أكد أجراد يوغرطة، مُمثل الجزائر في برنامج "أراب أيدول"، أن الاستقبال الحار الذي حظي بهمن قبل الجمهور الجزائري في مطار "هواري بومدين" هو أكبر تتويج بالنسبة إليه وأهم من الفوز باللقب، رغم أنه تقدم للبرنامج - كما قال - ليفوز. مؤكدا في حوار حصري مع "الشروق"، أنه لم يندم قط على إصراره الغناء باللهجة الجزائرية التي رأى فيهاالبعض سببا لعدم التصويت له من الوطن العربي. قائلا: "لم أحسبها بهذا الشكل، كل اهتمامي كان منصبا على تقديم التراث الغنائي الجزائري للعالم ومن خلال شاشة عملاقة مثل "أم. بي. سي".
أولا، حدثنا عن إحساسك وأنت ترى جمهورا غفيرا أتى خصيصا للمطار لاستقبالك بعد مغادرتك للبرنامج؟ لم أصدق نفسي، كنت أتوقع حضور عائلتي وأصدقائي فقط. لذا صدقني لو قلت لك أن الاستقبال الذي وجدته بمطار "هواري بومدين" عوّضني عن الفوز باللقب، فحُب الناس هو أهم شيء. والحمد لله أنني استطعت الوصول إلى الجمهور، ليس في الجزائر فقط، بل في كل الدول العربية. يكفيني جدا مشهد الجمهور وهو يحملني على الأعناق.. لم أصدق كل هذا الحب وهذا الاحتواء.
بصراحة هل شعرت بالظلم لعدم حصولك على اللقب؟ اطلاقا، لم أشعر بذلك لأن هذه هي قواعد اللعبة وفي الأخير هناك فائز واحد باللقب، لكن طبعا حزنت لعدم حصولي على اللقب، وهذا أمر طبيعي جدا.
ما تقييمك لتجربتك في "أراب أيدول" اليوم، خصوصا أنك أول جزائري يبلغ نهائيات البرنامج؟ لا شك أني شاركت في البرنامج لأفوز. الثقة كانت موجودة ونيل اللقب كان هدفي، لذا كان وصولي إلى مرحلة النهائيات والبث المباشر متوقّعاً، لكن ما لم أتوقعه أن أنال كل هذا الدعم والمحبة من الناس، كنت على ثقة بأنه ستكون لي بصمة في البرنامج بغضّ النظر عما إذا كان هناك أصوات أهم من صوتي أم لا.
هل تعتقد أن إصرارك الغناء باللهجة الجزائرية في كل برايم قلص من التصويت لك من خارج الجزائر؟ لم أحسبها بهذا الشكل، كل اهتمامي كان منصب في تقديم تراث الفن الجزائري للعالم ومن خلال شاشة عملاقة مثل "أم. بي. سي". كذلك، الجمهور الجزائري كان يطلب مني في كل مرةأداء أغنية جزائرية، فقدمت المالوف والعاصمي والراي لأثبت للعالم كله كم تراثنا الغنائي غني ومنوّع. ولو استمررت لقدمت الشاوي والسطايفي والأمازيغي. كنت في حاجة لجمهور جزائري في القاعة ليعطيني دفعا.
كيف كان شعورك وأنت تواجهه منطقة الخطر مرتين؟ بصراحة شديدة، وقوفي في منطقة الخطر في المرة الأولى شكّل بالنسبة لي قلقاً كبيراً، وكانت مفاجأة للجنة التحكيم ولي. لكنك عندما تجد اللجنة تقف معك وتدعمك فهذا يعني أنك تركت بصمة جميلة.
هل جميع من في اللجنة كان يدعمك؟ وائل كفوري ونانسي عجرم وحسن الشافعي أتوا لمواساتي وتشجيعي.
