلب العالمي بسبب، حسب المستوردين، بروز مخاوف من تقلص الانتاج، نظرا لسوء الاحوال الجوية لا سيما الجفاف في الدول المنتجة للحبوب كروسيا وألمانيا والارجنتين. وأوضح المستوردون في السوق الفرنسية بأن الجزائر كانت قد أقفلت برنامج صفقاتها لشراء القمح لموسم 2007 / 2008 لكن سرعان ما رجعت الى سوق الاستيراد بعد ان رفعت القيود على المطاحن المحلية فيما يخص نسبة الكميات المسموح طحنها. وكانت السلطات الجزائرية تفرض على المطاحن طحن نصف الكمية التي تستوعبها وذلك حتى تتفادى اضطرابات في السوق. وقد جاء هذا القرار بعد ندرة مادة "الفرينة" في السوق المحلية وارتفاع سعرها، ما أدى الى تذمر الخبازين الذين طالبوا بدورهم رفع سعر الخبز المدعوم من قبل الدولة. وقد قام عديد من الخبازين بإضراب لإجبار الحكومة على التدخل لدى المطاحن لخفض سعر الفرينة. وتعد الجزائر أكبر الدول المستوردة للحبوب بكمية قدرها 5 ملايين طن سنويا بما يفوق 1 مليار دولار. كمال منصاري