وماذا عن الفنانة أحلام؟ شخصيا استغربتها، فما لايعلمه الجمهور أن أحلام في الكواليس كانت دائما تشجعني وتعبر عن اعجابها المطلق بصوتي، لكن سرعان ما كان ينقلب هذا الاعجاب إلى العكس في العروض المباشرة.. والسبب لاأعلمه.
هذه التصرفات كانت معك فقط؟ على الأغلب كانت معي.
هل تعتقد أن الجزائريين خذلوك في التصويت؟ لا لا .. بالعكس الجمهور الجزائري دعمني وشجعني والدليل الترحيب الذي وجدته في المطار، لكن أحيانا كنت أتساءل لماذا لم يصلني تصويت أكبر لأبلغ الحلقة النهائية على الأقل؟. كما أني كنت في حاجة لجمهور جزائري في القاعة ليعطيني دفعا. علما أن كل المشتركين كانوا يحظون بهذا الدعم المعنوي من جمهور بلدهم.
ربما بحُكم بُعد المسافة؟ يرد مقاطعا: توجد جالية جزائرية بلبنان، وحتى بالفندق الذي كنت متواجدا فيه. لكن لا أحد منهم سأل عني أو شجعني ماعدا فلة التي أبعث لها مليون تحية وسلام من خلال جريدتكم.
وماذا عن دعم السفارة الجزائرية لك في لبنان؟ لا حدث.. مع أن جميع المشتركين كانوا يلقون الدعم والمساندة من طرف سفاراتهم ومن الشخصيات المهمة. لدرجة أنني كجزائري شعرت أني في بلد ليست به سفارة جزائرية !! وهذا ما أحزنني وترك في قلبي غصّة.
هل توقعت خروجك من البرنامج في هذه المرحلة؟ اختيار الأغنيات في ذلك البرايم بدا وكأنّه "يوم الوداع". شعرت بالتعب على المسرح من شدّة تأثّري.. لأني كنت متأكدا من خروجي.
برأيك هل التصويت كان يأتيك من الجزائر فقط أم من كلّ الوطن العربيّ؟ أعتقد من الاثنين، لكن من الطبيعي أن يأتيني تصويت أكبر من الجزائريين الذين كانوا ينتظرون يوم الجمعة والسبت لمشاهدة البرنامج، ولسماع كلمة "الجزائر".
هناك مشتركون وقّعوا مع شركة "بلاتينيوم" التابعة لقناة "أم. بي. سي"، وهناك من اختار شق طريقه لوحده. فماذا عن خطتك المستقبلية؟ طبيعي إذا وقّعت مع شركة "بلاتينيوم" أكون قد اخترت الاستمرار مع شركة كبيرة تابعة لقناة عملاقة. وإذا أردت أن أستمرّ بمفردي فهذا تحدّ لي، لأنّه لم يعد هناك إنتاج كما كان يحصل من قبل. المطلوب الصبر والاجتهاد والتعب في البداية. الشهرة والنجومية في ناحية والمساس بالشهداء في ناحية أخرى. "احنا الجزائريين علمونا والدينا أن الوطن هو الشرف. ومن يمس بكرامة الجزائر وخاصة الشهداء دمه عندي مهدور حتى لو كان على حساب مشواري الفني. وأروى تعدت كل الحدود عندما مست بكرامة الجزائريين بتغريداتها على"التويتر".
ما الخطوات التي ستقوم بها خلال الفترة المقبلة؟ وقعّت عقداً مع شركة "بلاتينو مريكوردز" مباشرةً بعد انتهاء مشواري في البرنامج، كما فعل كل المشاركين.
بماذا تريد إنهاء هذا الحوار؟ أقول للجمهور إنّ المنافسة كانت صعبة هذا العام، وأتمنّى من كلّ من أحبّ يوبا أن يظل على قدر هذه المحبة، لأن اللقب ليس هو الأساس بل الاستمرارية بعد انتهاء البرنامج، كما آمل أن يظل جمهوري بجانبي وأن تدوم المحبة بيننا. كما أشكر مناجيري طارق معوش على كل الدعم الذي قدمه لي وأنا خارج الجزائر.